النساء... بين سبي داعش والفصل العشائري / بقلم : نبيل محمد سمارة



نبيل محمد سمارة
2015 / 6 / 27

بقلم / نبيل محمد سمارة
كل الديانات السماوية والافكار العلمانية والشيوعية والماركسية , جعلت من المرأة عنوانا و وقارا وهيبة المجتمع , فالمرأة خلقت متساوية مع الرجل بكافة الحقوق والواجبات , ان لم نقل ان المرأة اعظم من الرجل , فلولا النساء لما استمرت الحياة .
المرأة هي امي وامتكم , هي اختي واختكم , فاذا انتقصنا منهن , سننتقص من امهاتنا واخواتنا .. الكثير من اصحاب الجهل والذين مسنمرين بعاداتهم القديمة , يتخذون من النساء على هن ناقصات عقل ؟ و انهن خلقن معبودات للرجل دون اي نقاش , ولهذا نرى اهالي القرى يتخذوهن للحرث حالهن حال الابقار , ولا يسمح لهن باعطاء رأيهن بالكبيرة او الصغيرة , فوجدوا متعة لهذه المخلوقة " الصامتة " ليزيدوا من تعدد الزوجات لغرض الخدمة والاهانة ! , ففي مجتمعاتنا العربية تقليد قديم ما تعارفت عليه العشائر العراقية فيما بينها بخصوص المرأة (الفصلية) التي تقدم كـ(ضحية) لوأد فتنة من المحتمل ان تنتهي الى عواقب وخيمة وغير محمودة نتيجة لنزوة عاشها احدهم (من ابناء عشيرة ما) او اقترف عملا محضورا اجتماعيا او عرفا عشائريا او حتى دينيا. المهم وكخلاصة لما يجري في الكثير من العشائر العراقية ان المرأة (الفصلية) المسكينة المأخوذ على امرها (عنوة) تقاد لتكون تحت وطأة رجل قد لا يكون من مستواها الاجتماعي او الثقافي او التعليمي او ما شابه او حتى انه قد لا يكون غاية ما تتمناه ليكون (فارس احلامها) او الرجل الذي تستطيع الاحساس معه بالأمان والاطمئنان والسكينة وهي تعيش تحت كنفه، وببساطة يمكن اختزال كل هذه الامور بأن من الممكن اعتباره ذلك الرجل (شريك الحياة) الذي لا يتمتع بصفات (الكفء) لها لا من قريب ولا من بعيد. لتظل طيلة حياتها متعذبة معه من دون خطأ ارتكبتها سوى " الفصل العشائري" الذي اصبح يلاحقهن مثل الذئاب الجائعة , وهذا ما حصل قبل فترة في احدى مناطق جنوبي العراق راح ضحيتها خمسون امرأة بسبب النزاع بين العشائر ؟!.
اما اليوم , وبعد سقوط الموصل والرمادي وبعض المناطق في العراق , جاءنا اسوئ من ما يسمى الفصل العشائري للنساء الا وهو "افكار داعش" والذين شوهوا ديننا امام الديانات الأخرى مبررين افعالهم على انها من " القران الكريم " وسننه , فراحوا يفتون بما يرغبون به , ليجعلوا من جهاد النكاح امرا عادي محللينه على النساء ومحرمينه على خواتهم ! ليجيزوا بحلالية حتى من القاصرات التن يبلغن العاشرة من العمر ؟ , وايضا اقناع اتباعهم , على سبي النساء من الايزيديات والمسيحيات وفتح سوق النخاسة لبيعهن وشراءهن والتمتع بهن , ان لم يسلمن ؟ وقتل رجالهن دون سبب فقط لانهم يتبعون غير الاسلام دين لهم .
ان ديننا سمح ودين رحمة , وما يقومون به الأرهابيين من سبي النساء وقتل الرجال هو بعيد عن تقاليدنا , فالمقصود من كل هذا هو تشوية سمعة الاسلام وبالتالي ينظر الى هذا الدين انه دين النساء , ودين القتل , لم نكن نسمع عن جهاد النكاح او سبي النساء في الماضي الا اليوم ظهر مع ظهور داعش فيجب علينا التصدي الى كل من يحاول الأساءة الى المرأة او الاقتصاص من شخصها , ويجب علينا تعليم ابناءنا ان المرأة هي لؤلؤة الأرض وهي نصف المجتمع , وفتح منتديات ثقافية في ارياف العراق , لوعيهم عن شخصية هذه الكائنة الجميلة والذي خلقها الله رحمة لنا جميعا