داعش والنساء



مها التميمي
2015 / 3 / 6

داعش والنساء
مها التميمي

نعيش الان على وقع جرائم داعش في العراق وسوريا وليبيا، جرائم وفظاعات ترتكبها تلك العصابات الخارجة عن اي منطق عقلاني أو مشاعر انسانية . فمن احراق الطيار الاردني وتصويره بمشهد هوليودي مسيء للبشرية قاطبة، الى مشهد اعدام العمال المصريين الاقباط في ليبيا، ومن قبلهم إعدام الكوريين. أمام هذا النوع من الجرائم الفظيعة نقف مشدوهين غير مصدقين هل نحن في كابوس . ناهيك عن مشاهد التهجير الجماعية التي يرتكبها هذا التنظيم ضد اهالي المناطق التي يسيطرون عليها بشكل همجي يصعب وصفه. اما سبي النساء وبيعهن في اسواق النخاسة فتلك ماساة اخرى .
تتعامل داعش مع النساء باسلوب همجي وعبرهن تخوف وتروع المجتمع باكمله. تحاول داعش القفز عن كل التقدم الانساني الذي انجزته البشرية بكل شعوبها وتفرض سيطرتها ومفاهيمها الرجعية المتخلفة بالارهاب والعنف الدموي. تنظيم داعش كما كل قوى رجعية يعلم جيدا ان من يسيطر على النساء يضمن السيطرة على المجتمع برمته، لذا فقد خص النساء وحدد دورهن في دولته السوداء .
منذ البداية حرص التنظيم على تجنيد النساء في كتيبتين الاولى كتيبة الخنساء والثانية كتيبة ام الريحان ووضع مفهومه لدور ومكانة المرأة تحت عنوان "المرأة في الدولة الإسلامية: بيان ودراسة حالة" دعا المرأة الى وجوب ملازمة المنزل كي تؤدّي دورها كربة منزل وزوجة وأم. البيان وجه انتقادات حادة للنساء الغربيات ولمفاهيم حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأ ة . وشجَّع النساء العربيات ، على القدوم إلى سوريا والعراق للعيش حياة "مستقرة من دون تنقّل"، مع تحمُّل مسؤولياتهن في المنزل، فهذا "حق لهن معطى من عند الله" تماشياً مع الشريعة و"أسلوب الحياة الذي أمر به الله".
ونوه الى انه يجب أن يبدأ تعليم الفتاة بسن السابعة على ألا يستمر إلى ما بعد سن الـ15. اما المناهج الدراسية تكون حول الدراسات الدينية الإسلامية، واللغة العربية القرآنية، وتعلُّم قواعد الطهو الأساسية والخياطة، ومهارات أخرى، بهدف إعداد المرأة لدورها الاساسي في قلب الأسرة.
ويحظر على المرأة التنقل هنا وهناك للحصول على شهادات لاثبات أنها أكثر ذكاء من الرجل".
ويضيف أنه بإمكان النساء، في بعض الحالات، مغادرة المنزل العائلي للعمل طبيبات أو معلمات أو المشاركة في الجهاد "بموجب تكليف" إذا لم يكن هناك عدد كافٍ من الرجال لمواجهة هجوم العدو. لكن أي عمل من هذا القبيل الذي تقوم به المرأة يجب ألا تتعدى مدته الثلاثة أيام في الأسبوع و"يجب أن يكون مناسباً لها ولقدراتها، وألا يتطلب أموراً تفوق قدرتها على التحمل، أو يصعب عليها إنجازها".
أكثر ما يثير الدهشة السن الشرعي لزواج الفتيات من مقاتلي "داعش". فقد تم تحديد : "السن الشرعي لزواج الفتاة هو تسع سنوات. الفتيات الأكثر طهارة يتزوّجن بسن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، فيما لا يزلن يحافظن على شبابهن ونشاطهن".

وتوضح الوثيقة أنه بعد الزواج، "دور المرأة هو أن تبقى محجوبة عن الأنظار ومحجّبة، وأن تحافظ على المجتمع من وراء حجابها".ويزعم البيان أن تشوُّش الخطوط الفاصلة بين أدوار الرجال والنساء يعود في شكل أساسي إلى خصي الرجال، في إشارة إلى أن مقاتلي "داعش" هم "رجال حقيقيون".وبحسب البيان، تُحظَر عمليات التجميل حظراً مطلقاً، وكذلك الثقوب في الجسم أو "تدلّي أشياء من الأذنَين"، ويُمنَع حلق الشعر في بعض الأماكن. أما متاجر الأزياء وصالونات التجميل فهي من عمل إبليس.

يشار إلى أنه في تشرين الأول الماضي، تم اكتشاف وثيقة مشابهة أكثر اختصاراً عن النساء العربيات، وتتضمن نصائح تحدد كيف يجب أن تكون النساء "زوجات صالحات للجهاديين" وتدعم المقاتلين. ودعت إلى تعلم الطهو والإسعافات الأولية ووسائل أخرى للمساهمة عن طريق "العمل اليدوي النسائي.
لقد اكتشف تنظيم داعش متاخرا دور النساء الحيوي في الحفاظ على السيطرة. وفي اجتذاب متطوعات غربيات الى الجهاد في سبيل الخلافة. من اجل المهمات الفنية التي تتقنها النساء حسب التجربة من ترويج مواد اعلامية جذابة تشجع على التطوع. ناهيك عن تامين المغريات الجنسية لقيادة التنظيم حيث يتم اختيار الفتيات الجميلات من بين السبايا، اما النساء الاخريات فتعرض في السوق للبيع من اجل زيادة الموارد المالية للتنظيم .النساء غير المسلمات يتم التعامل معهن كجاريات لايملكن من امرهن شيئا سوى الانصياع للاوامر الداعشية حيث يتم حبسهن في غرف ويتم اغتصابهن مرات ومرات. وقد اصدر التنظيم الداعشي دليلا للتعامل مع الجواري يبيح لمالكها منحها او بيعها، انها تجارة العبيد الجديدة. وتدل الافلام القليلة الصادرة عن التنظيم عن تطبيق الحد (العقوبة ) على العشرات من النساء العراقيات والسوريات كالرجم بالحجارة والقتل بلاهوادة لكل المخالفات ولا توجد أعدادا تقريبية للضحايا من بين النساء والاطفال الذين يتم التعامل معهم في سوق العبيد الداعشية حتى الان. ولا تستطيع ايا من المتطوعات التراجع والا فانه ينتظرها السجن الذي تشرف عليه السجانات الداعشيات .
ان التصدي لخطر تمدد داعش في المنطقة العربية وإعادتها الى عصور الظلام يتطلب التصدي لفكر وثقافة ومفاهيم داعش المنتشرة بين شعوب المنطقة ومنها الشعب الفلسطيني. يتطلب التوقف عند كل الارث الذي يتعامل مع المراة ككائن دوني وينتقص من دورها وحقها في الحياة بكرامة .ولا يمكن هزيمة داعش بالعمل العسكري فقط ، لان الفكر الداعشي موجود ويفعل فعله داخل المجتمعات العربية والاسلامية. .