المرأة العربية بين مخالب الإنس وأنياب الجن



سعد الله خليل
2005 / 10 / 14

كان الله في عون المرأة العربية، لا الإنس ترحمها، ولا الجن تعتقها، تمزقها أنياب أولئك، ومخالب هؤلاء. هؤلاء يقمعونها ويفترسونها علنا وفي وضح النهار أمام أولادها وبناتها، وبمباركة أبيها وأخوتها وقبيلتها، وأولئك يغتصبونها خلسة من دون أن تدري، وفي الخفاء.
إن بعض الأعراب الذين أسلموا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم (الحجرات14) والذين قال الله أنهم أشد كفرا ونفاقا (التوبة97) يجيرون زوجاتهم، ويتشددون مع الجميلات منهن، أن يرتدين النقاب داخل بيوتهن وحجراتهن وفي غرف نومهن، خوفا كما يزعمون، من رؤية الجن الأزرق لوجوههن، فيكون ما لا يُحمد عقباه. وذلك إمعانا في ازدراء نسائهم وإذلالهن. وكنوع من أنواع التجهيل والإيهام يمارسونه على المرأة لإخافتها وترويضها، وتحطيم شخصيتها وتشويه نفسيتها.
والجن الأزرق كما تعتقد بعض الأعراب، إذا رأى وجه امرأة، واستحلاها، يعانقها ويداعبها، ومن دون أن تدري يضاجعها، فتحبل منه وتلد جنيا، أو أنسيا مهجنا، متلبسا بالجن، يظنه الرجل ولده فيلحقه بنسبه، ولهذا يعمد بعض الأعراب زيادة في الحرص إلى تغطية وجوه زوجاتهم أثناء المضاجعة، خوفا من أن يرى وجوههن جني أزرق، فيضاجع زوجاتهم معهم، ويقذف منيه في فروجهن مع منيهم.
والجن الأزرق أخطر أنواع الجن الكافر، كما تظن بعض الأعراب، يليه الأسود فالأحمر فالأخضر... لكن هنالك نوع آخر، لا يعرفه هؤلاء القوم، لم يأخذوا حذرهم منه، ولم يحتاطوا له من قبل، أشد فتكا ومكرا ولعنة، ذاك الذي كالماء لا لون ولا طعم له، وكالهواء ليس لها رائحة، يعيش بشكل دائم في بلاعات المجاري وبيوت الخلاء والحمامات المنزلية والعامة، ويدخل إلى بدن الإنسان من شرجه، لأنه يحب الأماكن الوسخة (أنظر حوار صحفي مع جني مسلم). وهنا تكمن الطامة الكبرى، فبعض المتزوجات الملتزمات بالنقاب، أو المجبرات على ارتدائه داخل البيوت والحجرات، لا يستطعن قضاء حاجتهن في بيوت الخلاء منقبات، ولا يستطعن الاغتسال في الحمامات منقبات.! فما العمل؟ وذاك الجن اللعين الذي يعيش في هذه الأماكن، يتربص بهن، ويكمن لهن كل مكمن، حتى يتمكن منهن، ويتلبسهن، و(يقذف منيه في فروجهن، ويعيش داخلها- انظر حوار صحفي مع جني مسلم).
ولعل هذا هو السبب الرئيسي للصراع القائم بين بعض أعراب الإنس، والجن. ولعله يفسر لنا أيضا سبب اضطهاد بعض الأعراب للمرأة، فهم يحبونها ويكرهونها في الوقت نفسه. أي من جهة يحبون النساء ويسفحون الملايين- كرمى ليلة واحدة- تحت أقدامهن، ويرخصون الغالي والنفيس لهن، وأحيانا مبادئ أو وطن. ومن جهة أخرى يخشون من النساء أن توسوس لهم وتفسد إيمانهم وتقواهم، وتحرفهم عن الصواب، كما يخشون على شرفهم أن يضيع. فشرف بعض الأعراب كما هو معلوم أمانة لدى المرأة تحمله في فخذيها. والجن تعلم هذا وتستغله، فتضاجع النساء خلسة لتنتهك ذاك الشرف نكاية بالأعراب، وإهانة لهم، كما تستغل النساء فتزينها في عيونهم ليزدادوا إثما. ومن الجن من هو مختص بالنصف الأسفل من المرأة، يزينه لكل ناظر ليحرفه ويضله. ولذلك جاء في صحيح مسلم: "أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان" وجاء أيضا: "ما يئس الشيطان من أحد قط، إلا جاءه من قبل النساء".
والجن كما هو معلوم يُقسم إلى قسمين. أحدهما مسلم والآخر كافر، وبعض الأعراب لا تخشى الجن المسلم، بل تخشى الجن الكافر فقط. وفي زعمي هذا خطأ كبير، ولا بد من الحيطة والحذر. فكما هو بين المسلمين أناس صالحون، طالحون، وأتقياء وأشرار، ومن يمارس المنكر ومن ينهى عنه. كذلك بين الجن المسلم من يتقي الله ومن يدعي التقوى، ومن يعمل الخير ومن يتظاهر به.
لكن أكثر ما يحيرني ويدهشني: لماذا أولئك الأعراب الذين يجبرون نساءهم على ارتداء النقاب داخل البيوت والحجرات، وأثناء المضاجعة أيضا، خوفا من أن يرى الجن الكافر وجوههن فيكون ما يكون.. وبالله المستعان. لماذا لا يخشى هؤلاء الأعراب، وهم في لحظتهم تلك، على فروجهم من هذا الجن الكافر اللعين الذي يدخل إلى بدن الإنسان من شرجه؟ أليس الجن كالإنس فيهم من يهوى الغلمان، وفيهم لواطيون؟ هل يا ترى أولئك الأعراب ضد ذلك محصنون؟ أم أنهم لا يشعرون؟