اكذوبة انصاف المرأة في الاسلام



حيدر ناشي آل دبس
2015 / 4 / 14

تتعالى الاصوات بين الفينة والاخرى حول الدور الذي اعطاه الاسلام للمرأة وتكريمها وايصالها الى مواقع اجتماعية مرموقة ‘ كذلك يشيرون الى الحقوق التي وضعها الاسلام لها ‘ ويعود بنا الدعاة الى فترة ماقبل ظهور الدين الاسلامي وكيف كانت تُعامل المرأة ‘ في حقيقة الامر نستغرب لهذه الطروحات الركيكة والمتناقضة في اغلبها ‘ اذ يتحدثون عن مرحلة ما قبل 1400 سنة وكأنما الزمن توقف هناك ولم يتحرك بعدها ‘ وكلما ارادوا التفاخر يقولون ان العرب قبل الاسلام كانوا يأدون الوليدة الانثى وكانوا يتعاملون معها ككائن للانجاب والمتعة بينما الاسلام حرم الوأد واعطى لها نصيباً في الارث ويستدلون بشخصيات نسائية تاريخية ارى انها تكاد تكون نادرة في سيرورة سياقاتها.
وهنا اود ان اسأل دعاتنا " الكرام " حول موضوعة ( ما ملكت ايمانكم ) هل تعتبرونها انسانية وحضارية وقيمية في طبيعتها ؟ وقد مورست هذه الحالة منذ العهد الاول في الغزوات التي قادها مؤسس الدين انذاك (هذا السلوك اقدم عليه تنظيم داعش مؤخراً) ‘ وفي موضوعات اخرى تدحض اقاويل تكريم المرأة كزواج الاربع وتوزيع الارث ونعتهن بناقصات العقول وشهادتهن امام القاضي وعدم تسنمها موقع قيادة الامة وغيرها من الامور التي تثبت اعتبار المرأة انسان من الدرجة الثانية عليه كافة الواجبات وليس لديه كافة الحقوق .
وقد برروا ان الاسلام وضع هذه المعايير بسبب العاطفة الكبيرة التي تمتاز بها المرأة مما يؤثر على احكامها ومقايسها بالاضافة الى ذلك مسألة الاوقات البايلوجية التي تمر عليها شهرياً مما يجعلها عاجزة نفسياً عن الاتيان بمنطق معقول ‘ آلا تعتبر هذه مبررات مضحكة بحيث يتم التعامل معها بهذا الشكل ؟ اذ يتم الاعتداﺀ-;- على كينونتها بعدم مصداقية شهادتها او سلب حقها الانساني بالارث ككائن يمتلك كل المواصفات الانسانية او السماح للرجل بالزواج عليها لغرض المتعة ... الخ .
فأكذوبة انصاف المرأة في الاسلام واضحة وبجلاﺀ-;- ‘ لذا على دعاة الدين ان يراجعوا منظومتهم الفكرية ويحاولوا الخروج بها من البودقة المنصهرين فيها تحت مسمى النص المقدس ‘ فالانسان اقدس وجوداً من النص حيث ان الاخير خاضع لمعايير مصداقية النقل والتأرخة ومقرون بالزمان والمكان والظرف الاجتماعي السائد انذاك ‘ اما الانسان عبارة عن كائن اجتماعي منتج يستطيع تغيير منظومة الحياة من خلال تطلعه لخلق عالم افضل .
واود ان اشير الى محاولات احزاب الاسلام السياسي بسن قوانين للاحوال الشخصية تثلم من حقوق المرأة المثلومة بالاساس كما في اصرار حزب " الفضيلة " الاسلاموي فرض القانون الجعفري ضمن قوانين الدولة العراقية ‘ اذن فما الفرق بينهم وبين تنظيم داعش المستنكرين لافعاله هم انفسهم ؟ .
فعليهم ان لا يمارسوا ليّ الحقائق عبر استخدام الصياغات المنمقة واساليب الترهيب والترغيب لان حججهم فارغة ولا تتلائم مع تطورات الواقع المعاش ‘ وايضاً على المرأة ان تتصدى وبشجاعة لكل التسلكات الرامية الانتقاص منها وادراك ان علاقتها مع الرجل علاقة تشاركية تكاملية وليس انصهار او اندماج بحيث يتم القضاﺀ-;- على وجودها الطبيعي التي تسعى لترسيخه.