عيد الصحافة.. سطوة ذكورية بامتياز



عباس ساجت الغزي
2015 / 6 / 17

عيد الصحافة.. سطوة ذكورية بامتياز
لازالت المرأة تعاني من سطوة الرجل الذكورية, رغم علمهم بأنها اساس بنية المجتمع وتطويره, ويحاول بشتى الوسائل ان يبقيها مغيبة عن كثير من المشاهد, بل يصادر حقوقها في اكثر المجتمعات ذكورية على ارض البسيطة واقصد المجتمع الشرقي.
عيد الصحافة في ذي قار ما كان ذا عطر مميز هذا العام, فأشجاره النضرة كانت تفتقد الى تفاح الجنة, والمقاعد تبحث عن القوارير, والاسرة الصحفية احتفت بتمثيل الرجال والابناء وافتقدت العنصر النسوي الفاعل الذي يعتبر شريك اساسي وفاعل في بناء تلك الاسرة العريقة, التي كانت ولا زالت تعتبر المرأة (الصحفية) جزء لا يتجزأ في ولادة ونشأة الصناعة الاعلامية.
المرأة العراقية قوية الارادة إذا ما توفرت لها الظروف الملائمة بما تمتلك من مواصفات وخبرة، فهي ان عملت أتقنت وأبدعت وتألقت في عملها، ولا يقف عطائها عند حدود, وصبرها في تربية وادارة شؤون الاسرة خير دليل على القدرة والتحمل والحكمة في ادارة امور الحياة, وكفى بها ان تكون مدرسة للأجيال, فلما نبخسها حقها في ان تكون مدرسة للصحافة بامتلاكها المهنية العالية ومقومات النجاح بعيدا عن الاستئثار بالمناصب والسطوة الذكورية.
كلنا ثقة بان المرأة حاضرة في كل المجالات وتستطيع ان تترك بصمة مؤثرة, ولكن قدرتها في مواجهة تمدد الرجل والحركة والمرونة والنفوذ الذي يتيح له التغلغل في كل مفاصل الحياة, يحول دون رغبة المرأة في الحصول على حقوقها في ان تدخل معترك الحياة, وان تكون حاضرة معه في المشهد, لان نظرته الفوقية وغرائزه الدنيوية تتيح له رؤية المرأة بمنظار التبعية ونصفه الاخر الذي يمكن السير بدونه مع بعض التكيف لذلك, وعدم قبول فكرة انها شريك اساسي, وان وافق بتلك الفكرة فان قبوله بها مشروط بأسبقيته في التمثيل واتخاذ القرارات والايعاز بالحركات.
كان تمثيل المرأة الصحفية في احتفالية عيد الصحافة لا يمثل في مقياس النسبة شيء يستحق الجرد او الاحصاء, وعدد الصحفيات لم يكن ليصل الى عدد اصابع اليد الواحدة, مما يدعو للتساؤل عن سبب ذلك التمثيل الضعيف لشريك اساسي في كل المجالات, والعمل على البحث عن الاسباب التي ادت الى قلة التمثيل واتخاذ خطوات واجراءات من قبل نقابة الصحفيين العراقيين تكون كفيلة بإعادة نسبة التمثيل الى نصابها الحقيقي, الذي يكفل للعمل الصحفي الاستمرار والنجاح والتطور, لما يملك هذا الشريك من مواصفات ومقومات تؤهله ليكون اكثر نفوذا في كثير من المواقف الصعبة والمهمة التي تتطلب الوصول الى الحقيقة.
وحتى ذاك الحين اتمنى ان تلقى تلك المناشدة آذان صاغية من قبل اصحاب الاختصاص, واتمنى على المرأة ان تكون اكثر فاعلية في ممارسة دورها من خلال الحضور بقوة وعدم الاستسلام لسطوة ونفوذ وغرائز الرجل, وان تزداد ثقتها بانها شريك اساسي لا يمكن للرجل الاستغناء عنه وان كشر عن انيابه.
عباس ساجت الغزي