قصة قصيرة: أفول امرأة



محمد مسافير
2015 / 4 / 18

أنجبت له توأم، زكرياء وسلوى، دخلا المدرسة سويا، تفوقت على أخيها وانتصبت في أعلى المراتب، ذكاؤها وحب استطلاعها مكَّناها من كسب اهتمام معظم معارفها، حلِمت باعتلاء أعظم المناصب، وكدت لأجل ذلك، إلا أن حسن قوامها وجمالها الزائد كانا جدرا تعاستها اللاحقة، إذ تقدم لخطبتها أحد الدواعش فامتثل أبوها لطلبه، واشترط الأول هجرها الثانوية، كانت على عتبة اجتياز امتحان الباكلوريا، ومنذ ذاك اليوم المشؤوم، انقطعت أخبارها عن معجبيها من أساتذتها، استفسروا عنها حتى خاب مرادهم، تجنب أبوها إقامة حفل الزفاف، ونُقِلت الفتاة قسرا إلى زنزانة الداعشي دون هرج، ومُذَّاك الحين لم تلسع أشعة الشمس شفتاها ولا يديها، منع عنها مطالعة ما اعتبره فِسْقا، وأفرد لها القرآن وسنن الترميذي، وأغزرها بكتب الطبخ و"كيف تجعلين زوجك سعيدا" وكلما يخدم مَصَابه، وبعد عشر سنين، كانت الفتاة قد فرخت خمسة أبناء، وحُبلى بالسادس، تَهَالك جسدها وشَغر عقلها إلا مما يشتهيه الملتحي، كانت تُغيظه ثقافتها الواسعة، لكنه ارتاح "لِفَرْمَتَتِهَا" formatage، امتلك الملتحي حسابا فايسبوكيا، وعلق على حائطه، "المرأة ناقصة عقل ودين"...