المراة العراقية والمستقبل



رغد علي
2005 / 10 / 26

دور المرأة العراقية بالمجتمع قديم , لكن البعض يوجه لها انتقادات, لان دورها الحالي غير واضح .

مارست المرأة العراقية نشاطها منذ نشأة الدولة العراقية , فأول مجلة نسائية صدرت بالعراق عام 1932, وتخرجت أول محامية عراقية عام 1941 , وانشأ الاتحاد العام لنساء العراق بنفس العام, عينت أول وزيرة عام 1958 وتعتبر أول وزيرة بالوطن العربي, لكن نظام البعث تعمد تهميش المرأة , ومن الأقوال المشهورة للرئيس السابق صدام حسن " علي المرأة ألا تزاحم الرجال بالعمل وعليها مجالسة البيت للتفرغ لتربية الأطفال "

بعد دخول قوات التحالف لبغداد , وضع قانون إدارة الدولة المؤقت من قبل مجلس الحكم المحلي, وضم 3 سيدات, ولقد ثبت هذا القانون حق المرأة بدخولها البرلمان بنسبة 25% وكذلك نصت مسودة الدستور العراقي التي رفعت للاستفتاء مؤخرا علي نفس الحق , وفي حكومة الدكتور علاوي السابقة وفي الحكومة الحالية ست وزيرات , وتشارك المراة في البعثات الدبلوماسية , وقيادة الكثير من المنظمات .

دور المرأة حاليا مهم في بناء الدولة لأنها " رصيد حقيقي , ثقافتها عالية , ولها إيمان بالمشروع الوطني , وحضورها بكل مؤسسات الدولة, أنها تبعث الأمل بنا كمسئولين , نستمد قوتنا من الدعم الحقيقي الذي تقدمه " الدكتور ليث كبة مستشار رئيس الوزراء الحالي .

رغم وجود المرأة بالبرلمان هناك صعوبات كثيرة تواجهها " لا احد يؤدي دوره حاليا كما يجب لماذا يطلب هذا من المرأة ؟ " سميرة الموسوي, العضو بالبرلمان عن قائمة الإتلاف الموحد ,عوامل كثيرة تؤثر, منها الوضع الأمني , ضعف الخدمات, " لكنها تعمل بنشاط" و هناك نسبة قليلة داخل الجمعية تصوت حسب قناعاتها لان" الغالبية يتبعون أحزابهم ".

شذي ألعبوسي من الحزب الإسلامي تري إن النساء بالجمعية لم يؤدين دورهم المطلوب " نريد عضوات الجمعية القادمة علي أساس الكفاءة وليس علي أساس التقسيم الطائفي والتبعية للأحزاب ".

أزهار الشيخلي وزيرة الدولة لشؤون المرأة تتفق مع زميلاتها , وتضيف " نلاحظ أن المرأة لم تصل لرئاسة الجمعية الوطنية, أو نيابة الرئاسة لم يكن التمثيل علي مستوي الطموح" , لان الغالبية من العضوات فرضهم نظام المخاصصة وليس الكفاءة والخبرة , وما تزال " المرأة مبعدة عن مراكز قيادية مهمة مثل رئاسة الجامعة ".


العوامل عديدة التي تحدد دور المرأة " العراق بلد شرقي يعيش مجتمعا ذكوريا , نتيجة لأفكار متراكمة " نرمين عثمان وزيرة وزارة البيئة , وترسيخ المفاهيم الديمقراطية لا يكون " إلا بتحرر المرأة من جميع أشكال القهر ".

زينب علي , 35 سنة , أستاذة جامعية , تنتقد المرأة , لأنها لم تكون حزبا خاصا , أو تشارك بالانتخابات كفرد مستقل , " لم أجد امرأة تتحدي وتقول كلمتي أريد تنفيذها " بل تري أن كل الوزيرات لم ينجزوا شيئا , وتشك بقدرة المراة علي ادارتها لمنصب مثل نائب رئيس الوزراء .


المحلل السياسي الدكتور عبد الرزاق النعاس يعتقد مجرد دخول المرأة العراقية للبرلمان " بحد ذاته خطوة ايجابية " , لتعزيز دورها بالمجتمع " , فالنسبة التي حصلت عليها المرأة بالبرلمان" تعد اعلي نسبة بالوطن العربي " والنعاس واثق من قدرتها " عندما تقود المرأة وزارة ألا تستطيع قيادة تيار سياسي ؟ , الوزارة أصعب بكثير " , لكنه ينتقد بقاء وزيرة لثلاث حقب متوالية بنفس الوزارة , بسبب المخاصصة التي تعمق الجانب الطائفي وتمنع الكفاءات من الظهور.

إبداع المرأة ناتج من دعم المجتمع لها " نحن من نجعلها تبدع " , لكن هناك قيود تفرضها بعض التيارات المتزمتة, ومع هذا المستقبل أمامها لتكون" رئيس وزراء أو رئيس البرلمان أو حتى رئيس للجمهورية".

المحلل السياسي والناشط الدكتور بهاء المياح يتوقع حدوث تغير بنوعية النساء اللواتي سيكونون بالبرلمان القادم " سيكون لهن حضور اقوي " , مادامت المرأة قوية وكفوءة ستكسب تقبل المجتمع لدورها ," المجتمع العراقي لا يرفض دور المرأة ".

المحامي الناشط الدكتور مالك دوهان الحسن وزير العدل السابق , يدعو مؤسسات المجتمع المدني للعمل علي زيادة التأهيل الثقافي, والسياسي لدي المرأة , بالمقابل سندس عباس رئيسة معهد المرأة القيادية تصرح " يصل عدد مؤسسات المجتمع المدني إلي 1289 منظمة تحاول رسم اتجاه, وتواصل مع جماهيرها " لكن التجربة جديدة علي العراق, الظرف العام صعب , المسالة بحاجة لوقت .

بسمة الخطيب منسقة برنامج اليونيفم بالعراق التابع لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة , هي علي احتكاك مباشر مع المجتمع المدني , " استجابة المرأة بالعراق للتغير أسرع من الرجل " لان العراقية " قيادية بطبيعتها " , تكشف بسمة عن وجود عوائل بالعراق يبلغ عدد أفرادها 17 فرد تعيلهم امرأة واحدة , وهذا يخالف الحد الادني للمقاييس العالمية , وهو3 إفراد , لكنه يكشف عن حقيقة قدرة المرأة العراقية.

المرأة بالعراق اكتسبت خبرة خلال السنوات الأخيرة ," خبرة بالتحاور مع الآخر و لتحشيد الرأي العام لصالحها" , وتلوم بسمة الإعلام المقصر بحق المرأة , فتدعو " لتوثيق قصص النساء ونضالهن " , و كما أن برامج الأمم المتحدة القادمة ستعمل علي " إعطاء المرأة دورا حيويا بالأمن , والاقتصاد, والتربية والصحة " وليس فقط المطالبة بحقوقها , هذا سيوحيد دور المرأة بالمجتمع بعض النظر عن انتماءاتها.

أعدت الباحثة الأكاديمية الدكتورة شكرية كوكز دراسة عن دور المرأة لتفعيل الديمقراطية , شملت دراستها 100 امرأة , أعمارهن بين 18-60 سنة , أثبتت النتائج أن 93% من النساء يرغبون بالقيام بدور فعلي لتجسيد الديمقراطية , و90% من النساء يؤكدون تأثير الإعلام علي مشاركتهم السياسية , أوصت شكرية بإصدار مجلة , أو قناة فضائية متخصصة بشؤون المرأة .

يبدو أن غالبية الشارع العراقي يتقبل بالفعل دور المرأة , احمد نادر , 41 سنة طبيب " انجازات المرأة العراقية فخر للعرب " , زيد حسين 22 سنة العامل بمحطة الوقود يضحك , ويقول " وجود نساء بالبرلمان جعل زوجتي قوية " فهو كلما حدثها تطالبه بحقوقها الدستورية .
لكن كاظم صبري 30 سنة مدرس " علي المرأة ان تهتم بتربية أولادها وتبتعد عن السياسة " و ساهرة حسن الأستاذة الجامعية " تأثير المرأة العراقية ليس علي العراق إنما علي وضع المرأة عموما في كل الوطن العربي" .

بعض الشابات لهن طموح , سمر ناصر , 21 سنة طالبة جامعية " اتمني أن أكون يوما عضوه بالبرلمان " وزميلتها هبة حسن 20 سنة طالبة جامعية " أحب العمل بالمنظمات لكني أخاف من الوضع الأمني " أما الطفلة سارة حسن , 8 سنوات , طالبة مدرسة " حين اكبر سأنتخب مثل ما تفعل أمي " , وفاطمة حسن 33 سنة تشتكي من كثرة أسئلة طفلتها ذات الأربع سنوات عن معني الدستور .