المرأة عبدة الرجل : خرافة المساواة في الدين والسياسة



حمودة إسماعيلي
2015 / 10 / 14

خرافة المساواة في الدين والسياسة - المرأة أمة الله عبدة الرجل، لا تنخدعي بسياسة الكهنة :

ـ لا أؤمن بالمساواة بين الرجل والأنثى، وليس هناك من نتيجة إيجابية بمساواة الرجل والأنثى، أؤمن بالإنسان، هكذا، أكان أنثى، رجلا، مثليا، طفلا، كهلا، أو حتى سبايدرمان ! هناك إنسان ممتلئ بالإنسانية : لا يتجزأ حتى نعيد ترتيب عناصره ومساواة جزء بجزءٍ آخر ـ الإنسان يحتوي كل عناصره الإنسانية، قد يكبت مثليته وأنوتثه فيكون رجلا، ويكبت رجولته وعنفوانه واندفاعيته فيكون أنثى.. الأنوثة والذكورة تصنيفات اجتماعية لتحديد الأدوار الاقتصادية، مثل التقسيمات السخيفة بين الطفولة والرشد : فلطالما رأيت من عجزة كالمراهقين، وأطفال صغار يتمتعون بمواقف فلسفية ! قد يحبك الطفل مهما كانت مرجعيتك الدينية أو الجغرافية أو العرقية، هكذا يعانقك، يبتسم لك كفيلسوف عظيم تجاوز كل الاحتمالات الأيديوأرضية، بالمقابل يتحرش العجوز بابنتك التي لم يبرز نهداها بعد، متخفيا تحت وقار الشيب.

المجتمع مليء بالحمقى والتناقضات، مليء بالجنون والتخفي والانسحاب وتغطية الجراح، يبتسم الناس بالرغم من جراحهم : لأن السلطة، النظام، العُرف يريدون ذلك، لا أحد يهتم بما تريده في العمق. آلامك تأخذها للحمام لتفريغها مع الدموع وأنت تنظر للمرآة ! ترى وجهك وشيء ما ينفلت منك مع دموعك.

تخاريف الشيوخ منذ أيام الهجرة النبوية لحد الساعة لا تتوقف، يمكن القضاء على وباء جسدي بسهولة، لكن الوباء الفكري يستمر بالانسلال عبر القرون لأنه متخفي ويسكن في ظلمات المخيلة الشعبية : المخلية الشعبية التي اكتست رؤية اليهودومسيحية للأنوثة كمصدر شيطاني لمآسي العالم. والمؤلم حينما تجد أن الأنثى تعزز هذه الرؤى : اختزال المرأة في بقرة، نحضرها للحظيرة، تأكل وتشرب، وتلد وتُرضع لنا صغار العالم : من سيُتابعون انسلال الوباء لتكبر حقارة أجدادهم معهم.

انطلاقا من المقدسات الذكورية، فالخطاب مكثف من جهة الذكور : حيث أنه مهما كانت حياتك مأساوية، ستجد تعويضا نفسيا وماديا بعد الموت، والنقطة تلمس الذكور بالأخص طالما أن هناك كتب خاصة لوصف المتع التي تنتظر الناس المأساويين في العالم الآخر ـ طبعا من ضمن أكبر المتع بالنسبة للإنسان هي المتع الجنس-عاطفية. هناك إلتباس بين فقهاء الفنون الفردوسية، حيث أن هناك اختلافا حول دور نساء المأساويات : لقد تم توفير مجموعة من عارضات الأزياء الفردوسيات للاعتناء بالذكور المأساويين الذين يبحثون عن الثواب هناك، فماذا عن النساء ؟ يكمن الاختلاف فيمن يعتبرون أن الحور العين عارضات خاصات من ضمن عطاءات الجنة، وأما النساء اللواتي يلتحقن بأزواجهن أو حتى العانسات فإنهن يمثلن رقما مضافا لخزينة الذكر المأساوي من الحور العين، أي تظل تابعة هناك وهنا للخطاب الذكوري السخيف. أما الطرف الآخر فيرى أن الحور العين هم أنفسهم النساء بعد عمليات تجميلية فردوسية. إن تاريخ الكتب المقدسة خاصة من العهد القديم اليهودي، كتابات لأناس غير قارين نفسيا ! فلما لا تكون هناك مساواة حتى على مستوى الفانتازيا الذهانية، ويتم توفير أبطال فردوسيين للنساء المأساويات، زيادة على أزواجهن، ومن يعجبنهن من الرجال المأساويين !

ألا يبدو انطلاقا مما سبق أن الكتابات الدينية بما فيها القرآن، لم تستطع أن تتخلص من رؤية العهر في الأنثى : وبشكل أوضح اختزال الأنثى في عاهرة، في الممارسات الجنسية حتى لو امتدت للتناسل، فأخلاقيات الأطفال تُستمد من الأب، أما الأم فتعتني بأجسادهم طالما أن أكثر ما تمثله هو جسد مُستلقي.

سخافات الحور العين، هي أكبر دافع لبزوغ الإرهاب الإسلامي ! غالبا المنتحرون جهاديا شباب يعانون من الضيق المادي والعاطفي، والشيوخ من جهة مقابلة يحفزون اضطرابات الشباب الجنسية (الناتجة عن التربية الجنسية المتخلفة والمغلوطة) بفتاويهم الحقيرة والتي بالجوهر تحقير وسخرية من أبعاد أنوثة الأنثى ! أحدهم كمحاولة لقلب المفاهيم على طريقة المَشْيَخة الحداثية، يقول بأن من يهدفون لتحرير المرأة إنما يهدفون لحرية الوصول للمرأة، أيهما أيها الغبي يهدف للوصول : من يطالب بتحررها واستقلاليتها أم من يهتف للزواج بأربعة كاقتناء دجاجات من السوق ! كلما قدِم عجوز من هؤلاء يتحدث عن بلاي بوي الجهة المقابلة من الكون، وما يجب فعله ليتم قبوله في منظمة البلاي بوي، يصدقه رعاع الكبت الأعمى دون أن يتساءل الواحد منهم لما لم يقم هو أولا بالانتحار للانتقال هناك، وكل كلامه منحصر بين ثدي المرأة وفخديها ! ولو كان ذلك من دافع إجلال واحترام للأنوثة لهان الأمر، مثل استعارة الشعراء لجماليات الكون لوصف أنثى أرضية : الشاعر على الأقل واقعي، يصف حورية موجودة وملموسة، يؤثر ذلك في إحساسها وقيمتها لنفسها. هل سبق وسمعت شاعرا وصف امرأة بحذاء، المرتضى الزبيدي وصفها بذلك : إمام البلهاء والمخرفين ! وفي صحيح مسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ! والمضحك في الأمر أنك تجد جدال حول صحة الحديث من كذبه، لماذا أصلا يقام جدال والمرأة بين الكلب والحمار، إنسان بكامل قواه العقلية ولايعاني من مشاكل نفسية تجاه الأنثى سيعتبر الأمر نكتة حقيرة !

هنا عدة أسباب لمآسي الشرق السياسية، من ضمن تلك الأسباب الحور العين !

بعناوين مختلف جرائد ومجلات العالم، تجد حديثا عن كيفية معاملة جنس للجنس الآخر على مستوى السرير (في بعض الحالات على مستوى العاطفة) : لا يحتاج الأمر للشرح انطلاقا من التقسيم الجنسي، لن يحتاج الأمر شيئا لو أحب الرجل المرأة واحترمها باعتبارها هو بصورة أخرى وليس شيئا آخر أو جنسه الآخر الأقل دينا منه والأكثر عفونة وغباءً منه، دون حاجة لشروحات شخصيات هي بالأصل مضطربة جنسيا وعاطفيا وحقودة تقسيمياً !

من الرغبات المتوارثة لدى المرأة، أن تتزوج وتخدم زوجها وتعتني به وبأولاده حتى، على حساب نفسها.. تباً لك أيتها العبدة ! وتباً لسذاجتك ! الفضيلة هي الإحساس بالذات والمنفعة المتبادلة، لسنا هنا لخدمة أحد !