انا امراة,, اذا انا قادرة



زينب علي
2015 / 4 / 9

انتي امراة لاتصلحين لهذا العمل.
انتي امراة كيف تفعلين هذا؟ كيف تتكلمين بهذه النبرة؟
انتي امراة لاتتحدي الرجال.
انتي امراة مكانك البيت وخدمة زوجك واولادك.
الكثير من النساء اعتدن على هذه العبارات التي اصبحت قانونا يسرن عليه منذ نعومة اظافرهن الى مماتهن. ترخس في ادمغتهن انهم الجزء الاخر من البشرية. الجزء الاقل امتيازا, الاقل عقلا, اقل خبرة, اقل حظا. اصبحت جزء لا يتجزا من حياة ويوميات المراة. هي الطرف الاكثر ضعفا, وهي الغير قادرة على ادارة امورها بلا سند من رجل.
تبدا محاولات اضعافها وجعلها شخصا اتكاليا منذ طفولتها, حيث تقوم العائلة بتلقينها على انها انثى يجب ان تتعلم كيف تطيع بلا معارضة. تعلمي كيف ان تغسلي الصحون, تنظفي الارض, تهتمي بترتيب الرفوف. تعلمي كيف تجلبي الماء لاخيك المتكأ على كرسيه يشاهد الافلام. الاخ غالبا مايكون شخص اشبه بدمية ياكل وينام وقد استقوى بموقف اهله فصار يامرها بان تصنع له طعام او تجلب له مايريد من مكان اخر من غير ان يكلف نفسه بالنهوض فهو سي سيد صغير, تم تدريبة ليصبح مشروع سي سيد كبير في المستقبل. يتحكم بزوجته وبناته بطريقة ذكورية تجعلهه يستمتع برجولته.
يمارس سطوته بكل فخر حتى يقال عنه انه رجل يعرف كيف يتدبر امور عائلته. يوقفها عن الدراسة او عن العمل, فهو رجل غيور لايتحمل ان يقال عنه ان زوجه تعمل مع الرجال. يجعل منها اداة صالحة للخدمة والتفريخ متباهيا انه يطبق ماامره الله بان يجعل منها سيدة البيت. هذا حقك انتي معززة مكرمة في بيتك. تخدمين زوجك واطفالك وتنعمين بحياة سعيدة. العمل مع الرجال سيجعلك تنحرفين وتشوب عقلك الشوائب وسيبعدك عن الدين.
اسمعي واطيعي. الكل سيقول انها ابنة عائلة محرمة لانها تطيع زوجها في الصغيرة والكبيرة. لاتخالفه ابسط الامور, فهو سيدها ان خالفته استحقت نار جهنم وحرمت عليها الجنه. يلقي على مسامعها احاديث النار والوعيد و اهواله ان خالفته والجنه ونعيمها ان طاعته بخنوع.
انها الاسطوانة التي سئمت النساء من سماعها..
يزرعون بها الخوف. يبعثرون ثقتها بنفسها ويجعلونها انسان عديم الفائدة يترقب كلام الناس لابسط الاسباب ولا تقوى على فعل اي شي مالم تفكر براي المجتمع باكمله تجاهها وكانها ترتكب جريمة حتى في ابسط امور حياتها او فيما يخص القرارات المصيرية التي تحدد مسار حياتها. تبدو كانسان ليس له عقل ولا يمتلك وصاية على نفسه. الجميع مسؤول عنها بما فيهم الغرباء. يجب ان تضع في الحسبان عند اختيار وظيفتها هل ستناسب اخاها, اباها, من يسكن في نفس الشارع, العشيرة, الحي الذي تعيش فية او المدينة.
لا يجب ان تقرا ماتحب امام انظارهم, لا تستمع لاغنية بعلمهم, لا ترتدي ماتحب ولايريدون و لاتختار زوجها كما هي تريد.
حولوها لدمية تتلقى الاوامر. عاملوها كحجر مجرد من المشاعر من المعيب ان تكون لها رغبات وميول. كمموا فمها فلا تستطيع ان تقول ماتريد, تحس او تشعر. انها سلعة هم يديروها , يختارون لها مكانها, عملها وزوجها. اما فشلها في احد هذه الامور فهي من تتحمله وحيدة, واللوم يلقى عليها.
لا اعلم مالذي يخيف الرجل ويرعبه من صوت المراة. مالذي يجعله يفقد اعصابه لسماع رايها. مالذي يصيب رجولته ويزعزها عندما تقرر هي بالنيابة عنه. لا اعرف سبب خوف الرجل من خروج امراة تربت في بيته وتلقنت دروسها على يديه, الا ذا كان غير متاكدا من دروسه وطريقة تربيته لها. مالذي يجعله متاكدا من انها ستكون سعيدة عندما يتم اختيار, وزوج, ونمط حياة هي لا ترغب بها.
عزيزي الرجل انت على خطأ. المراة ليست اداة مفرغة من العقل, الاحساس, والمقدرة. بل هي تفوقك بما تملك انت. انت بتفكيرك هذا استنفذت كل عقلك وتصرفت بلا عقل. لانك تتهم انسانا خلقه الله باكمل صوره بالنقصان, وتعتدي عليه بسلب حقوقه المشروعه. انت اب , اخ, زوج, ولكن هذا لا يعطيك الحق بان تغتصب حقوقها عنوة, ولا يجعل لك فضلا عليها. الله منحها مامنحك وهي حرة بالتمتع بنعم الله. انها انسان مثلك بالضبط. لها عقل لايقل عن عقلك وقلبا لايقل حجما عن قلبك. تفكر مثلك تماما ولاينقص عقلها شي. تحب ان يكون لها راي كما تقرر انت معظم امور حيانك, عمل مستقل كعملك بل وافضل, زوج هي تختاره كما اخترت انت زوجتك. انها تدير اكثر مما تدير انت. هي نصف المجتمع وامه, نصف المجتمع وزوجته واخته. هي التي وهبتك الحياة, ربتك طفلا, اعتنت بك مراهقا, ضحكت لفرحك شابا, دعت لك كهلا, فلما تستكثر عليها ان تكون قوية وشجاعة؟
فلما تسرقها حقها في ان تكون حرة؟