رسالة الخطيئة



ايمان محمد
2015 / 9 / 27

رسالة الخطيئة
.ايمان محمد
لم ابلغ العشرين حين دخلت الجامعة
كلية العلوم؛ فلا طالما استهوتني مادة الاحياء ولطالما حلمت بأن اكون مدرسة لهذه المادة، انا من عائلة محافظة والدي رجل متعصب للتقاليد كان رافضا لفكرة ان ادرس في جامعة مختلطة ولكن اصراري وثقتي بنفسي جعلانه يوافق؛
وافق بلسانه لكن لسان حاله ينطق بغير ذلك
سمعت والدتي تقول له
-ابنتنا (ايام ) عاقلة ومترباية احسن تربية
والدتي الحبيبة كانت دوما تشجعني وعلمتني الثقة بنفسي
و اجتزت المرحلة الاولى بجدارة وبعفة، اقول بعفة يا والدي ﻷ-;-نني لم اتمسك بما علمتني اياه ...
ففي المرحلة الثانية بدأت اتحدث مع زملائي الذكور وانشئنا مجموعة مختلطة، صرنا نجتمع سويا في كوفي شوب الكلية، نخرج معا، نترك محاضرات اليوم لنذهب رحلة الى حديقة الزوراء، وهناك بدأت اتبادل النظرات مع زميلي حسام وشيئا بعد شيء صرنا اصدقاء، ندرس معا نجلس معا ونأكل معا وصار زملائنا يتحدثون عن الحب الذي بيننا وذات يوم طلبت من حسام ان يتقدم لخطبتي من والدي
لكنه تعذر قائلا انه ليس لديه امكانية مادية لذلك الآن،
غضبت منه وخاصمته لاسبوعين ولكنني عدت اليه بلهفة اكبر
لا ادري ماذا اسمي نفسي حين عزمني الى بحيرة الجادرية و هناك قبلني اول قبلة، كانت شيئا غريبا بالنسبة لي
كنا نتحدث وكل منا يسمر عينيه في عيني الاخر حتى اقترب مني فجأة وطبق شفتيه فوق شفاهي وكأنه يمضغ شفاهي وطعم عسله اختلط مع عسلي فإنتشيت بين يديه بلمح البصر و هو يدلك خصري ونهودي، استسلمت له ايما استسلام
كان شعورا لذيذا رائعا ..
اقنعني انه ينتظر ارث جده وحين يحصل عليه بعد فض النزاعات العائلية سيتقدم لخطبتي ...و انا الغبية صدقته وهو يكلمني عن الحب الذي سنعيشه بعد الزواج
واخيرا وجدتني معه برضاي في شقة ﻷ-;-حد اصدقاءه وهناك حدث كل شيء، لم اسلمه عذريتي مرغمة بل برغبة عاشقة موهومة بوعود سرابية وحين ادركت انه كذاب لم يبق امامي غير الموت عطشا على حافة السراب.
اكتب اليك يا والدي رسالتي هذه بعد ان ارتكبت الخطيئة مرتين بحق نفسي ؛ مرة حين وهبت شرفي لشيطان ومرة ﻷ-;-نني اجرمت بحق نفسي فأرجوك يا والدي لا تحزن علي فمثلي لا تستحق الحزن ابدا ولا تستحق الحياة و لا تستحق والدا عظيما مثلك
وداعا لكم جميعا ..وداعا