تحريم العنف ضد المرأة يمر عبر بناء دولة علمانية ومدنية



الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2015 / 11 / 24

تحريم العنف ضد المرأة يمر عبر بناء دولة علمانية ومدنية
تعاني المرأة في المجتمعات الشرقية او الدول المعرفة بالعربية او الأسلامية من العنف بشتى اشكاله وتحطم كرامتها بشتى الألوان. تواجه القتل والرجم والحرق والسبي والبيع والشراء والضرب والأهانة وسلب كل حقوقها وهي ليست صاحبة شخصيتها وكيانها وكرامتها ومسلوبة الشخصية. يمارس بحق المرأة ابشع انواع التهم وفي كثير من الأماكن تعتبر نجاسة ومسسبة للبلاء والمشاكل والبلبلة.
وفي العراق ليس لها حق المواطنة المتساوية وغير مساوية للرجل، لا في القوانين ولا في المحاكم ولا في الشارع ولا في البيت. للرجل الحق ان يضربها ويتجاوز عليها ويحق للرجل ان يتزوج اربعة نساء في آن واحد وهي تعد شرف الرجل و لهذا فله الحق في قتلها بسبب صيانة شرفه حسب قرار 409 وهي ملك لزوجها. ان المرأة غير مساوية للرجل في الأرث والشهادة وتعتبر نصف رجل.
وقد تدهورت اوضاع المرأة كثيرا في العراق بعد "العملية السياسية" للقوى الحالية وبنائهم ما يسمى بمجتمع موزاييكي وحكومة مكونات شيعية وسنية وكردية دفعت المرأة من خلاله الى قعر البيت وفرض عليها لبس الحجاب والزي الأسلامي القاتم الكالح وفرض عليها التراجع في كل المجالات الأجتماعية و السياسية و الثقافية.
وفي كردستان العراق قتلت مئات النساء تارة باسم البعثيين وتارة باسم غسل العار ولا تزال المرأة تقتل في وضح النهار وفي الأماكن العامة وبابشع الأشكال. في البصرة والمدن الأخرى في الوسط و الجنوب تقتل من قبل المجاميع ألأسلامية المسلحة المدعومة من الجمهورية الأسلامية الأيرانية. وقام دولة الخلافة الأسلامية (داعش) بقتل النساء واغتصابهن وسبيهن وبيعهن في سوق النخاسة بابشع الأٍشكال ولم يمارس هذه الشكل من الممارسات المعادية للانسانية و للمرأة الا زمن النازية والفاشية وعصر الفتوحات الأسلامية قبل مئات السنين.
ان مناهضة العنف ضد المرأة غير ممكن ان يتقدم الى الأمام الا بفرض التراجع على هذه القوى البربرية المعاصرة للبرجوازية وازاحتهم من الساحة السياسية وفصل الدين عن الدولة وحماية المجتمع من الدين وقطع ايدي الدين ورجاله من حياة المجتمع. الاسلام السياسي والتيار القومي الرجعي في العراق يشكلان مصدر المأساة والدونية والأضطهاد المفرط بحق المرأة في العراق.
ان النضال الجماهيري العلماني والمدني في العراق من خلال شعاره "علمانية، مدنية، لا شيعية و لا سنية" يشكل بارقة امل لانهاء الظلم ضد المرأة ويشكل مرحلة جديدة للتنوير والتمدن والمساواة بين المرأة و الرجل وارجاع كرامة المرأة ومكانتها في المجتمع للعب دورها كانسان متساوي في كل المجالات.
ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة التي تصادف 25 تشرين الثاني يدعو النساء عامة والحركة النسوية المساواتية الى الأنخراط في النضال الجماهيري والنزول الى ساحات التحرير والصف الأمامي من النضال لانهاء سلطة الأسلام السياسي والحكومة الطائفية القومية. ويعلن الحزب ان انهاء العنف على المرأة في العراق يمر عبر كنس هذه الشراذم والقوى المظلمة وبناء دولة علمانية مدنية. وان اول مهام للحكومة القادمة يجب ان تكون اعلان المساواة الكاملة بين المرأة والرجل والمواطنة المتساوية وانهاء كل اشكال العنف ضد المرأة.
ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يقف في مقدمة هذا النضال ويدعو جميع الشيوعيين والأشتراكيين الى لعب دورهم في قيادة المجتمع ليس فقط لبناء دولة علمانية ومدنية وتحقيق مساواة المرأة بالرجل بل لبناء دولة اشتراكية و مجتمع انساني خالي من كل اشكال الأستغلال والظلم وانهاء النظام الطبقي الذي يشكل مصدرا للظلم وانعدام المساواة.
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
24-11-2015