يوم المراة العالمي ليس يوم للثرثرة العصرية



منى حسين
2015 / 3 / 15

شهر مارس وتحديدا في الثامن منه يعني ذلك التاريخ شيء كبير.. الكل كان يدركه او سيدركه.. يوم المراة العالمي الذي كان ولا يزال صوت المراة فيه عالي.. قبل قرن من الزمن طالب وبقتال (الورد والخبز).. ثورة لم يشهد التاريخ مثيلا لها.. باختصار كبير طالبت المراة وبكل احقية، قالت نريد وجودنا بلا تمييز او اعتداء علينا باي شكل من الاشكال.. طالبت بالمساواة والتحرر وشعارها كان الورد والخبز.. والى الان لا زلنا نقول بالثورة فقط.. بثورة النساء والعمال يمكن ان نقضي على غابة الاستغلال والتمييز والاقتتال الدموي ونحول الكرة الأرضية الى وطن للسلام والامان... مر يوم الثامن من اذار يوم المراة العالمي الذي لم يبقى منه الا التشبث بدولية المناسبة.. هذا العام اختلف التحليق بيوم المراة العالمي وخصوصا الاعلام المأجور والموجه وكعادته حاول جر يوم المراة العالمي الى الظلمة البرجوازية المعروفة بزيفها وعدائها لقضية المراة وقضيتها.. هذا العام أضيف على ذلك الثرثرة السياسية العصرية التي حاولت ارتداء يوم المراة العالمي كزي عصري لها.. وتفننت الجهات المختلفة بتلوين الادوار وتجميلها من اجل صيد الجوهر الحقيقي لمضمون يوم المراة العالمي... فهل نبدا الان من الابواب التي اوصدتها هذه الجهات على المراة.. ام نبدا بالابواب والابواق التي ملأتنا عويل وصراخ في يوم المراة العالمي.. شيزوفينا اصابت السياسة العصرية وتضليل مدبلج يحاول قلب كل الحقيقة لمصلحة واحدة.. وهي بسط نفوذ السياسة القائمة والمحتملة لاحقا.. البرواز الذي يحاول لف الصورة واحتوائها واقنعة لبستها وجوه قبيحة طعنت المراة وقضيتها بشتى الاسلحة وابشعها.. اليوم وفي يوم المراة العالمي تحاول الابتهاج وتقديم البرامج للمضي وتحاول ايهامنا بأنها تسعي من اجل المراة وقضيتها.. فلسفة غبية يحاولون طرحها اعلاميا وسياسيا وعالميا.. انهم يواسون قضية المراة ولايقتربون من حلها.. انهم يعرقلون كل التطور الذي حققه نضال المساواة والتحرر عبر كل السنوات.. فكان يوم المراة العالمي لهذا العام تميز بنكهة الخداع والتضليل بجرعة اكبر من سابقاتها..
يوم من كل عام للمرأة مخصص للاحتفال والحديث عن المرأة وعن قضيتها.. ويوما بعد يوم المرأة وقضيتها تعاني من تكالب جميع القوى للأبقاء على وضعها أن لم يكن جرها الى الوراء.. الكل يحضر ليوم المراة ليتخمنا بالتصريحات والمساعي والأهداف.. في العراق العبادي رئيس الوزراء أحتفل قبل المناسبة بيومين وقال أنه نصير المرأة وقد عين لأمانة بغداد امرأة رغم كل الضغوطات.. لكن حكومته بكل قباحة قررت غلق اذاعة المساواة اذاعة التحرر ومنعها من بث برامجها.. وفي ايران أحتفل روحاني وقال أن في ايران متسع كبير للمساواة بين المرأة والرجل.. والبرلمان الأيراني اقر قانونين لتحويل المرأة الى مجرد الة للأنجاب بذريعة زيادة النسل.. اما سلطان تركيا اردوغان أحتفل وقال أن الأعتداء على المرأة أعتداء على الأنسانية.. وتناسى أنه ووزير صحته صرحا قبل فترة ليست طويلة بأن المرأة لا تصلح سوى للبيت والمطبخ.. الكل أحتفل وتغنى..
ولعبادي العراق نقول ولروحاني ايران او لاردوغان تركيا وللباقين غيرهم.. نقول لهم لسنا بحاجة لكل هذه الاكاذيب.. نحن بحاجة الى قوانين ودساتير تضمن حقوقنا.. نحن بحاجة الى قوانين تردع مرتكبي الجرائم ضد النساء بدا من التمييز والعنف بكل اشكاله.. نحن نريد ليس اقل من قانون المساواة.. نحن بحاجة لتربية المجتمع تربية على المساواة والتحرر.. نحن نحتاج الى ألغاء كل مناهج العورة والدونية والبيت والمطبخ.. نحن بحاجة الى الاعماق وليس التصفيق واللعلعة باكاذيب لن تصدقوها انتم انفسكم.. اخفضوا اصواتكم الاعلامية وبرامجكم السياسية والاجتماعية التي تنادي بالمطالبة بتحرر المراة او مساواتها.. كفوا عن خطاباتكم ومحاولة تجديدها لا تنادوا بثورة لا تحمل الا العنف والتمييز ضد المراة.. لا تنادوا ببرامج وحلول لن تطرح على المراة وقضيتها الا الارهاب والتعقيد والاستلاب لكل مفاهيم العدل المساواة بحياة النساء ومستقبل الأجيال.. كفوا عن استخدام دولية ثورة النساء في يومها لتركيز دونيتها واستلاب كرامتها.. كفاكم هذه التغطية المظللة والقذرة بقذارة برامجكم.. كفاكم هذا الارهاب المزدوج لتقهروا به المستقبل وذاته قبل ان تقهروا المراة وقضيتها..
المزيد والمزيد من الصور التي تفضح بشاعة ما تاخذنا اليه ممارسات السياسة العصرية وسنكتفي بتصدير الحقيقة كي لا يستطيعوا النيل منا.. ليتحول الارهاب والتعسف بحق المراة والانسان هو الطرح الطبيعي لهذه الثقافة.. لا يعنينا بالتاكيد وهم العمل على انتشال المراة بهذه الانياب والعدائية ووضعها بقفص اتهام مصبوغ بالإدانة الجاهزة.. لتكون النهاية مقبرة كما هي البداية.. ولن يحصدوا مما زرعوا الا نساء ترفض كل هذه العزلة وكل هذا التمييز.. نساء ستبقى تفهم ثورة الخبز والورد.. نساء ستواجهه كل البرامج السياسية العصرية وكل الوحشية والهمجية الاجتماعية والعسكرية بسلاح التحرر والمساواة.. سلاح اللا تمييز ونبذ العنف.. حان الوقت لتكون الصورة حقيقية.. حان الوقت لنقول يوم المراة العالمي ليس يوم للتسول الاعلامي والسياسي بحق النساء والانسانية.
************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم