جمال ليس له -حظوظ- ..



قاسم حسن محاجنة
2015 / 4 / 24

جمال ليس له "حظوظ" ..
يعني هيك وبدون سابق انذار تم إختيار الممثلة ساندرا بولوك كأجمل امرأة في العالم لسنة 2015 . وقد أرفقَ موقع واي-نيت العبري مع الخبر ،قائمة بأسماء وصور النساء اللواتي فُزنَ بهذا اللقب ، خلال العشرين سنة الماضية .
وبعد إستعراض الأسماء والصور يتضح بأن الجميلات من النساء ، هُنّ في الغالب الأعّم ، مُمثلات سينمائيات مشهورات ، ذوات البشرة البيضاء والشعر الأشقر من أصول أوروبية ..ليس جغرافيا ، بل شكلا ولونا !!
طبعا لم يذكر الخبر آلية إختيار ملكة جمال الكون ، وهل تم هذا الإختيار بواسطة لجنة "مُستقلة " ، بمعنى أن أعضاءها هم الذين قرروا تركيبتها وعيّنوا أعضاءها ، بشكل مستقل .. أم أن هذه اللجنة تُمثّل مجموعة من أصحاب المصالح ، كوسائل الإعلام الفنية ، شركات الملابس ، شركات إنتاج فني ، شركات تجميل أو "صحافيون فنيون " من شاكلة شركات العلاقات العامة .
ولكي لا نُتّهَم بتشوه الذائقة الجمالية ، نعترفُ سلفا ، بأن كل النساء اللواتي تم انتخابهن ، هن من الجميلات جدا .. وقد يكون الفضل في جمالية مظهرهن ، يعود الفضل في ذلك الى الإقتداء بالنصيحة التي أوردها ، مثلنا الشعبي القائل : "لَبِّس المذراة بتصير مرآة " ..!! أي بفضل الملابس الفاخرة والماكياجات التي تُخفي كل عيب !!
ولنا أن نعتقد وبناءً على اللقب المذكور بأن اللجنة قد أخذت بعين الإعتبار كل نساء العالم ، على الأقل ، ومن بين الأربع مليارات إمرأة ، وقع إختيار اللجنة على ساندرا ، ملكةً لهذا العام ..
طبعا من المستحيل ، بل ومن المؤكد بأن أعضاء اللجنة لم ينظروا إلّا إلى بضعة صور لنجمات هوليووديات وصور بعض عارضات الأزياء والمُغنيات من بيئتهم القريبة ..
ولكي لا يبقى الأمر مُبهما ، فصاحبة الإختيار هي مجلة "بيبُل " ، أي الناس ، ولكن أيُّ ناسٍ حقاً ؟!
واستطيع أن أجزم ودونما حاجة الى مراجعة اعداد من مجلة بيبُل ، بأن المقصود بالناس بالنسبة للمجلة ، هم أثرياء العالم وبعض النجوم والنجمات من مجال الفن والإستعراض ..
لكنني واثق وأكيد بأن النساء العاملات ، المعيلات الوحيدات ، اللاجئات الهاربات من اهوال الحروب ، الفلاحات في اسيا وافريقيا ، المُحاربات في صفوف حركات التحرر ، راعيات الماشية والإبل في الصحارى الشاسعة، عاملات المنازل ، بائعات الخدمات الجنسية ، النساء المُعنفات ، الموظفات ، المعلمات ،الصغيرات المُكرهات على الزواج وسائر مليارات النساء ، لا تعتبرهُنّ مجلة بيبُل من الناس ، لا ولا من النساء المؤهلات للحصول على لقب أجمل إمرأة في الكون ...!!
فما هو السكسي والمُثير في فلاحة أو راعية أغنام في التيبت ؟؟ وهل تستحق إمرأة من سهوب منغوليا أن تنظرَ إليها مجلة بيبُل ؟؟ وكذا هو الأمر مع باقي النساء اللاتي يكدحن من أجل توفير الغذاء والكساء لأبنائهن .. فهاته النساء لا تشملها قوائم مجلة بيبُل ... ولا تُفكر فيهن حتى !!
لستُنّ جميلات ايتها الكادحات في عيون "رجال فقاعة الثراء " ، لكنكن مُستهدفات لتسويق معايير الجمال القائم على مواد التزيين (التزييف ) ،الماكياجات ، ماركات الملابس والعطور ..
لكنكُنّ أجمل الأمهات والزوجات ، البنات والأخوات ..