أين المرأة العربية؟؟



عبد السلام الزغيبي
2015 / 4 / 8

ما زال الجدل محتدما في منطقتنا العربية، حول دور المرأة العربية وحقها في تقلد المناصب العليا، رغم الشعار الذي نرفعه بأن (المرأة نصف المجتمع) ورغم انها اثبت قدرتها وكفاءتها على قيادة اهم مرتكزات لأي مجتمع وهو البيت.. الذي يخرج منه المحامي والمهندس والدكتور والعامل والمدرس، وغيرهم..

في العالم المتقدم.. الوضع مختلف، فنحن نرى مزيدا من النساء يدخلن معترك الحياة السياسية ويترشحن لمنصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء، وكثيرات منهن يفزن في الانتخابات، ويتبوأن هذا الموقع الرفيع، لثقة غالبية أبناء شعوب تلك الدول في حكمة المرشحة وقدرتها على قيادة البلاد بشجاعة ودراية عاليتين، والقناعة بأن الحكمة في القيادة الفذة ليست حكرا على الرجال، بل قد تتقنها النساء أفضل من الرجال .. والامثلة كثيرة:

ـ الكروات بالامس القريب، انتخبوا امرأة لتولي مقاليد الحكم في بلادهم، وقبل سنوات اختار الالمان المرأة القوية (ميركيل) التي تقود سفينة المانيا بكل ثبات ونجاح، واذا بحثنا في القائمة، نجد أن هناك نحو 14 دولة في العالم تجلس النساء فيها على كرسي الرئاسة، منها دولة عظمى كالبرازيل التي وصلت في عهد رئيستها ديلما روسيف،الى الموقع الاقتصادي السادس في العالم. ورئيسة الأرجنتين كريستينا فرناندز، التي تسير بالبلاد بخطوات ثابته . ورئيسة كوريا الجنوبية كون هيه بارك التي وتحتل بلدها الموقع الاقتصادي الرابع عشر في العالم، بالإضافة إلى صربيا وسويسرا وكوستا ريكا ولثوانيا وليبيريا وملاوي وكوسوفو.

كما تجلس العديد من السيدات في مقعد رئيس الوزراء مثل ألمانيا، حيث تعتبر أنجيلا ميركل أقوى قائد في أوروبا بدون منازع، بالإضافة إلى بنغلاديش وترينداد وتوبيغو وتايلند والدنمارك وجاميكا وسلوفينيا والنرويج.

وهناك دول اختارت في السابق أمراة لقيادتها، مثل الهند وباكستان وتركيا وايرلندا وسري لانكا،
ولا نستطيع إلا أن نتذكر رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير التي هزمتنا ، ورئيسة وزراء بريطانيا المرأة الحديدية مارغريت ثاشر، ورئيسة وزراء الهند العظيمة أنديرا غاندي.

اذن هناك نساء من كل الديانات وكل القارات وكل الأعراق، يدرن دفة الامور في بلدانهن، إلا المنطقة العربية الغائبة، ليس لانعدام وجود نساء مؤهلات، وإنما بسبب العقلية الذكورية القبلية المتحجرة، التي ما زالت تعتبر صوت المرأة عورة، ووجهها فتنة، ودورها محصور في الطبخ والانجاب.