يوم المرأة العالمي / عراقِياً



امين يونس
2015 / 3 / 2

هل يُمكن الحديث عن يوم المرأة العالمي المُصادِف للأحد 8/3/2015 ، وتحديداً عن النساء في بلادي العراق من أقصاه الى أقصاه .. دون إسترجاع المآسي والكوارث التي حّلتْ بنا جميعاً ولا سيما بالمرأة ، خلال السنة الماضية ؟ هل يمكن القفز من فوق ، ما إقترَفَتْه فاشية الإسلام السياسي المتمثلة بداعش ، بِحق الإيزيديات والمسيحيات ، بل بِحق جميع النساء في كُل المناطق التي تمكنَتْ من الإستيلاء عليها ؟
* " الرجال " الحَمقى يخططونَ للحروب ، والمافيات " الذكورية " من تُجار الدين والسياسة ، ينفذون هذه الخُطط على الأرض .. وأكثر الضحايا في العادةِ من النساء والأطفال ! . فكُل الحُكام الفعليين في بُلداننا ، هُم من الرجال ، وللأسف فأن معظمهم من الموغلين في التسلُط والجشع والبُعد عن الإنسانية .. وغالبيتهم مُستعدون لتنفيذ الأجندات الخارجية الخبيثة ، من أجل الحصول على مكاسب وإمتيازات شخصية ضيقة . والنساء يدفعنَ الثمن الرئيسي ، من حياتهنَ أو ترمُلهنَ أو إستعبادهن وتقييد حرياتهن .
* هل هنالك نساءٌ في الفلوجةِ وتكريت والموصل والحويجة ، يُقاوِمنَ حُكم الفاشية الداعشية ؟ هل حقاً ان نساء المناطِق المُحتلة مِنْ قِبَل داعش ، راضيات وقانعات ، بقوانين ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية ؟ . أقول جازماً ، ان الأكثرية الساحقة من النساء في تلك المناطِق ، ضد الفاشية الداعشية . لكنهنُ مُكبلات ويعشنَ في ما يشبه السجن الكبير والأسِر .
تتعالى بين الحين والحين ، أصواتٌ نَشاز قبيحة ، تدعو الى مُعاقبةٍ جماعية للموصل وتكريت والفلوجة والحويجة ... الخ . بل الى التمهيد الذهني الجمعي ، لإحتمالية قصفها عشوائياً ورُبما إقتحامها وإستباحتها .. باللهِ عليكم ، مالفرقُ إذن بين مثل هذا الطرح الخطير وبين ما قامتْ به داعش نفسها ؟ أيها السادة .. هل تعتقدونَ ان الخروج من الموصل مثلاً ، يومَي 9/6/2014 و10/6/2014 ، كانَ سهلاً ومُتاحاً للجميع ؟ ان " تَرَف " الهروب ، لم يكُن مُتوفِراً للكُل ، فهنالك آلاف العوائل التي لم يكُنْ أمامها أي خَيار غير البقاء في المدينة المُحتَلة ... من الفُقراء الذين لايملكون سيارات ولا نقود وليس عندهم أقارب أو معارف في المناطق الآمنة سواء في أقليم كردستان او غيره . وهنالك المرضى والمعوقين .. بل هنالكَ مَنْ حوصروا لمُختلف الأسباب ، ولم يستطيعوا الإفلات .. ان معظم الباقين في تلك المُدن المُحتلةِ ، هُم من هؤلاء المستضعفين الذين لاحول لهم ولا قُوة .
* ( اُمَية أحمد ناجي الجبارة ) إحدى بطلات بلادي ، إستشهدتْ في حزيران ، في تكريت ، مُدافعة بسلاحها ، ضد الفاشيين الدواعش .
( أم رياض مؤدة الكاظم ) بطلة أخرى من بلادي ، كانتْ تنقل المؤن للمقاتلين المقاومين لداعش ، في الضلوعية ، لأشهُرٍ عديدة .. بل إشتركتْ لمراتٍ عديدة في القتال أيضاً .
طوبى للطبيبات والصيدلانيات اللاتي ، قتلهنَ الدواعش ، في الموصل ، لأنهنَ رفضنَ الإنصياع لأوامرهم المُجرِمة .
قلوبنا مع اُمهاتنا وبناتنا في الموصل وتكريت والحويجة والمُدن الأخرى ، الصامدات بوجه الفاشية الإسلامية السياسية .
* الخزيُ والعار لحُكم أحزاب الإسلام السياسي والميليشيات الطائفية الرجعية ، التي تحكم في بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى .. والتي تُقّيد حريات المرأة وتضطهدها .
* اُمهات وزوجات ضحايا سبايكر ، يبكَينَ دَماً ، حُزناً ولوعةً .. في يوم المرأةِ العالمي .
* إطلعتُ عن كثبٍ ، على أحوال العديد من مُخيمات النزوح في دهوك . مرحى للنساء الباسلات وهُنَ يُثبتنَ إرادتهنَ للحياة ، وسط أصعب الظروف .
* جرحنا النازِف .. نساءنا المُختطفات من سنجار وقُراها ومُحيطها ، لن يهدأ لنا بال ، إلا بتحريركن من الرق المفروض عليكن فرضاً .. وإنزال العقاب الصارم بالمُجرمين . في اليوم العالمي للمرأة ، نستذكر عشرات الفتيات اللاتي فضلنَ الإنتحار ، بالقفز من قمة جبل سنجار ، على الوقوع في الأسر والإستعباد .
* وأخيراً .. مَنْ قالَ بأن عصر الأساطير والملاحِم ، قد وّلى ؟ .. كلا أيها السادة ، فما زالتْ نساء كوباني وفتياتها الثائرات ، يسطُرنَ ببطولاتهن الفّذة ، قصصاً حقيقية ، أبهرَتْ العالم أجمَع . تجاوزتْ أحداثها ، كوباني والحسكة .. فأن دماء النساء المُقاتلات ، رَوتْ تراب مخمور وكركوك وسنجار وربيعة وغيرها أيضاً . المجدُ والخلود لعشرات الشهيدات من وحدات حماية المرأة .
في يوم المرأة العالمي .. ننحني إجلالاً ونُقّبِل التراب الذي تمشي عليه ، مُقاتلات كوباني الباسلات .