المرأه وزمن الكوليرا الداعشي



سناء بدري
2015 / 7 / 7

لا شك ان المرأه ستمر وتمر بزمن اسواء من مرض الكوليرا تحت حكم الدواعش وكل التنظيمات الارهابيه المتأسلمه وستبقى الف عام من العزله والتهميش والابعاد وانكار وجودها.
ملاحظه:الحب في زمن الكوليرا ومئة عام من العزله هم اقتباس من روايات الاديب العالمي غبرئيل غارسيا ماركيز.
رغم عدم تطابق الاحداث لكني ارى هناك تطابق في المضمون.
نعم المرأه ستعود الى عصر الحريم وستعيش في عزاله وانكار وجود وستكون عوره وناقصة عقل ودين اذ انقاضت عن اختياروطواعيه ورغبه شخصيه لمثل هكذا تنظيم.
اما اذا اجبرت قصرا واكرها فسيطبق عليها هذا الفكر بانها عوره وناقصة عقل ودين موروثا دينيا وستجبر ان ان تكون عدا ذلك عوراء وصماء وخرساء ومجرد رقم بلا هويه وشخصيه وملامح صنم متحرك لا رأي لها وستحرم من التعليم والعمل والاستقلال الاقتصادي .مكانها سيكون الانبطاح على السرير لتلبيةشهوات وغرائز الرجل. والمطبخ هو مستقبلها والانجاب والتكاثر والتفريخ هدفها ستكون اقل من تابع.مجرد مكب جنسي جاريه ماكنة تفريخ لا رأي لها ولا حقوق ولا اوهام بفكرة المساواه.
ستحرم المرأه من استقلالية اخذ زمام الامور بنفسها.لا مكان للعلم والاختلاط وحتى مشاهدة البرامج التلفزيونيه الترفهيه.لا مجال لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ستنقطع عن العالم المتطور.لا مكان للحداثه والمعرفه والتنوير لان كل ذلك من صنع الغرب الكافر.
شغلها الشاغل ووظيفتها هي تلبية طلبات الرجل مهما كانت.
ان تكون تحت تصرف واملاءات ورغبات الرجل بلا توقف .ان تقبل كل ما يقال بحقها ان تكون زوجه ثانيه وثالثه لا اعتراض على ذلك .ان يطلقها زوجها لاتفهه الاسباب لانه مالكها هذا وارد .ان يعاقبها او يعفوا عنها هذا خاضع لمشيئته ومزاجه .
ستكون المرأه في ظل الدواعش نكره ستلغي عقلها وتفكيرها سترجع الى عصر ما قبل البداوه ...التخلف والجهل والتغيب والاقصاء سيكون عنوانها.
لقد اعدم وقتل تنظيم داعش مئات من النساء .
طبيبات ومحاميات وصحافيات ونساء من الاقليات وربات بيوت امهات واخوات وزوجات ونساء اتهموا بالزنا والسحر والشعوذه وقبل ايام اعدم صحافيه عراقيه.
كل الذين قتلو ولا اقول معظمن بل اشدد كل النساء الذين قتلوا على يد هذا التنظيم كانوا ابرياء وحتى اللواتي اتهمن بالزنا هناك شكوك كبيره جدا بعدم صحة الادعاءات .وأرى حتى لو كان هناك بالفعل عاهره او زانيه واحده فقط فستبقى اشرف واكبر قدر من كل داعشي قاتل يحمل فكرا عدوانيا بقتل الاخر المختلف مهما كانت الاسباب.
قمة الانحطاط والسفاله والدنأه والاجرام هو عندما ينصب مجموعه من الناس انفسهم على انهم وكلاء الله على الارض. فهم ليسو اكثر من مجموعه من القتله والمجرمين والسفاحين الذين يجب لفظهم واجتثاثهم من المجتمعات .
قتل الانسان لاخيه الانسان نرفضه في كل زمان ومكان مهما كان, فما بالنا اذا كان بأسم الاديان.
على كل امرأه تحمل فكرة التأيد للدواعش او حتى تفكر الانضمام لهؤلاء القتله ان تعي ماذا ينتظرها.
على النساء ان تحارب افكار مثل هؤلاء وان لا تلغي عقلها وتفكيرها فرغم عدم وصول المرأه الى المساواه والحقوق لكنها وصلت الى ما هي عليه الان بنضالها ومحاربتها التخلف والتعصب لان الفكر الداعشي سيسحقها وستخرج من نطاق الانسنه وتقترب اكثر الى الحيونه.
ان للمرأه دور كبير في محاربة الفكر الداعشي فهي الام التى تربي الابناء وهي الزوجه والاخت والابنه التى يجب ان يكون لها رأي وموقف وعمل وكلمه برفض كل اشكال التطرف والتعصب والاقصاء.
النساء الكرديات ولهم منا الاف التحايا حاربوا مع اخوتهم وازواجهم وابنائهم من الرجال في كوباني وغيرها من المعارك خلال السنوات السابقه من اجل الكرامه والحريه والاستقلال فاين هم نساء العرب من ذلك.
اذا فرضت الحرب على النساء فالموت وقوفا ودفاعاعن الشرف والكرامه والروح افضل من الموت اغتصابا وذلا ومهانة لانه في كلى الحالتين موتا.
لا اطالب من المرأه حمل السلاح لكن اتخاذ المواقف والدفاع عن النفس هو حق مشروع للمرأه.
لقد انتصر الاكراد في كوباني على الدواعش بمشاركة الرجل والمرأه في الدفاع عن المدينه وهو مفخره سيسجلها التاريخ لهم .
في فيتنام شاركت المرأه الرجل في الدفاع عن الوطن امام الغزو الامريكي لبلدهم وانتصروا بعد سنوات.
مئات من النساء في التاريخ حاربوا وانتصروا وسجلو تاريخا.
ختاما والمقصود هو ان يكون للمرأه دور وموقف لا ان تتقبل ما يفرض عليهاوان لا تلغي عقلها وتترك مساحه للتفكير واتخاذ القرارات المناسبه والصائبه لا الرضوخ والقبول بما يفرض عليها قصرا.