من هو عدو المرأة ..؟ّ

من هو عدو المرأة ..؟ّ
منذ حوالي شهر تقريباً، شُغلت مواقع التواصل الاجتماعي – ومازالت - بمشاهد حزينة عن رجم الفتاة ذات تسعة عشر ربيعاً من أفغانستان وإقامة حد الزنى عليها امام الناس ، بعدما استوفى الحكم عليها كافة الشروط لرجم الزانية ، وفي تفاصيل الحكم الشرعي ذكروا أنه جاء اربعة شهود وقد شاهدوا الميل بالمكحلة ... البارحة وبعد مشاهدتي صور الضحية غفوت على سؤال قض مضجعي وأقلق راحتي ومنع الكرى الهانئ من الوصول إلى أجفاني المغرورقة بالدموع على تلك الفتاة البريئة،
وبينما أنا في غفوتي وإذ بالشيطان يحضر في حلمي ، ويشاركني بكائي وحرقة قلبي وحسرتي على شباب تلك الزانية ، وإذا بي ألتفتُ إليه مواسياً ، وبعد أن تأكدت من هدأة روعه سألته : هل لك أن تخبرني أيها الخناس ، عمن هو عدو المرأة الحقيقي .. فنظر إليَّ جزعاً من سؤالي وقال : يا بنيَّ ، إن عدو المرأة هو من يمنعها من أسباب القوة والتقدم في معارج العلم والظهور، ويُحرّم عليها الحب و حق الاستمتاع بمباهج الحياة كما تشتهي هي لا كما يرغب ويقضي هو .. ..
وعدو المرأة هو من يهين المرأة ويهجرها بالمضاجع ويضربها ، وهو ذاك الذي يختزل وجودها على انها أداة جنسية ومصدر مُساعد على النشوة أو قارورة تبادل السوائل.. وهنا قاطعته : لكن عزيزي الرجيم ، أوليسوا خيرَ من كرّم المرأة في التاريخ ، ضحك ملء شدقيه وقال : يا بني ، يجب أن تعلم أن من يكرم المرأة لا يسلبها وجودها الانساني تحت مسمى العورة ..
.ولا يسرق حقها في ميراث ولايغتصب منزلتها في الحكم أو الولاية العامة ، بذريعة أنها ناقصة في العقل والمدارك ، أويجعلها تقتل كل ملامح الأنوثة لتبدو كالغولة .. أو يُقصيها عن بروج الجمال ويحضها على أن تكون غير نامصة أو متنمصة و ذات رائحة آسنة ...
عدو المرأة هو من إنتقص من وجودها في الحياة وقلّل حتى من حق قصاصها في ديّة الموت ..وجعلها متاع من مغانم غزواته، و حوّلها إلى سبيّة .. هذا هو عدو المرأة وهؤلاء هم أعداء الإنس والجن ..
و الحق ان أولئك الأحياء الكذبة والذين يظهرون بينكم بثياب الحملان ، قد تكاثروا بينكم كالبكتيريا ..فهم أمة باغية وتتمدد، وقد أصبحوا بالفعل عبئاً على الحضارة الانسانية ككل .وهنا استيقظت من غفوتي على صوت التلفاز يقول ان انفجارا حدث بين ابرياء من إنتحاري لايحب الحياة .. انتهى الحلم ...ولكن الموت مستمر ..