حوارات عن الدين و المرأه ج 1



سامح سليمان
2015 / 7 / 21

س : هل تتحمل الأديان القسط الأكبر في انعزال المرأة وتخلف المجتمعات؟
سامح سليمان : انا اعتقد بدرجةً ما أن هذا الجرم يتحمله ليس النص نفسه ، بل يتحمله مروجى الفكر الدينى الرجعى المقولب الغير إنسانى و أتباعهم و من يؤمن بأفكارهم و أقوالهم ويدعمهم مادياً و معنوياً و أعلامياً و قانونياً أو حتى يتعاطف معهم و يبرر لهم أفعالهم و أقوالهم _ للأسف بعضهم من النساء المثقفات المنتمين لمختلف الشرائح الأجتماعيه و الخلفيات الثقافيه _ مسئولية ما يقع على المرأه من تشويه وقهر نفسى وعنف لفظى وجسدى، و ليس النص نفسه لأن النص يمكن تفسيره بطريقه إنسانيه تخدم المجتمع و يمكن تفسيره بشكل غير أنسانى يدمر المجتمع ، و المسئوليه الأكبر فى مجتمعاتنا يتحملها كافة التيارات العلمانيه و الليبراليه و اليساريه و كل من هو تنويرى لأنهم لم ينجحوا فيما نجح فيه التنويريين فى الغرب من تحجيم لدور رجال الدين و تفسيراتهم فى أدارة المجتمع ، نعم يوجد أضطهاد سلطوى ممنهج للمرأه أما بتقديمها كسلعه جنسيه أو بتقييدها و قمعها و تدعيم و أطلاق يد مختلف التيارات التجهيليه المضلله لتشويهها فى مختلف وسائل أعلامها و خداعها بتفسيرات فاسده منتهية الصلاحيه منذ أنتاجها خوفاً من قدرة أتحاد المرأه و الرجل على تحقيق المستحيل ، و أذكر هنا حتمية تنقية الخطاب الدينى لما له من قبول و تأييد أعمى فى الغالب لا يستحقه و مراجعة كتب الفكر و التراث الدينى بأنواعه و حذف ما قد فقد صلاحيته ، و منها كتاب
( بستان الرهبان ) وهو كتاب من التراث الدينى المسيحى المصرى الأرثوذكسى وهو يمتلئ عن أخره بعبارات تحتوى على كراهيه و تحقير شديد للمرأه ، و كذلك التعريف الأجتماعى _ المؤيد من قبل رجال الدين أرضاءً لرغبة من يديرون المجتمع و ليس خوفاً على الأخلاق كما يدعون ، فلا علاقه للجنس بالأخلاق ألا فى حالات نادره _ المغالط للزنا بأنه العلاقه بين غير المتزوجين و ليس بأنه الأغتصاب و العلاقه بين طرف متزوج و طرف أخر غير شريكه الأساسى عن طريق خداع الشريك الأصلى ، و هذا هو التعريف الصحيح و على حد أعتقادى لا يتعارض مع أى دين ، فمثلاً فى الوصايا العشر قيل لا تزن لا تشته أمرأة قريبك ولا بيته ، قد تم النهى هنا عن أشتهاء ما للأخرين بهدف التنظيم و كذلك فى العهد الجديد قيل من نظر إلى أمرأه ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه و لم يقل فتاه أو أنثى و هى نفس الكلمه المستخدمه فى الترجمه الإنجليزيه و النص الأصلى ، هذا بخلاف ضرورة فحص و تنقية و تجديد الخطاب الدينى المكتوب و أيضاً الخطاب الثقافى و الأعلامى و التعليمى ، بل و حتى التراث الفلسفى ، لوجود الكثير من الفلاسفه والأدباء اللذين قد ساهموا فى تشويه صورة المرأه وتحقيرها، معاصرين وغير معاصرين بل وحتى إلى تلك اللحظه،مثل سقراط و أفلاطون و أرسطو و أغسطينوس وترتليانوس و الأكوينى و أرثر شوبنهور والعقاد و توفيق الحكيم و عبد الحميد جوده السحار، يمكن مراجعة مجموعة الفيلسوف والمرأه للدكتور أمام عبد الفتاح أمام و كتاب عن المرأه للدكتوره نوال السعداوى و كتاب ثقافة الوهم للدكتور عبد الله محمد الغذامى .
يجب أن نعرف بوجود الدين الشعبى و هو ما هو سائد من سلوكيات و ممارسات طقوسيه ذات بعد دينى و معتقدات و مفاهيم و تفسيرات شعبيه للنص الدينى ، و أيضاً بوجود الدين الرسمى و هو ما تقدمه المؤسسات الدينيه المعتمده رسمياً من الدوله من فكر و تفاسير للنص الدينى تخدم أحياناً كثيره المستفيدين من بقاء الأوضاع كما هى و تحفظ مصالح و بقاء سلطة من يديرون المجتمع،كما يوجد الدين الثورى و منه ما هو أصلاحى تقدمى تنويرى سلمى و منه ما هو تكفيرى مسلح و يوجد أيضاً الدين الأصلى و هو النص الدينى الموجود فى الكتاب المقدس لدى من يؤمنون به ، و دائماً النصوص تحتمل مختلف التفسيرات ونحن لنا أن نختار من التفسيرات ما يؤدى الى تقدم و صلاح مجتمعنا لأننا من سيحصد النتيجه أو نختار ما يؤدى إلى تخلف و دمار مجتمعنا و نحن من سيدفع الثمن ، المسيح قال السبت هو لأجل الإنسان و ليس الإنسان لأجل السبت ، و هذا معناه إن النص موجود لأجل الأنسان و ليس العكس ، و على حد علمى قال الأمام على أن النص حمال أوجه ، و قال أبن رشد أذا تعارض النص مع المصلحه وجب الأخذ بالمصلحه، و المقصود هنا بالمصلحه هو مصلحة المجتمع بل و البشريه بأكملها.

س : كيف ترى العلاقه بين الرجل و المرأه ؟
سامح سليمان : إن قضية العلاقه بين المرأه و الرجل لها العديد من الأبعاد التراثيه الناتجه عن تراكم سنوات و سنوات من الجهل و التجهيل الممارس من القائمين على أدارة المجتمع و أتباعهم منذ تحول المجتمع من مجتمع أمومى ألى مجتمع أبوى فى مختلف مكوناته ، تتمثل فى تراث أجتماعى و تراث ثقافى مقروء و مسموع و تراث دينى و تراث سلوكى ، وللأسف كافة مؤسسات المجتمع بلا أدنى أستثناء فى مختلف العصور بلا أستثناء و فى كافة المجتمعات بلا أستثناء ، بدايةً بمؤسسة الأسره تسعى للأبقاء على كل ما سبق من تراث قمعى فاسد ملوث فاجر و عاهر فكرياً و سلوكياً بهدف الحفاظ على مواقعهم و مصالحهم و مكتسباتهم ، ولا أستثنى فى ذلك من يصفق لهم كتاب و مثقفى المؤسسات و يدعوهم الأعلام بالرواد و المفكرين الكبار ، أذا ما بحثت فى مؤلفاتهم و أحاديثهم بتدقيق ستجد الكثير من العفن و الروث الفكرى و القيم العنصريه المتخلفه الغبيه البلهاء ، بل و حتى العلماء لا يتحدث أى فرد منهم عن عدم تدريس نظرية داروين أهم النظريات العلميه فى العصر الحديث و رفضهم التحدث عن الأعضاء الجنسيه بنفس أسمها العلمى و أستخدام مصطلح ذو مدلول و هو الأعضاء التناسليه ،للتأكيد أن الهدف من الجنس هو التناسل _ هذا بالطبع مفهوم ضار جداااً على كافة الأصعده _ لسيادة قيم و ثقافة و سيكولوجية القبيله و أهمها هو الحرص على التزايد المستمر لأعداد الأتباع حتى و إن كانوا نتاج إنجاب عشوائى لأبوين غير مؤهلين .