المرأة الكوردية المقاتلة.



بير رستم
2015 / 8 / 29

..عرفت العالم بمعاني البطولة والكرامة.

ها هي القوات الكوردية؛ الكريلا والبيشمه ركة ووحدات حماية الشعب (YPG) تترجم للعالم؛ ماذا تعني المرأة المقاتلة وهي بذلك لم تدافع عن نفسها وشعبها فقط، بل برهنت للعالم بأن شعبنا يمتاز بخصوصية ثقافية في المنطقة والعالم الإسلامي وذلك من حيث الوعي الإجتماعي وإمتلاك المرأة الكوردية لقدر وافر من الحريات وإمتلاكها لشخصيتها المستقلة في المجتمع ..ومن هنا يمكننا القول: بأن ثورة شعبنا الكوردي في غربي كوردستان تميزت عن الكثير من ثورات الشعوب في العالم الثالث وهي تحمل أكثر من دلالة ومعنى؛ فهي من جهة ثورة شعب ضد الظلم والقمع وإرهاب الدولة ومحاولة إلغائه كحالة إثنية قومية مجزأة بين عدد من دول المنطقة الغاصبة للجغرافيا والتاريخ وبالتالي تحاول إعادة رسم الشخصية الكوردستانية وذلك على الرغم من الإدعاء بالمشروع الطوباوي للإخوة في إدارة الكانتونات وتحت مسمى "الأمة الديمقراطية" فإنه بات معروفاً للعالم أجمع بأن هناك في سوريا شعب كوردي وهو يتطلع إلى نيل حقوقه القومية المشروعة وللحقيقة والواقع _وعلى الرغم من الجانب النظري والذي ينظّر لمفهوم الأمة الديمقراطية في المناطق الكوردية_ إلا أن كل الخطوات العملية على الأرض هي لتأسيس مشروع قومي كوردستاني.. وها هي قوات البيشمه ركة تدخل على الخط للدفاع عن جغرافية كوردستان كمثال عن وحدة القضية الكوردستانية وقد كانت آخر الخطوات بصدد تكريس الجانب القومي في غربي كوردستان هو ما قامت بها الهيئة التعليمية والتدريسية في المناطق الكوردية، بأن جعلت السنوات الثلاث الأولى من التعليم الأساسي باللغة الكوردية وذلك لكل المنهاج وبقناعتي هي خطوة جبارة في ترسيخ الشخصية الكوردية للكانتونات.

وكذلك فإن ثورة شعبنا في غربي كوردستان _وفي الجانب الآخر منها_ هي ثورة ثقافية إجتماعية؛ بمعنى هي ثورة ديمقراطية تحررية مدنية وضد القيم والقناعات والأطروحات السلفية المتطرفة، فهي اليوم في مواجهة مباشرة مع أعتى القوى الظلامية التكفيرية في المنطقة _ما تعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"_ والتي باتت تهدد الجميع بمن فيهم الغرب وأمريكا وها هم الكورد وقواتهم العسكرية المختلفة تحارب وتدافع عن الجميع وعن قيم الديمقراطية والمدنية في مواجهة قيم التطرف والعنف والكراهية وذلك على طول حدودها والتي تتجاوز الألف كيلومتر، من مدينتي عفرين إلى السليمانية وإن ما يسطره الأبطال والبطلات من قواتنا الكوردستانية في كل من غربي وجنوبي كوردستان بات علامة ومفخرة لشعبنا والعالم، بل أصبحت رموز ونياشين قواتنا هي بمثابة أيقونات وقلادات تزين بها الماركات العالمية منتجاتها.. وهكذا فإنه يمكننا القول؛ باتت الرموز الكوردية تحل مكان الرموز القديمة وأبطالها الثوريين من غيفارا ومانديلا وهوتشي مين فها هو السيد أوجلان قد قارب مانديلا في سجنه وإن الرئيس بارزاني يسجل مواقف كوردستانية حقيقية وذلك من خلال مواقفه الداعمة لكل القوى والأطراف والأجزاء الكوردستانية وإن البطلة آرين ميركان ورفيقاتها ورفاقها من الكريلا والبيشمه ركة ووحدات حماية الشعب لا تقل ثوريةً وبطولةً عن الشخصية العالمية غيفارا .. فلهم جميعاً ولكل أبطالنا وبطلاتنا كل التقدير والتحية والمحبة وعلى الأخص المدافعين والمدافعات عن كرامة شعبنا في كل من شنغال وكوباني.

..................ولكم أيضاً أيها الأصدقاء والصديقات؛ الذين تجعلون من هذه الصفحة منبراً للتلاقي والحوار والدعوة لوحدة الصف الكوردي.. فلكم جميعاً مودتي وكل التحية والمودة أولاً وأخيراً لإبنة بلدي والتي شرفت العالم والمرأة ببطولاتها ودفاعها عن كرامة وحرية شعبنا الكوردي وكذلك لدفاعها المشرّف عن القيم النضالية والإنسانية في وجه القوى الظلامية والتكفيرية .. فلها منا كل الإمتنان والعرفان..