المرأه و قضاياها فى عيون المفكرين العرب ج 1



سامح سليمان
2015 / 3 / 3

الشاعر و الناقد لقمان محمود : لا تزال صورة المرأة في المجتمعين العربي والكردي هي صورة المرأة التقليدية في أغلب مجتمعاتنا المعاصرة. فلا تزال - هذه المجتمعات المعاصرة – تسعى بشكل أو بآخر إلى ترسيخ دونية المرأة، باعتبارها وضعاً طبيعياً، وحكماً إلهياً نظراً لاختلاف قدراتها عن الرجل ، و من هنا فإن أهم قضايا المرأة (العربية – الكردية)، هي التخلص من هذه الصورة التقليدية، وذلك بتوظيف قدرتها الانسانية في الخدمة الاجتماعية والعمل العام لا الخدمة المنزلية فحسب، منطلقة من أن تربية الأطفال ليست واجباً نسائياً فقط بل هي وظيفة اجتماعية. فالاختلاف في الجنس يجب أن لا يكون مبرراً للقهر، وأنطلاقاً من مقولة "الرجل لا يحرر المرأة"، على المرأة أن تحرر نفسها بنفسها من عنصرية الرجل .
أما عن الشطر الآخر من السؤال، والمتعلق بأفضل من تكلم عن المرأة، أقولها وبكل صراحة، لم أجد في أقوال الرجال إلا بصيصاً من الضوء، ربما مع مرور الأعوام أصبح هذا الضوء شاحباً أكثر من اللازم. ومن هنا أقول أن "سيمون دي بوفوار" هي أفضل من تحدثت عن المرأة، عندما قالت "الانسان لا يولد امرأة، بل يصبح امرأة" في إشارة إلى التشكيل الثقافي والاجتماعي لمفهوم الذكورة والأنوثة. فالمجتمع هو الذي يصنع من الانسان، ذكراً كان أم أنثى .
الشاعر ثائر أيوب : إن قضايا المرأة هي نفس قضايا المجتمع بشكل عام
الحرية ..... الديمقراطية .... العدالة ...... الكينونة الحقيقية ...... الحماية......الخ
المرأة تريد حقوقها كاملة كإنسان بغض النظر عن جنسها و هذا حقها الطبيعي و المفترض
لكن في الحقيقة ، المجتمع كله يحتاج إلى حقوقه ليصبح مجتمعا مؤهلا لاحتواء الإنسان ذكرا كان أم أنثى ، المسألة ليست مسألة السلطة الذكورية فقط إنما هي مسألة مجتمع كامل بعيد كل البعد عن الثقافة و الحضارة و الإنسانية و إن المجتمع -كمجتمعاتنا العربية- الذي تكاد تنعدم فيه حقوق الإنسان و لا وجود فيه الحد الأدنى من هذه الحقوق عموما لن يعطي للمرأة خصوصا حقوقها و حين يصبح المجتمع مجتمعا ثقافيا حضاريا سيعطي للمرأة حقوقها كاملة و تلقائيا
تحرير المرأة يساهم في تحرير المجتمع لكنه لا يؤدي إليه وحده
بينما تحرير الجتمع يؤدي حكما و بالضرورة إلى تحرير المجتمع
ثم إن كلمة (تحرير) تحتمل الكثير من الأوجه
كيف ترى المرأة حريتها ؟
كيف يرى الرجل حرية المرأة ؟
حين يصل الطرفان إلى زاوية واحدة لرؤية هذا الموضوع سيولد طريق الحرية
و هذه الزاوية تحتاج تحرير المجتمع ككل حتى يتم إيجادها
يجب يكون الإنسان هو القاعدة الأولى و الأخيرة التي ينطلق منها للثورة على نفسه من أجل نفسه ،عندها سيحرر نفسه و يصبح قادرا على تحرير المجتمع أيضاً .
الأديبه ماريا كبابه : إن أهم قضايا المرأة لا تتمثل في المرأة ،وإنّما في الرجل ،أعتقد أنه حين يتحرر الرجل من ذكوريته المفرطة وعنجهيته ،عندئذٍ معظم قضايا المرأة ومشاكلها تزول ويحلّ محلها علاقة صحية قائمة على المشاركة لا ميزان القوي والضعيف،برأي أن أفضل من تكلم عن المرأة هي المرأة ذاتها بكينونتها وأنوثتها وربما أقرب الشخصيات المحببة لقلبي هي نوال السعداوي الطبيبة والأديبة والمصلحة الاجتماعية والأم ...مع إحترامي لكل نساء العالم قاطبة .
القاص محمود الوهب : لا شك في أن قضايا المرأة كثيرة وشائكة، ولكن المتأمل فيها جيداً، يجدها في المحصلة، تعود إلى قضايا المجتمع ذاته، وإذا كانت قضايا المجتمع تكمن في فقدان الحريات المختلفة، فإن جوهر قضايا المرأة، وكذلك مشكلاتها المتعددة، مرتبط بهذا الأمر. ولا يمكن معالجة قضايا المرأة في مجتمع يفتقر إلى الحرية. أما تلك المشكلات التي تبدو، وكأن لها خصوصية ما، كتلك الآتية من الدين مثلاً كالحجاب، ووجود المحرم، أو تعدد الزوجات، ومجمل ما يميز الذكور عن الإناث، فهذه أيضاً تحلها الحريات، ويحلها العمل والدولة المدنية التي ينفصل فيها الدين عن قضايا الدولة وما إلى ذلك..