حول الإجهاض : لسنا قطيعا



منعم وحتي
2015 / 3 / 16

أحيانا تستوقفنا مراحل تاريخية سابقة تكون أكثر تعبيرا عن النٌّضج الإنساني و العمق الحقيقي للعقلانية، من تيه العقلانية و الحداثة التي نتلمس الطريق إليها الآن، فمعاول الهدم يمكن أن تكون بنقيضنا، كما يمكن أن تجد أعشاشا بيننا.

ذات زمن غابر جدا، وصل الإنسان القديم إلى تأليه المرأة الحامل، باعتبارها رمزا للخصب و استمرار الحياة. و ألَّهها الدين الفطري، المٌعتَقَدٌ الشخصي للإنسان القديم، إن إعطاء الحياة جعل الحامل على رأس الحضارة الإنسانية.

لا أشعر بأي حس بالانتماء إلى قبيلة تستند إلى فقهاء حرفية النص الثابت الذي يُبطل مَلَكات العقل، عمائم في خدمة السٌّكون الذي لا يٌجيب على حركية الواقع و إكراهات عيش الناس، كما لن أسمح بأن يتكلم باسم عقلانيتي من نهل حتى الثمالة من معين ليبرالية متوحشة ظنا منه أن نفس الحداثة تجمعنا و نفس مطامح الحريات، ماهذا الهراء ؟! هل فعلا تتقاطع منظومة القيم الاشتراكية مع قيم الرأسمالية في فهم كٌنه الحرية !

لن نٌساق كالقطيع في معارك مٌفبركة، فلسنا لا حطب النار ولا فحم آلة بخارية مٌهترِأة، إننا أصحاب مشروع يرتكز حول العدالة الإنسانية، و يصعب أن نٌمضي شيكا على بياض في مواضيع تقتضي أكثر من الإصطفاف مع أو ضد.

إن العاهرة جزأ من هذا المُجتمع الذي نتفاعل داخله، و هذه المهنة ليست بالضرورة خيارا، إن الأم العازبة نتاج مٌجتمع و ليست بالضرورة نتيجة نزوة عابرة، إن زنى المحارم نتيجة عٌقد الجهل المٌقدس أكثر من اختلالات التوازن النفسي، فليعطي فقهاء البلاط مسافة عن توجيه الافتاء اتجاه تلجيم النصوص الوضعية لتجيب عن إكراهات حمل ضار بالمٌجتمع و بحاملته، و ليٌعطي مٌنظِّروا حداثة التوَحٌّش مسافة عن توجيه مفاصل الرأسمال لضرب كيان الأمومة كيفما اتٌّفِق.

فإما نص واضح يخدم المرأة و الأسرة أو لا شيء فلا منزلة بين المنزلتين.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : كم احتجنا لأصوات حداثيي التوحش حين كانت قضية المناصفة حامية الوطيس في نقاش الدستور، إبان 20 فبراير، وفقهاء البلاط كشروا عن أنيابهم، لن تنطلي عنا اللعبة مرة أخرى.

منعم وحتي / المغرب..