حوار مع مسؤولة رابطة المرأة الكوردستانية- فرع دهوك -فتحية ابراهيم بامرني



ماري اسكندر عيسى
2015 / 11 / 28

حوار مع مسؤولة رابطة المرأة الكوردستانية- فرع دهوك
المناضلة فتحية ابراهيم بامرني
ماري اسكندر عيسى
فتحية ابراهيم بامرني مناضلة كوردية عراقية مواليد 1961خبرت الاعتقال مرتين، المرة الأولى اعتقلت مع جميع أفراد أسرتها وسجنت لأكثر من عامين في بداية الثمانينات على زمن صدام حسين، بسبب انتماء أهلها للحزب الشيوعي، وانتماء أخيها الشهيد قاسم ابراهيم للبشمركة. تنقلت بين سجن سيميل والموصل وبغداد هي ووالدتها، وأفرج عنها وعن أهلها بعد استشهاد أخيها في العام 1982. والمرة الثانية اعتقلت على يد السلطات التركية في العام 1988 بسبب نشاطها الحزبي، وسجنت بالسجون التركية لمدة عشرة أيام، وتعرضت حياتها للخطر.
منذ العام 2001 تفرغت للعمل السياسي والحزبي والصحفي، فهي مسؤولة رابطة المرأة الكوردستانية فرع دهوك، وعضوة محلية في الحزب الشيوعي الكوردستاني بالدهوك، والمسؤولة المختصة الحزبية للنساء في الدهوك، وعضوة نقابة صحفيي كوردستان فرع دهوك.
ترشحت للانتخابات البلدية في الدهوك سنة 1992، ورغم شعبية عائلتها ومحبة الناس لها، لم تفز كونها شيوعية. فقد طلب منها الكثيرون الترشح باسم حزب غير الحزب الشيوعي لكنها رفضت، وصممت أن تخوض الانتخابات باسم الحزب الشيوعي. لم تندم فمبدأها وانتصارها لمبادئها كان الفوز الحقيقي لها. رشحها الحزب العام الماضي 2014 لانتخابات برلمان اقليم كورستان.
متزوجة ولها من الابناء ولدان مهنا وبشار.
معها كان الحوار التالي :
س- متى انتميت للحزب الشيوعي؟ وكيف تعرفت على أفكاره؟
انتميت للحزب الشيوعي في أواسط السبعينات من القرن الماضي، بعد تكون قناعة لي بضرورة النضال من أجل تخفيف المعاناة عن شعبي ، والكفاح ضد الاضطهاد الطبقي الذي عشته مع عائلتي وأبناء مجتمعي. هذا الواقع الاجتماعي جاء بالوعي الاجتماعي كما يقول ماركس:" حاجات الانسان تخلق فيه وعيا اجتماعياً". إضافة لتأثري بوالدي المرحوم ابراهيم عبد الله الشيوعي السياسي المؤمن بالافكار الشيوعية والذي شارك بثورة تموز 1958وظل مخلصا لها حتى رحيله في حزيران 2014. كما أن أغلب أهل بلدتي بامرني منتمون للحزب الشيوعي، وقدموا الكثير من الشهداء. ولأجل نضالنا هذا تعرضت عائلتي وعائلات أخرى لكل أشكال التهجير والسجن، ولم نندم.
س- تجربة الاعتقال لكل العائلة، وبعدها اعتقالك وحدك من قبل السلطات التركية في مكان اللجوء ملفتة للانتباه ،هل تحديثينا عن هذا؟
لقد حاول نظام البعث الفاشي بمختلف الاساليب الضغط علينا لنترك الحزب الشيوعي والالتحاق بحزبه، وخيبنا بالطبع أمله. وعندما التحق أخي قاسم بالبشمركة، لاحقنا النظام واعتقل العائلة بأكملها. نقلوني والمرحومة والدتي من سجن سيميل إلى سجن الموصل، وبعدها إلى سجن بغداد وبعدها صحراء الجنوب في بغداد. أما والدي وإخوتي مصطفى وحسن فكانوا في شمال البلاد بسجن العمادية، وبأوضاع قاسية حتى استشهد المرحوم قاسم في أيار 1982 فأطلقوا سراحنا.
عدت إلى وظيفتي في دائرة الزراعة ووالدي إلى وظيفته في دائرة الاوقاف في سرسنك، لكنهم لم يكفوا عن مضايقتنا والضغط علينا وملاحقتنا وتتبعنا. فتركنا الوظيفة بعد سنة واحدة فقط العام 1983. والتحقنا بحركة الانصار الشيوعية. وعندما قامت حملات الانفال العام 1988، كان علينا أن نرحل ونهرب مع الناس إلى مخيم ماردين التركي، حيث عشنا هناك بظروف قاسية جدا. هناك أيضا جرى اعتقالي للمرة الثانية بسبب نشاطي الحزبي من قبل السلطات التركية، وسجنت هناك لعشرة أيام في أوائل التسعينات، كانوا يعاملوننا بقساوة وعنف وتعال، وقد تم تهديد حياتي بالقتل.
س- كيف توجهت للعمل الاعلامي بعد ذلك؟
في أواسط العام 1991 بعد انتفاضة آذار عدنا إلى بامرني، وعدت من جديد إلى عملي في دائرة زراعة الدهوك 1992، وتقاعدت بالعام 2001. تفرغت بعدها للعمل الحزبي والاعلامي حيث قمت بتغطية نشاطات حزبنا الثقافية، وقدمت في راديو الدهوك للحزب الشيوعي الكوردستاني برنامج اجتماعي بعنوان : "صوت المرأة "، إضافة إلى فقرة خصصت لي في تلفزيون ئازادي العام 1996.
ومازلت حتى اليوم اشارك بكل البرامج والنشاطات الثقافية الهادفة لنصرة المرأة الكوردستانية، والتي تعمل على تطوير وعيها الثقافي والمجتمعي، سواء بعقد ندوات أو القيام بزيارات تخدم هذا الغرض، وكذلك بإجراء لقاءات وتغطية معظم المناسبات الوطنية والقومية والاجتماعية.
س- برأيك، ماذا قدمت الأحزاب للمرأة الكوردستانية ؟
اعتقد أن المرأة الكوردستانية ما تزال بحاجة لكثير من الجهد لتفعيل دورها في المجتمع. وهذا يتطلب مساهمات حكومية وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني، ومنظمات خيرية عالمية، ومشاريع تنمية حقيقية كي تنهض المرأة بشكل فاعل ومؤثر وتأخذ مكانتها اللائقة وتلعب دورا رادعاً للممارسات العنفية والامتهان والقسوة بحقها، والحد من حالات الانتحار والقتل التعسفي وظاهرة الطلاق الواسعة وزواج القاصرات وغيرها.
س-مشكلة اللغة الكوردية، واللهجات الكوردية في مجتمع يتعايش به العرب والكورد ، كيف تحل برأيك؟
مسألة اللغة وضرورة التفاهم هي مشكلة فعلاً، لكنها ليست عصية عن الحل، واعتقد أنه بقليل من الجهد الشخصي للاشخاص ومتابعة وسائل الاعلام وكثرة القراءة والتعامل المتبادل واحترام اللغات لكل المكونات، وبجهد مماثل من الهيئات الثقافية بإقامة الدورات ومعالجة الأمية ، ستتبدد مشكلة اللغة.
المهم الارادة والرغبة واستيعاب ضرورة تعلم اللغات الأخرى.
س- مازلت رغم متاعبك الصحية تساهمين بشكل فعال في مساعدة النازحين؟ ماذا تقولين في ذلك؟
النازحون في هذه المرحلة الاستثنائية من حياتهم بحاجة لكل يد تمد لمساعدتهم. وأنا مسرورة جداً أن يكون لي دور في مساعدتهم ببعض جوانب حياتهم ، فهي مساعي إنسانية نبيلة وتجسيد حقيقي للشعور الوطني. منذ بدأت الاحداث واندلعت أزمة النازحين، لم ابخل ببذل الممكن، لكن الأمر يتطلب إمكانيات هائلة. لأن مشكلتهم كبيرة ولا يعالجها جهد شخصي. وكل مساعدة تصلهم من الداخل أو الخارج هي التفاتة عظيمة تستحق الشكر لفاعليها.
س- ماذا تقولين للمرأة ؟
اطلب من بنات جنسي وخصوصاً نساء كوردستان العزيزات عموما من كل القوميات والاديان والطوائف المزيد من المبادرات الخيرية للنازحين، والتعاطف مع هذه الظاهرة الزائلة بنضال شعبنا ونضال نسائنا. هذه مرحلة مهمة للمرأة، لتأخذ دورها في العائلة والدائرة والمجتمع وتقديم المساعدة للغير.
اليوم شعبنا يخوض ظروف عصيبة، ومطلوب من النساء تعبئة الرجال والابناء بالعزيمة وشحن الهمم وكل ما يبدد أجواء الاسى، وتناسي أي خلافات جانبية سواء كانت المرأة كوردية أم مسيحية أم عربية او يزيدية وغيرهن. فالمعركة تعم الوطن بأسره، والنصر يأتي بوحدة عموم شعبنا العظيم.