مؤتمر الاعلامية العربية في مواحهة المتغيرات السياسية



امتياز المغربي
2005 / 10 / 25

اوراق عدة طرحت العديد من المشاكل و الصعوبات التي تتعرض لها المراة العربية و الاعلامية على وجه الخصوص. وذلك خلال توالي جلسات المؤتمر الرابع للاعلاميات العربيات ،حيث طرحت بجراة مواضيع حساسة جدا تتعرض لها الاعلامية في البلدان العربية. كان نسيج الحوارت مابين المشاركات يسعى لصنع حرية للاعلاميات في جميع الاقطار العربية.و كان على كل مشاركة ان تمثل جميع الاعلاميات في بلدها و ان تسعى لنيل العديد من حقوقها من اجلها من اجل بقية الاعلاميات اللواتي لم يحالفهن الحظ في المشاركة.

"الاعلامية العربية في مواجهة المتغيرات السياسية"كان عنوان المؤتمر الرابع للاعلاميات العربيات للعام 2005 الذي عقد في الاردن، و ذلك بحضور 65 اعلامية من 15 دولة عربية ومؤسسات اقليمية و دولية .

الاعلامية مها عواد من صوت فلسطين طرحت في ورقة عملها حول موضوع" التحريض في الاعلام الاسرائيلي على المستوى الرسمي و رجال الاعلام"، فقالت:"الاعلام الفلسطيني الرسمي يستخدم وسيلة التعيم و الانتقائية و لكن بطريقة غير مدروسة و الانتقائية تاتي فجة و في غير محلها تعتمد بشكل او باخر على ان الفلسطيني لا يتلقى المعلومة الا من اعلامه الرسمي و من هنا يا تي الغياب الواضح و المقصود احيانا لذكاء المستمع ،و ان الواقع التكنولوجي اليوم بات اسرع مما نتخيل او نتوقع ،و من هنا نجد ان هناك عدم فجوة بين مدرستين الاولى للجيل الاول الذي تتلمذ على يد المدرسة العربية في الاعلام زمن الثورات و الانقلابات ،و الهدف الرئيسي من الاعلام كان يعتمد على التعبئة و تجنيد الرأي الفلسطيني نحو منظمة التحرير و اهدافها و الجيل الثاني المواكب و المتتلمذ على الوسائل التكنولوجية الحديثة و المدارس الغربية في الاعلام ، و على الرغم من محاولة الجيل الاول مواكبة الجيل الثاني .ان التربية الثقافية و الحزبية على امتداد تلك السنوات لا زالت هي المحرك الاساسي لكيفية نقل المعلومات.

من تونس قدمت الاعلامية اعتدال المجبري و رقة عملها حول"دور تكنولوجيا الاتصال في دعم الاعلامية العربية" حيث تطرقت الى نقطة تكنولوجيا المعلومات ممارسة، فقالت:"من الناحية الفكرية يمكن ان نستأنس لتعريف قدمه -ادورد سعيد- في اطار مؤتمر الذاكرة ،و المسواة و السلطة ،فلسطين و عالمية حقوق الانسان ،الذي نظمته الجامعة الامريكية في اذار 2003،حيث اكد ان المعرفة تختلف نوعيا عن المفهوم المتداول اليوم عنها، حين قال :"لا نريد معرفة كمنتج او سلعة و لا نريدها كعملية اصلاح تغني مكتبات اكثر او عدد اكبر من الحواسيب فقط،المعرفة التي نريد تختلف نوعيا و تقوم على الفهم عوضا على السلطة و التكرار غير الناقد او الانتاج الالي....". وتابعت المجبري تقول:"بلغ عدد مستعملي الانترنت من العرب 9 ملايين مستخدم ، ومن المتوقع ان يصل الى 15 مليون مع نهاية سنة 2005.و هو ما يوفر قاعدة انتشار كبرى للانتاج الصحفي خاصة المحظور منه او الذي طالته"مقصات" ادارة التحرير او الرقابة".

اما ايمان اغوتان مراسلة قناة ابو ظبي في المغرب قدمت ورقة عمل بعنوان "التحديات السياسية و المهنية المستجدة على الاعلامية العربية، سبل تمكينها لمواجهتها"وتطرق في احدى النقاط الى تحسين صورة المراة في الاعلام ،فقالت:"ان الموروث الثقافي و الاجتماعي الذي جعل من ثقافة التمييز ضد المراة واقعا مجتمعيا ينعكس بالضرورة في رسالة الاعلامية بوصف الاعلام المراة المعاكسة لصورة المجتمع. و التي كشفت ملامحها الابحاث و الدراسات حيث بدت صورة المراة العربية في الاعلام و تلخص فيما يلي : مشتهاة وعاطفية و انفعالية و انها انثى جميلة ، مغرية وانها ام بالمعنى التوالدي والخضوع للامومة صفة سلبية و ضعيفة و انها زوجة بالمفهوم فقط".واضافت اغوتان، تقول:"لاداعي للتاكيد على انه ثمة قدر كبير من عدم التناسب بين ملامح هذه الصورة للمراة و الصورة الحقيقية الفعلية للمراة العربية . ان الخطاب الناتج لصور المراة اعلاميا خطاب يشوهها و ينتقص من قدرتها ،و انه خطاب اعتداء صارخ".

اما مديرة مكتب الكفاح العربي الاعلامية سعاد جروس من سوريا ،قدمت ورقت عمل حول "الفساد في المؤسسات الاعلامية العربية:القطاعين العام و الخاص"، فقالت:"الحديث عن الفساد يطول جدا ،هو في مجتمعاتنا العربية جزء من ظاهرة الفساد عموما. و بالتالي ، لا يمكننا الحد من انتشاره و لا نقول القضاء عليه لان ذلك ضرب من الخيال ، الا بالعمل على اعادة الاعتبار للاخلاق ، و مكافحة ثقافة الفساد المستشرية و التي تعطي للمال القيمة العليا ، بغض النظر عن مصدره ووسائل الحصول عليه . كما تتطلب مكافحته و بالدرجة الاولى مناخا سياسيا تعدديا حرا يتيح تداول السلطة و قضاء نزيها يحرص على تنفيذ قانون عادل ، يحمي الصحفي و الصحافة الحكومية و المستقلة معا و ميثاق عمل اعلامي يحدد ادبيات المهنة ، و يؤكد على اخلاقياتها و التاكيد على دور الاعلام الحر في الكشف عن الفساد و فضح الياته و بذل جهد مضاعف من قبل المراة الاعلامية للحد من استغلال المراة و الرشوة الجنسية في بيئة الفساد الاعلامي ، و مكافحة ظاهرة النساء المتطفلات على الاعلام و اللواتي يتوسلن باجسادهن للارتقاء في العمل ، على حساب الاعلاميات الجادات. و هي مسؤولية الاعلاميات للدفاع عن انفسهن و مهنتهن . و اذا لم نعمل على ذلك سريعا ، سيضاف و على عجل الى فساد مجتمعاتنا المتخلفة الفساد العولمي ، لنعاني من فساد مركب ، و قد لا نكون قادرين على الحياة خارجه".

"ادوات و تقنيات مفاتيح باب الحوار مع الاخر" ورقة عمل تقدمت بها الاعلامية اقبال التميمي من قناة العربية ،فقالت:"في مجالنا من اعداد البرامج المتخصصة التي تستند على المعلوات المنشورة في الصحف العربية و الغربية نجد صعوبة في استضافة اعلاميات يملكن ادوات الحوار لان اعدادهن بداية لا يقارن بعدد الاعلاميين الذكور ،و ذلك لا كثر من سبب و اهمها توجههن من خلال التربية النمطية الى الكتابة في امور بعيدة كل البعد عن كل ما يسبب - و جع الرأس- ،و عدد الموجودات على الساحة من الاعلاميات استطعن الاستفادة من تقنيات اللغة و استخدام ادوات الاتصال الحديثة هن اقل بكثير مما نحن بحاجة اليه في عالم يتجدد الحدث فيه كل ثانية .هذا عدا عن استشراء ظاهرة التوظيف على اساس الواسطة في احيان كثيرة و ليس بناء على الكفاءة ، او و ضع معايير للتوظيف تعتمد على المظهر الخارجي اكثر منه اعتمادا على الثقافة و الكفاءة المهنية ".

اما ورقة العمل التي تقدمت بها الاعلامية نعيمة المطاوعة من قطر، حول موضوع "المراة االقطرية و الاعلام : ما لها وما عليها "، قالت فيها:"مع ازدياد انخراط المراة القطرية في مختلف المجالات و التشجيع الذي تلقاه من القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى لايمانه الشديد بقدراتها و عطائها و خاصة بعد منحها حق الترشيح و الانتخاب في اول تجربة انتخابية ديمقراطية في البلاد من خلال حرم صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي تحرص على دعم المراة القطرية في كل المجالات. شجع ذلك العديد من القدرات و المواهب ،على ولوج الكتابة الصحفية ،فظهرت اقلام شابة واعدة تساهم في ابراز قضايا المجتمع امثال فوزية علي ،و مشاعل الدرهم ،و عائشة الكواري ،و ابتسام السعد ،و د.هيا الدرهم ،و غيرهن".

الاعلامية سعاد الجزائري من العراق، قدمت و رقة عملها بعنوان "الاعلامية التي نريد"، فقالت :"نريد الاعلامية التي تستطيع مواجهة تلك الحملات التي تسعى الى تجهيل مجتمعاتنا بالكامل عبر اجساد تتلوى تحت الماء ، او تتمدد برداء احمر في بركة من الزهور ، و اللوان الصفحات و يفرغ الافكار و الكلمات من محتواها ، و يداعب اذان المستمع باصوات هامسة تمس غرائزه و ليس افكاره،فبعض (اعلامياتنا)اليوم يظهر عبر الشاشات باللوان كثيرة و ملابس قليلة و رؤوس فارغة ، الا انها شقراء ، لانهم يريدونها هكذا ، و ليس كما نريد نحن في اعلامية اليوم التي تعتبر عملها مهنة و رسالة ، و ليس صفقات اخلاقية توقع في امسيات تزينها بعض ( الاعلاميات) المبهرجات و اللواتي يتم تقييمهن وفق الشكل و ليس وفق الكفاءة و المقدرة ، اعلامية اليوم عليها ان تتعامل بقدسية مع هذه المهنة ،عليها ان تلتزم بميثاق الشرف المهني ،و ان تتعامل بمصداقية ، اولا مع نفسها و الاهم مع الاخرين في طرق معالجتها الاعلامية .


امال عويضة اعلامية مصرية تعمل في صحيفة الاهرام قدمت ورقت عملها حول "الاعلامية العربية و الاصلاح السياسي"، فقالت :" هناك اتجاهين في الوطن العربي اولهما يرفع شعار بيدي لا بيد عمرو و يرى انه قد حان اوان الاصلاح بعد ان اصابة النظم الحاكمة حالة من تصلب الشرايين ، و الثاني لا يرى حرجا في الاستعانة بعمرو و هو هنا رمزا للقوة الخارجية بعد ان تشبثت النظم الحاكمة بموقعها و صار خلعها امرا صعبا و مؤلما كالتخلص من ضرس العقل الذي ينمو في نهاية الفك فيصبح وجوده مؤلما و التخلص منه كذلك .و بين الاتجاهين هناك قلة من المتفائلين تنكر الواقع ،و كثرة من المتشائمين تتجاهل حركة التاريخ و لكنهم كثر على أي حال يتخذون من فوضى العراق فزاعة او خيال ماته لكل من تسول نفسه الارتماء في حضن الغريب ، معللين تقاعسهم عن اخذ الامر بايديهم .ان نار الحاكم القريب و لا جنة الدخيل المارينز في ابي غريب. و هم مثلي لا يثقون كثيرا في الصحوة المفاجئة للسلطة الجاثمة و حديثها عن القادم من الايام السعيدة .

"تقنية المعلومات و الاتصالات و الاعلامية العربية طموحات و تحديات" ورقة عمل تقدمت بها الاعلامية اميرة عيسى من البحرين ،فقالت:"ان تقنية المعلومات و الاتصالات و الاعلام بدات تشكل ميادين عمل جديدة تجتذب المراة العربية ،الا ان هذا لا يعني ان الطريق هنا ممهدة ومستعدة لتقبل الاعلامية العربية بل على العكس فان امامها العديد من التحديات و العوائق ومن هذه، اولا:العوائق الهيمنة الذكورية على تقنية المعلومات و الاتصالات و الاعلام، وثانيا:العوائق المؤسساتية ،حيث لا توجد سياسات مؤسساتية سواء الرسمية او الخاصة ، تعنى بالمراة و تهيئة الفرص المتكافئة لوصولها الى مواقع صنع القرار.ثالثا:المعوقات المتعلقة بالعادات و التقاليد و الموروث الاجتماعي .رابعا:غياب القدوة او المثل الاعلى من التجارب النسائية الناجحة في مجال الاعلام .خامسا:غياب و صعوبة الحصول على الاحصاءات و المعلومات الموثقة عن مدى مساهمة النساء العربيات في مجالات الاتصالات و الاعلام المختلفة الى جانب انخفاض مستوى استفادة الاعلاميات و الناشطات العربيات عموما مما تقدمه تقنية المعلومات من خدمات الاتصال في التشبيك عن طريق الانترنت لتبادل الخبرات."

الاعلامية نوال الراشد من السعوية قدمت ورقة عملها حول "دور التكنولوجيا و الاتصالات في دعم الاعلامية العربية"، فقالت:"يجب ان لا يكون طموح الصحفية العربية غارقا فقط في المحلية او عربيا. انما تكون هناك مبادرات نحو المشاركة الانسانية في تقديم الاعمال الصحفية و الاعلامية التي تجتاح العالم اليوم مثل ( الحروب ،المجاعات، الكوارث الطبيعية ،مكافحة الارهاب) و ان لا نكون فقط متفرجين و غائبين عن المشاركة عبر التنسيق مع المؤسسات الدولية و التواصل مع شعوب العالم من خلال رسالتها الدينية كامراة مسلمة اولا و صحفية و اعلامية ثانيا و الرغبة في التعايش السلمي مع شعوب العالم وان تكون لها اعمال صحفية المتميزة و نشطة".

وفي اختتام جلسات المؤتمر طرحت الاعلاميات التوصيات التالية:
1-الانضمام إلى اللجنة الاجتماعية الاقتصادية للأمم المتحدة (الايكوسوك) ومنتدى المنظمات غير الحكومية بجامعة الدول العربية واتحاد الصحفيين العالمي.
2-العمل على عقد المؤتمر دوريا في الدول العربية.
3-تعزيز قدرات الإعلاميات العربيات ومهاراتهن عن طريق التدريب المهني وتبادل الخبرات والمعلومات.
4-الاستفادة من الخبرات الإعلامية الرائدة في تدريب وتطوير الكوادر الإعلامية الشابة.
5-تقديم خطة لتأسيس فروع لمركز الإعلاميات العربيات في الدول العربية، على أن تتضمن هذه الخطة اتصالات مكثفة مع فعاليات منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والمهنية والمانحين.
6-تطوير الموقع الالكتروني لمركز الإعلاميات العربيات وذلك بنشر النتاج الإبداعي للإعلاميات العربيات.