أرامل العراق في اليوم العالمي للأرامل



الاء الجبوري
2015 / 7 / 11


اعلنت الامم المتحدة ان العراق احد ثلاث دول في اعلى نسبة من الارامل هي افغانستان والعراق وروندا,وقدرت العدد بثلاثة ملايين ارملة قابلة للزيادة في ظل العنف المسلح في العراق.
الاء الجبوري - بغداد
مر يوم الثالث والعشرين من حزيران مرور الكرام في العراق , انه اليوم العالمي للأرامل وهو اليوم الذي يتعلق بشريحة واسعة من الشعب العراقي هي الارامل , شريحة في تنامي مستمر منذ حروب البعث الصدامي المتهورة الى عجلة الارهاب المجنونة التي تفتك بأرواح العراقيين لتخلف ارامل وايتام .
مليون ارملة في العراق عدد الارامل وهو رقم يصر الساسة على تحديده بالمليون منذ سنوات ويتحفظون على كل من يقول ان الرقم اكثر بكثير ... رغم ان الألرامل شريحة تتزايد في العراق كأنشطار بكتيري, فلو اخذنا فقط سنة من عمر العراق وهو يحارب داعش نعرف كم من الارامل خلف هذا التنظيم المتوحش سيتضح امامنا حجم الزيادة في شريحة الارامل فقد اعلنت الامم المتحدة ان العراق احد ثلاث دول في اعلى نسبة من الارامل ,هي افغانستان والعراق وروندا , وقدرت العدد بثلاثة ملايين ارملة قابلة للزيادة في ظل العنف المسلح في العراق.
النساء وقود الحروب والضحية التي تتحمل تداعيات العنف بكل اشكاله فالارملة يقتل زوجها فتنتهي محنته بالموت لكنها هي من تموت كأنثى ويبقى منها الامومة التي تمدها بالصبر والقوة لتواصل طريقها وتأخذ ابنائها الى بر الامان . لكن في بلد مثل العراق يتقاذفه الارهاب والفساد تصبح الارملة العراقية بين مطرقة الفساد وسندان الأرهاب , فغالبية الأرامل لا يملكن تحصيل علمي يؤهلهن للحصول على وظيفة واغلبهن ايضا ليس لديهن مهنة او حرفة تعيلهن في مثل هذه الظروف كالخياطة والحياكة وغيرها من المهن التي انقرضت بفعل تخبط الاقتصاد العراقي , فالارملة محظوظة اذا حصلت على وظيفة منظفة وان ارادت الحصول على مهنة خبازة في منزلها وهناك من تفتح بيتها لرعاية اطفال الموظفات مقابل اجر شهري , هذه المهن بالكاد توفر دخلا لأسرة الارملة ففي اغلب الاحيان يلتحق ابناء الارملة بأمهم للعمل في مهن تشكل خطرا على حياتهم وطفولتهم كبيع المناديل الورقية والتسول في التقاطعات والشوارع او الاسواق .
الارملة العراقية المحظوظة
الارملة المحظوظة هي ارملة الموظف الحكومي اذ تضمن لأسرتها راتب شهري ولكنها لاتحصل عليه الا بعد انقضاء شهور العده حيث تحجز الارملة في سجن مشدد يفرضه عليها الشرع ويحرص العرف العشائري على تطبيقة اكثر من حرصهما ( الشرع والعرف ) على اعانة الارملة وايتامها وأن كانت الارملة تجاوزت سن اليأس بعشر سنوات , وبعد انقضاء شهور العدة تبدأ رحلة معاملة الراتب التقاعدي لتحصل عليه بعد شهور طويلة من العذاب والذل الذي تواجهه في الحصول على حق اقره القانون لها .
الزواج المبكر والارهاب انتج الارملة القاصر في العراق
في العراق يوجود ارامل تحت سن العشرين فقد كان الزواج المبكر مع الارهاب انتج نموذج ارامل قاصرات فيصبح الترمل معضلة اكبر واقسى عليهن في مجتمع يترنح بين الاعراف العشائرية وتفسيرات ذكورية للدين وبين فوضى ادارة الدولة لتصبح الارملة القاصر ضحية ضعيفة , تقول تبارك ارملة بعمر 17 سنة ان زوجها اغتيل في عمل ارهابي وترك خلفة طفلتنا بعمر شهرين وانا لم اكمل تعليمي او لدي مهنة . اما شيماء 24 سنة ان زوجها قتل في حادث ارهابي لتنجب ولدا بعد وفاته حيث تقول : اصبحت ارملة وأم لولد وعمري 18 سنة ولولا اهالي لما استطعت الحصول على البكلوريوس الذي اهلني للحصول على وظيفة , اما الارملة طيبة فقصتها كما يقول العراقيون (فلم هندي) تركت اثارا نفسية واضحة عليها , تقول طيبة : كنت في الطريق من المدرسة الى البيت فوجدت تجمع مجموعة من الأشخااص يقفون حول جثة لفت انتباهي الملابس التي كان يرتديها الشاب المقتول وعندما اقتربت كان زوجي ! لأصبح ارملة بعمر ستة عشر سنة بعد زواج استمر ستة اشهر فقط .
الارامل والحلول
لوضع استراتيجة لحل مشكلة الارامل في العراق لابد من توفر بيانات وبحوث واحصاءات حقيقية حسب الوضع العائلي والجنس والعمر وتقصي اشكال العنف الذي تتعرض له الارملة وايتامها وذلك من خلال مراكز رسمية متخصصة , وتمكين الارامل من خلال توفير فرص استفادتهن من الرعاية الصحية والتعليم والعمل لحمايتهن وحماية اطفالهن وبذلك سنحمي جيل من الحرمان والفقر والجريمة , مثل هذه الأستراتيجية تدعو لها الامم المتحدة لكن في العراق لم نجد الا شبكة الحماية الاجتماعية التي لطالما صارت ملعبا من ملاعب الفساد المالي والاداري ولم تستطيع تقديم الراتب الشهري لكل الارامل رغم انه لا يكفي اسرة الارملة في ظل غلاء المعيشة وغياب الخدمات . وعلى صناع القرار السياسي انهاء العنف المسلح لوقف تنامي شريحة الارامل والايتام وهو العمود الاساس في حل مشكلة الارامل والايتام في العراق
ألأرامل والسلم الاهلي والمصالحة ونبذ العنف
الارامل في العراق من كل قومية وطائفة وكيان , فالأرهاب لايستثني كل ماهو عراقي , والقاسم المشترك بينهن هو فجيعتهن بأزواجهن ومحنة الحياة وحيدات مع ايتامهن , كلهن ضحايا العنف المسلح, كلهن ضحايا صناع القرار السياسي الذي لم تكن المرأة عموما شريكة به , الارامل يجتمعن على مطالب مشتركة أولها السلم الاهلي والمصالحة ونبذ العنف والحق في حياة كريمة بعيدة عن التخلف والفقر والمرض وذلك من خلال اسهامهن في صناعة السلم الاهلي والمصالحة ونبذ العنف وهذا ما تدعو له الامم المتحدة , فالارامل العراقيات لن يفكرن في حماية ونصرة ايديلوجيا معينة او شخصية مقدسة مثلا , ولا يملكن الحنكة السياسية للعب ادوارا تخدم الحزب او تخدم اجندات اقليمية , ولايملكن مؤهلات سرقة وهدر المال العام ولا يملكن فكر الانتقام والثأر بل ببناء حياة امنة لأيتامهن , لايملكن منابر لهدر الدم العراقي والتلاعب بمصير العراقية , الارامل العراقيات مشروع سلم اهلي ومصالحة ونبذ للعنف .