الطرب العراقي يعرض عرف (الفصلية) على اكثر من مليون وسبعمائة الف مشاهد على موقع اليوتيوب



الاء الجبوري
2015 / 6 / 9

المرأة ورقة رابحة للعب لصالح ذكورية المجتمع ومنها (الفصلية) التي تطلق على المرأة التي تقدم كفدية لجريمة ارتكبها رجل من عشيرتها لتعطى الى العشيرة المتنازع معها ليزوجوها من مجنون اومريض او رجل عجوز , وبعد ان تلد الولد يعيدونها الى اهلها بالملابس التي جاءت بها , ويطلق على الولد الذي تنجبه ابن الفصلية ويعامل بدونية واحتقار ,
خمسون إمرأة قدمن مؤخرا كفدية (فصلية) كشف عن ان العديد من الشرائح وخصوصا الاجيال الشابة الذين لايملكون معلومات وافية عن عرف (الفصلية) إلا القليل , واغلب الظن ان السبب هو اهمال المؤسسات الرسمية اوغير الرسمية بالتصدي لهذه العرف البشع , ولعل المؤسسة الدينية الاكثر تأثيرا على المجتمع بمنابرها الكثيرة لم تواجه هذا العرف بما يشكل من خطورة على المجتمع وخرق للشريعة الاسلامية كما وقفت بوجه السفور والدعوة للحجاب , بل حتى الترويج للحجاب الطائفي وصمتهم او قبولهن بزواج القاصرات وغيرها من القضايا التي تخص المرأة , بينما عرف الفصلية لانجد منابرهم تزمجر برفض عرف يستهين بالانسان وكان امتياز الوقوف بوجه هذا العرف (الفصلية ) للتراث الغنائي العراقي الذي يطلق عليه رجال الدين مزامير الشيطان !! حيث دون التراث الغنائي العراقي عرف الفصلية في اغنية انا المسكينة التي حصلت على شهرة واسعة تخطت حدود العراق وغنتها الفنانة الراحلة سعاد عبدالله وحازت على اكثر من 932 الف مشاهدة على موقع اليوتيوب وتعليقات تستهجن عرف الفصلية واخرى تستفسر وترفض تصديق وجود مثل هذا العرف البشع في العراق, فتقول كلماتها :
انا المسكينة المظيليمة .... اهلي الي باعوني بدينار باعوني وأروح للملة علي وكولة ياملة علي شايب وانا بنية ... ونطوني فصلية ... وأقع وابوس ايده .... حسباله انا اريده ,
كلمات على لسان امرأة راحت ضحية فصل عشائري, تعاتب اهلها على بيعها كفصل عشائري وعندما التجأت الى رجل الدين ليتقذها من عجوز حصل عليها كفدية (فصلية) لم ينجدها بل فهم توسلها وتقبيلها يديه,انها رغبت به , هذا التصوير يدلل على صمت المؤسسة الدينية في مكافحة ورفض عرف (القصلية) وهي الاكثر تأثير على المجتمع الذي يتعامل معها بقدسية ولكلمتها تأثير فاعل في تحريمه .
اما عبادي العماري فكانت اغنيته الفصلية صرخة احتجاج على عرف الفصلية حيث تقدم معلومات وافية عن قوانين عرف الفصلية التي تجسد ازدواجية مفهوم الشرف في الاعراف العشائرية , وقد تحول عبادي العماري في هذه الاغنية الى داعية لحقوق المرأة مدفوعا باحساس الفنان بالمرأة (الفصلية) واذ انشر كلمات هذه الاغنية فهو لتعريف الاجيال الشابة بمأساة المرأة (الفصلية) وبشاعة هذا العرف , ولنذكر ايضا المطربين الشباب بان المطرب ليس مجرد مغني وانما يمكن ان يؤدي ادوار عديد من خلال الغناء , مثل المطرب عبادي العماري في اغنية الفصلية التي غناه منذ عقود لكنها على اليوتوب حصلت على اكثر من 776 الف مشاهدة , اي انه عرض مأساة المرأة الفصلية على 776 الف انسان والرقم قابل للزيادة ,اضافة الى التعليقات التي تستهجن عرف الفصلية ,واغنية الفصلية تقول:
جابوها غصب للدار لا ديرم ولا حنة ولا صقفة ... ولا دف الي نعر بالسلف ولا هلهولة لا ملك .... نشدت الناس عن قصة ها البنية .. عجب جاروا عليها بغير حنية .... رديت بقلب حزنان من قالوا لي فصلية....اصرخ على ظلم التقاليد بالف حرقة , عبنها (لأنها) الاخضر بسعر اليابس تحرقه ... وين العطف والرحمة يافصالة ... لاسوت ذنب لا هي كتاله .... جا هيجي حكم ديوانك المهيوب ودلاله...علي تحرم فناجينه وكهوة وكعدت رجاله وعدتوها لشخص ظالم حتى من العقل مايملك وشالة (القليل) يحاجيها بدفرته وكال فصليه ..عساها بخت من فصلوا وانطوا مهرة الفارس لأ وادم ما هي خيالة
حوبتها وراهم دوم,تحركهم بكل شهكة.... تتحسر تدير العين , محد يرحم الشكوى...أسيرة تكول جابوها بلا رحمة ولا سلوى بسك ياديوان السلف بسك فحطنا(تعبنا)من الفصل والثار والنهوة الي اخذ منكم الفصلية دة إنشده بحالها شسوى
هذه جزء من كلمات اغنية الفصلية ادعوكم لسماعها على موقع اليوتيوب والاطلاع على التعليقات من العراقيين وغير العراقيين وكيف تسيء هذه الاعراف للمجتمع العراقي في زمن الديمقراطية والحرية التي مازال العراق يدفع ثمنها دماء وتشريد وهدر المال العام ,واين القانون , وهل تستطيع الدولة منع بيع النساء في سوق النخاسة العشائري ؟