ريحانة جباري..الملالي الهمجيون مروا من هنا



فلاح هادي الجنابي
2015 / 10 / 28

مرت يوم الاحد الماضي المصادف 25 أکتوبر، الذکرى الاولى لإعدام ريحانة جباري، تلك الشجاعة التي دفعت حياتها ثمنا لتصديها لرجل أمن تابع للنظام الديني المتطرف حاول إغتصابها عنوة، ولئن أصر الملالي الدمويون المتخلفون على تنفيذ حکم الاعدام الجائر من اساسه و رفضوا کل النداءات و المطالب و الاستغاثات الدولية، إلا إنه وفي نفس الوقت لم تذهب دماء ريحانة هدرا بل صارت قضية بحد ذاتها تلفت أنظار العالم کله الى الفظائع و الجرائم و الانتهاکات و التجاوزات اللاإنسانية التي ترتکب في إيران ضد النساء بشکل خاص و ضد مختلف شرائح الشعب الايراني بشکل عام.
حادثة إعدام ريحانة جباري، جاءت في وقت کان رجال الدين الدمويون منهمکون بمخططاتهم الاجرامية ضد النساء الايرانيات، حيث إنه وفي الوقت الذي عملوا ولازالوا يعملون على تنفيذ جرائم و إنتهاکات ضد النساء في وضح النهار کجرائم رش الاسيد و طعن النساء و فرض مختلف الامور عليهن، فإن الهم في نفس الوقت يقومون بسن قوانين قرو وسطائية ضد النساء بحيث يجعل منهن عنصر ثانوي او کائن من الدرجة الثانية، حيث إنه و بموجب تلك القوانين المتخلفة، فإنه ممنوع على النساء الدراسة في العديد من المجالات کما يحظر عليهن مزاولة الکثير من الاعمال لالشئ إلا لإنهن نساء، وقد جاءت حادثة الاعدام المروعة لتکشف النقاب عن مايجري ليل نهار ضد النساء الايرانيات من ظلم و إمتهان صارخ ضد کرامتهن و إعتبارهن الانساني.
مراسيم ذکرى إعدام ريحاني جباري، والتي تم إحيائها بحضور أمهات شهداء إنتفاضة 2009، في مقبرة بهشتي زهراء، أثبتت من جديد إصرار و تمسك الشعب الايراني في رفض النظام الاستبدادي و مقاومته، وإن مشارکة أمهات شهداء إنتفاضة 2009 في المراسيم السنوية لذکرى إعدامها، تعني وحدة الکفاح و الموقف النضالي لعموم شرائح الشعب الايراني ضد هذا النظام الهمجي الرجعي المعادي لکل ماهو إنساني، وهو مايعني بإن الشعب الايراني يرفض تماما الاستهانة بالنساء و إنتهاك حقوقهن و يعلن وقوفه الى جانبهن للنضال ضده و العمل معا من أجل إسقاطه و إنهاء حکمه الاستبدادي.
ماجرى بحق ريحانة جباري و ماجرى و يجري بحق النساء الايرانيات من ظلم و إنتهاك و إمتهان، إنما هو نهج و اسلوب يسعى النظام الديني المتطرف في طهران لتصديره الى بقية دول المنطقة وخصوصا تلك التي تخضع لنفوذه، ولذلك فقد حذرت المقاومة الايرانية بقوة من هذا المسعى المشبوه و دعت دول المنطقة و خصوصا النساء للتصدي له و فضحه وعدم السماح به و العمل على إعلان تضامنهن مع النساء الايرانيات للوقوف بوجه النظام القرو وسطائي و تغييره.