المرأة والوزارة في السعودية !!



عبدالله مطلق القحطاني
2015 / 10 / 19

تنظيم القاعدة الإرهابي المتشدد والمتطرف ولأكثر من عقد من الزمن إنتهج منهجا متطورا غير متوقع ألبتة في نظرته للمرأة وأهمية دورها ،
وعظم ما يعتقده أرباب التنظيم من جسام عظام يرى أهمية دور المرأة فيها ، وخصوصية وقيمة مثل تلك المهام المهمة والخطيرة من وجه نظر منظري التنظيم ،
ناهيك عن مكسب إعلامي مهم كان ولازال التنظيم يسعى إليه في ملف المرأة وحقوقها ،
فأصدر عددا من المواد الإعلامية التي تخدم توجهه أنذاك ،
وبشكل دوري عبر مواقعه الإلكترونية في الإنترنت ،
وتوالت دورياته المعروفة والمسموعة بهذا الشأن ،

واليوم على دربه يسير تنظيم داعش ، وبآليات أكثر تطورا وفعالية ،

هذان التنظيمان الإرهابيين الأشد تطرفا وتشددا وظلامية وجهلا وتخلفا لم يكتفيا بالتجارة بالدين ! ،
بل رجعا لحقيقة سليمة في فهم النصوص الإسلامية الصحيحة والمعتبرة عند أهل السنة والجماعة المتعلقة بالمرأة وكل ما يتعلق بشأنها ،
وصحيح أنهما أخذا ما يخدم أجندتهما وفق منهجيهما ، وليس عن إيمان حقيقي أو شبه إقتناع بموقيفيهما ،
إلا أنهما تجاسرا وكسرا قوالب متشددة ومتوارثة صوب المرأة ،
ليس إقرارا بحقوق المرأة بل توظيفا واستغلالا ومن نواح كثيرة خدمة لأهداف كلا التنظيمين ،
وبالفعل نجحا وإلى حد لايستهان به بهذا الأمر ،

وبالقطع لن أتحدث عن الأحزاب والحركات الإسلامية المعتدلة والتي تنبذ العنف ،
فموقفها من المرأة معلن عبر التصريح العلني المشرف ،
وعبر رموزها الكبيرة والتي تحتفي بالمرأة علانية وتسهب بالحديث في إبراز مكانتها وأهميتها ،
ناهيك عن ظهور المرأة الإعلامي في العديد من فضائيات تلك الأحزاب الإسلامية ،

والملفت للنظر أن أكبر الأحزاب السياسية الإسلامية والحركات والتنظيمات المعتدلة والتي تعمل بشكل علني أوكلت كل شؤون المرأة ، وكل ما هو متعلق في خدمة النساء للمرأة ،
ووضعتها في مناصب عليا قيادية وباستقلال تام وحرية كاملة ومرونة تامة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمرأة ،
إيمانا من تلك الأحزاب والحركات بأهمية دور المرأة وخبرتها ودرايتها الأكثر بكل ما هو متعلق بالنساء من الرجل ،

وهذه حقيقة بسيطة يدركها البسطاء والعامة قبل الخاصة ،

أما نحن في السعودية فبتنا نرجع للخلف وإلى الوراء ! ،
وللأسف في الأشهر الأخيرة عوضا عن أن نرى إمرأة وزيرة تم إعفاء إمرأة من منصبها الوحيد كمعاون ونائب الوزير لشؤون تعليم خاص بالفتيات !! ،
منصب واحد يتيم هو أرفع منصب حكومي تشغله المرأة في تأريخ مجتمعنا ،
ولأسباب لا تخفى على كثير تمت الإطاحة بالمنصب وبالمرأة التي تشغله !! ،
من عجائب القدر !
بل ومن سخرياته ! ،
التنظيم الإرهابي الأشد تطرفا وعنفا يتبنى فكرا واستراتجية جديدة نحو المرأة !
ليحقق مكاسب هو على حساب المرأة ،
ونحن نتقهقر إلى الوراء عدة قرون !! ،

المرأة أعلم بشؤون النساء من الرجل ،
ومن العار أن يتولى الرجل وزارة ما متعلقة بخدمة المرأة ،
ولم نعد بعصور الفحولة المصطنعة والذكورية المزعومة وعلى حساب المرأة وقيمتها وحقوقها وشؤون حياتها ،

وليت الأمر اقتصر على فشل الرجل في وزارات ومؤسسات تعنى بالمرأة بشكل مباشر أو غير ذلك !!
الطامة الكبرى أن الرجل فشل في وزارات كثيرة متعلقة وخاصة بخدمة الرجال دون النساء !!

وحان الوقت لأن تشغل مناصبها المرأة والتي أثبت نجاحاتها في أمور شتى ،
التعليم والصحة والإسكان والثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية والصناعة والكهرباء وزارات جديرة المرأة أن تشغلها يا سادة !!
وستنجح بالقطع ،
وإن أردنا أن نحاكي المتشددين في التوظيف والاستغلال وتجميل القبيح !!
فلتشغل المرأة وزارة الخارجية !!


ملاحظة /
سأنقطع هذه المرة لفترة ليست بالقصيرة عن الموقع
وآمل ألا تطول سوى بضعة أشهر .