قاتل المرأة، قاتل يعيش بيننا وربما يكون احدنا



ماجدولين الرفاعي
2005 / 10 / 2

كيف تحول الطفل إلى قاتل؟اهو هرمون معين يدفعه ليصبح قاتلا؟ أم تصفيق المجتمع له؟

هدى أبو عسلي، ربما كان قدرها أن تكون هي الشعلة لإطلاق صرخة تأخرت كثيراً.. إلا أنها ليست الوحيدة التي حزت سكينُ التخلف عنقها، أو اخترقت رصاصاتُ الذكورة قلبها.. كما أن "السويداء" ليست المنطقة الوحيدة التي "اعتادت" قتل النساء.

قبل وقت ليس بالبعيد نحرت صبية في حمص! وقبل بضعة أشهر قتلت طفلة في نحو الحادية عشرة من عمرها في الغاب! وغيرها الكثير مما يلفها
الصمت: صمت الناس، وصمت المسؤولين! والضحية واحدة دائماً: المرأة
نساء سوريا

لقد تحدثنا كثيرا عن جرائم القتل بداعي الشرف واستنكرنا وقوع تلك الجرائم متحدثين عن القاتل وكأنه جاء من كوكب أخر وليس القاتل منا ويعيش بيننا؟ أوليس القاتل أخ او اب وزوج رجل يعيشون في مجتمعنا تربى بالقرب من شقيقاته وأرضعته أم هي ذاتها التي أرضعت أخواته.

أليس القاتل هو ذاته الطفل في روضة أو مدرسة ابتدائية ويجلس قرب زميلته على مقاعد الدراسة؟ كيف تحول إذا إلى قاتل؟

هو هرمون معين يدفعه ليصبح قاتلا؟

أم أن تصفيق المجتمع له شجعه ليقوم بفعل يعتبر نفسه من خلال القيام به بطل سيخلده التاريخ علما.

أننا منذ بدء الحملة وحتى اللحظة لم نذكر اسم شقيق هدى القاتل ولم يكرمه احدهم حتى بلفظ اسمه.

مشكلة وجود قاتل في المجتمع هي مسؤولية المجتمع بأسره، وقضية هدى ليست وحيدة ولا فريدة من نوعها. هناك العديد من الجرائم التي ارتكبت بداعي غسل العار وتحرير الشرف. ونحن نتابع استنكارنا واستهجاننا دون تحريك ساكن.

لعل هذه الحملة ستكون الشعلة الأولى التي ستنير بعض من ظلام في زوايا عقول مجتمعنا عن طريق المطالبة بإجراءات فعلية لتغيير القانون الذي يدعم القاتل ويخفف عنه الحكم إن هو قتل أخته أو زوجته متبجحا بحجة الدفاع عن الشرف.

ولا يستغرب أحدكم إن طالبت بتجريم الأم بأشد العقوبة بتهمة التحريض على القتل وتشوه حياة أبنائها لتكون عبرة لجميع الأمهات التي تربى أبنائها على الإجرام. فالأم التي تربي الولد على حساب البنت فمنذ الطفولة تبدأ الأسرة بالتمييز ما بين البنت والولد واعتبار الذكر مهما كان عمره حاميا للمرأة. وكثير من الأزواج أو الآباء يصر على أن ترافق المرأة، ابنة كانت أم زوجة، احد أصولها من الذكور حتى لو كان في سنواته الأولى من العمر لحمايتها مما يدعم تفوق الذكورة ودعم مسالة الحماية من الذكر للأنثى.

هذه دعوة للأمهات لتحسين التربية. فالمجتمع يبدأ طفلا ويكبر إن وجود القاتل بيننا مسئولين عنه نحن بشكل كبير لأنني كرسنا نظرية تفوق الرجل على المرأة ونظرية أحقية الرجل بالتصرف بنساء وضعه المجتمع بتخلفه وصيا عليهن. ولأننا ما طالبنا بتغير القوانين التي تحمي القاتل وتتستر عليه لأننا لم نحاول تغيير أساليب التدريس التي لم تعلم الطفل مبادئ حقوق الإنسان وان الحق في الحياة من أقدس الحقوق التي أيدتها الديانات السماوية جميعها وهو حق للمرأة والرجل على السواء.

اقترح على وزارة التربية إدخال مادة في المدارس تتضمن بنود حقوق الإنسان والبدء ببناء مجتمع يفهم معنى العدالة الإنسانية وصون الحقوق والتي من أهمها حق الحياة إلى جانب تغيير جميع البنود التي تنص على تخفيف الحكم عن القاتل تحت عنوان القتل بداعي الشرف.