ذئاب و-خراف - ..!!



قاسم حسن محاجنة
2015 / 4 / 20

ذئاب و"خراف " ..!!
كتب زميل لنا، في هذا الموقع ، وهو الزميل سيف كريبي ، مقالا بعنوان : " الجهل الجنسي المُقدس " ، كتب يقول : ".... جسد المرأة ، دون إعارة إهتمام لذلك الكائن اللين الحساس التي يتلوى عذابا تحت تأثير نهش أنياب الذئاب البشرية .. ".
لا خلاف لنا مع الزميل بخصوص ، تشخيص الزميل لحالة "الجهل " في مواضيع "الجنس " و"الإستغلال الجنسي " للأنثى من الرجال الذين يُحيطون بها .. لكن ليس كل الرجال طبعا .
ما يُثير الحفيظة في هذا "التشخيص " السائد في اوساط الذكور والإناث ، هو التعميم والتنميط ، المُجافيان للواقع ، بل والمُزدريان بالمرأة أولا وبالرجل ثانيا ..
فليس كل الرجال ذئاب ، بحومون حول اول انثى سانحة ، لكي ينهشوا "لحمها " نيئا ، كما أن الإناث لَسْنَ جميعا ، قطيع من الخراف "التائهة " ،"الساذجة " والسانحة .
وكأب ،أخشى ما يخشاه ، أن يتعرض أحد أبناءه إلى إعتداء جنسي ، فإنني أقدم لهم النصائح ، وأُحاول إكسابهم مهارات حماية الجسد ، فهو جسده وجسدها ولا حق لأحد ، كائنا من كان أن يلمسه إطلاقا .. وليس لأي كبير بالغ ، كالمعلم أو المرشد أن "يُعاقب " بالضرب أو يُكافيء بالملامسة الجسدية .
إن الذي "يُربي " في بيته "خرافا" ، لا يستحق الأبوة أو الأمومة .
فالخطوة الأولى إذن هي "جسدي مِلكي " ، بشكل حصري وليس لأحد الحق في ملامسته دون "رغبتي " بتاتا ...
وثانيا ، هذه الاوصاف التنميطية والتي ليست حكرا على زميلنا العزيز ، تُصور الانثى وكأنها عاجزة كليا ، لا تملك من أمرها شيٌ ، سوى جسد ليّن حساس يتلوى عذابا ...!!
وقد آن الآوان للتخلي عن محاولات اقناع الأنثى بأنها ضعيفة ،سوف يفترسها "الذئب" في أول لقاء بينهم ، وقد يدعو أصدقائه الذئاب لمشاركته "الوليمة " ..!!
هذا الكلام يصّبُ في صالح دعاة الفصل بين الجنسين في الحياة العامة ايضا ، إذ يُعمّق الشرخ بين الذكر والأنثى ويخلق حالة من الشك المتبادل وإنعدام الثقة . كما ويخلق انطباعا بأن الذكر والأنثى ليسا بإنسانيين قد يجمهما رابط غير "رابط الشبق " ..
يجب تزويد الفتاة ، كما الفتى بالمهارات الضرورية والقدرة كذلك للدفاع عن النفس ،إذا اقتضت الضرورة ذلك ، وإكسابه -ها بالتقنيات "الدفاعية " بما في ذلك الدفاع العنيف والمشروع عن النفس .
كما وهناك ضرورة ملحة لتثقيف الجيل الشاب على إحترام الحيز الحياتي للأخر ، إنطلاقا من إحترامي لحيزي الذاتي ..