المرأه و قضاياها فى عيون المفكرين العرب ج 2



سامح سليمان
2015 / 3 / 3

المثقف مصطفى مقصود : المرأه في نظر المجتمع الشرقي خلقت للرجل فقط وقضية تحرير المرأة اكذوبه مستهلكة زادوا المراة أستغلالاً و خديعة من خلالها ، ولا أرى أن هناك حل جذري لتقليص الهيمنه الذكورية و إنما يجب الأستناد إلى تجارب الأمم المتقدمه في خلق أجواء الحوار و التبادل الثقافي بين الدول للحد من الأنغلاق و التبعيه .
الباحث عبد المؤمن لطفى : المرأه العربيه من أكثر العناصر الأجتماعيه معاناة في مجتماعتنا الذكوريه .
فكثير من حقوقها مصادره (هذا يختلف من مجتمع عربي الى اخر)
فالمجتماعت الأكثر راديكاليه لا تسمح للمرأه حتى بالسفر وحدها أو قياده سياره .
كما ان النظرة الدينية و الثقافية التقليدية للمراة والتي اختصرتها في المتع الجسدية زادت من مفاقمة مشاكلها ومحاصرتها اجتماعياً ، أضافةً الى الروح الذكورية التسلطية الموروثة من الحقبة البدوية تزال تحتقر المرأه و لا تحترمها و تعتبرها في مرتبة أقل من الرجل ، و أظن أن حل مشاكل المرأه يبدء من خلال حركات المجتمع المدني و أصلاح الثقافة التقليديه و أستبدالها بثقافة اكثر تسامحاً و أحتراماً للمرأه ، كما أن التنمية الاقتصادية و بناء أقتصاد منتج سيسهم كثيراً في تغيير المفاهيم التقليديه عن المرأه و العلاقات الأجتماعية القديمه .
الفنان المسرحى سكفان طورى : حسب معرفتي تاريخ الرجل منذ الأزل الى يومنا هذا ، هو تاريخ دموي حافل بالحروب والويلات ولا يعرف سوى لغة التهديد والوعيد والقتل والنهب والحرق والسلب والتعذيب والأغتصاب ودائما يشق طريقه بالسيف ، و لايعرف أن يشق طريقه بالأبتسامة مثل ( المرأه) .
بينما المرأه منذ الأزل إلى يومنا هذا لم تنخذ قرارات الحروب ، و لا قرار القتل والنهب
و التعذيب والسلب ، بل هى لطيفه حساسه عاطفيه ، لغتها الوحيده هى الحب والحنان والتسامح والموده والرحمه وتحب الحياة و الطبيعه ، المرأه هي الحضاره واللغة والقصيدة والحياة ومن لايعرف قيمة المرأة لايعرف قيمة الحياه ،،، صحيح انا رجل شرقي ، لكن تفكيرى عكس تفكير الرجل الشرقي ، بأعتقادي خدعت المراه في العصر الحديث أكثر مما خدعت في العصور الماضيه و اليوم سلب الرجل منها حقوقها ولكن مع أحترام ظاهري ومعامله رقيقة أمام الناس ، وبسبب هذا الغلاف الخارجي لم ترى المرأه أن وضعها مازال هو الأدنى ، و أن الرجل يعطي الحق لنفسه أن يعاشر أية أمراه وفي أي وقت . ويتزوج في اي وقت . ويطلق زوجته في اي وقت . ويتحكم في دخولها وخروجها وسفرها وجسدها وبكل شيئ ، أما هي لا تستطيع ان تفعل اي شيئ من هذا القبيل لأن المجتمع والعادات و الشرع لايسمح لها حتى التفكير بذلك ، ولا يجوز للمرأه ان ترفض أو تتذمر ولكن تطيع وتقبل لأن الطاعة والتقبل و الهدوء صفات الأنوثة في مجتمعنا الشرقي .
ثقافة الرجل الشرقي تجاه المرأه ثقافة ذكورية عفنه ، حتى لو أرادت الزوجة ان تقرء فسوف يختار لها الزوج كتب الفقه لتقرء العبادات ، و كيفية طاعة الازواج و حرمة مخالفتهم وكيف ستصبح زوجته حورية من حورياته في الجنه ، أى متى اشتهيتك تكوني لى وليمه على السرير !!!!
المرأه في المجتمع الغربي أيضاً مثل سلعة رخيصه تباع و تشترى في السوق و بأرخص الأثمان ، خاصة المرأه الجميله تستغل جمالها من قيبل الشركات الكبرى للدعايه و الأعلان ، أنا كإنسان و حسب قناعاتي و فلسفتي بالحياة أطالب بحق الحياه الكامل للمرأه على قاعدة حق الحياة واجب لكل كائن حي حسب قانون الطبيعة ، وهذا الحق اشمل واكبر وأدق من حق المساواة مع الرجل لأن الرجل ليس معيار ومقياس لحقوق الكائنات الاخرى في الحياة فكل كائن له خصوصيته في حقه وشكليته الوجودية الخاضعة لمعيار واحد مشتق من نواميس الكون، ثم أن حق المرأه بالحياة الشامل للحرية والكرامة والعدالة والامن والسلام والرفاهية والرخاء والعيشة الافضل ليس مقدم منحة من الرجل ولا ينتظر ان يقدم منحة او منة او تجملاً من الرجل لأن هذا الحق حق طبيعي منحته الطبيعة للمراة منذ وجودها .
حق الحياة يؤخذ ويمارس كاملا و إلا فقد معناه وقيمته الأعتبارية وتحول الى مجرد سلوك تظاهري تصنعي متكلف لا يساهم في بناء شخصية الفرد ولا يخدم حياة الإنسان بالشكل الحضاري ، على المراة ان تأخذ حقها بيدها وتمارس حقها بطريقتها وهي تعي تماما ما يلزمها وما ينقصها من ادوات حضارية في مسيرة حياتها دون توجيه او تحديد او تقييد او شروط او تقنين ، المرأه هي سيدة نفسها في هذا الصدد وهي صاحبة القرار وما على الرجل سوى عدم التدخل في شؤونها الخاصة أو الاعتداء على حقها أو منعها من مزاولته أو الأستخفاف بدورها في الحياة او الأنتقاص من قدرها او أستغلالها والتطفل على كيانها .
هناك دول علمانية مثل فرنسا تطبق مبدأ مساواة المراة بالرجل وذلك على المستوى الدستوري والنظامي والادراي والتنفيذي والثقافي والتربوي ولكن في المنظور الفلسفي والسيكولوجي والطبيعي والتكويني نجد ان المرأه ما زالت تعاني النقص الكثير في حقوقها الحياتية اذ يتجلى هذا الانطباع من خلال مشاكلها الاجتماعية كمشاكل الانحراف السلوكي والاكتئاب والانسحاب من الحياة والاحساس بالنقص والانهزامية والدونية والانحلال والفشل بالاضافة الى امراض جسدية ونفسية وعقلية كلها تعيق دورها النموذجي الايجابي بالحياة فيسوء انتاجها ويقل بالمستوى المطلوب
وبالمعنى القانوني والتشريعي يجب ان تنظم قوانين حقوق المرأه ، بالشكل الذي يتيح لها الفرص الكاملة للوصول الى حقوقها و بالشكل الذي يتيح لها ممارستها بكل حرية وبالشكل الذي يحافظ على هذه الحقوق ويضمن لها المستقبل والتطور وذلك بتوفير الدعم الكافي واللازم على كافة الأصعده الحياتيه ، بدايةً على هذه القوانين ان تعمل على تأهيل المرأه تربوياً وتعليمياً وتثقيفياً وتعمل على بناء شخصيتها جسديا وعصبيا ونفسيا وتعدها بالشكل السليم ببرمجتها وتنظيمها وتدريبها بما يتوافق مع تقنية الحياة المعاصرة والمستويات الراقية في الاداء والسلوك والانتاج مع الحفاظ على خصوصيتها الفسيولوجية كأنثى دون اي وجه مقارنة مع الذكر .
ومن هنا تبدأ الانثى في بناء هيكلها الحضاري المختص بها ( حضارة الانثى ) .
في داخل هذا الهيكل يحتوى فكرها وثقافتها وعلمها وتجربتها الحياتيه و أسلوب معيشتها وقوانينها وانظمتها وكل ما يتعلق بخصوصيتها لتعيش عالمها الأنثوي الذي تفهمه هي وتتجلى به هي وتعي من خلاله حقوقها الحياتيه و تدرك ذاتها وتحقق وجودها لتكون جاهزه وقادره على مشاركة الرجل حينها على قدم المساواة في الحياة .