اللباس هو السبب الوحيد لظاهرة التحرش!



محمد مسافير
2015 / 4 / 19

في عهد حكم الطالبان، كان يمنع على المرأة منعا قاطعا مبارحة البيت دون سبب، أو حتى أن تطل من الباب، والأنكى من ذلك هو حظر النوافذ الزجاجية، بينما الذكور يهيمون في الأرض مرحا دون محاسب، وإن خرجت المرأة من بيتها للضرورة، فيكون من اللازم عليها ارتداء خيمة لا تظهر غير العينين، أي أن الوجه في ثقافتهم عورة، والمجتمع المتشرب من مثل هذه القيم، تهتاج مشاعره لمجرد النظر في وجه الأنثى.
كذلك في المجتمعات الأقل تزمتا نسبيا، والتي تبيح إظهار الوجه دون غيره، فإن ما يثير فيها الهيجان هو ما بقي مستورا، وتبقى القاعدة: كل مستور أو ممنوع مرغوب.
فحسبنا أن نضرب هنا مثالا بالفرق بين المدينة والقرية، فالأخيرة، كنموذج للتزمت، تجد كبتها يمتد إلى أبسط الأطراف، بينما تجده في المدينة مقيدا بشروط أكثر تحررا، فما عادت تكتفي بالوجه أو حتى اليدين، بل تطمع في المزيد !
لذا فإن السبيل الوحيد نحو إلغاء التحرش الجنسي أو الكبت عموما، يبتدئ عند هذه النقطة بالذات، إلغاء المحظور؛ كشف المستور ! كي تقتلع الأسباب من الجذور...