ليلة رأس السنة في كلونيا .



محمد حسين يونس
2016 / 1 / 6

(( عندما تخرج الذئاب للصيد تتحرك في مجموعات
في المناطق التي تتوافر فيها الفرائس الكبيرة تزداد أعداد ذئاب القطيع إلى عشرين ذئبا ، بينما في المناطق التي فرائسها صغيرة الحجم - نوعا ما - مثل الغزال نجد أن القطيع الواحد فيها يتكون من عدد أقل قد يصل إلى 7 ذئاب ))
إعتبار أن النساء فرائس يتم التحرش بها و أذيتها لم يكن من صفات ذكور شعوبنا علي الاقل لمدة النصف قرن الذى كنت فيه واعيا .. لقد كان من الممكن في بعض الاحيان أن تتم مغازلة صغار الشابات ولكن بذوق وأدب وخفة دم .. تنتهي تماما .. بتجهم الصبية أو رفضها للمديح.. أو مضيها في طريقها دون إبداء أى تشجيع .. أو تدخل الكبار ينصحون وتُسمع نصائحهم .
بعد أن تم غزو بلادنا بالسلوكيات البدوية والافكارالسلفية ..و بدأ فصل النساء عن الرجال في كل الاماكن والمناسبات وتغطية شعر الرأس أو إسدال الستائر السوداء علي الحريم .. أصبحت الفتاة السافرة أو التي ترتدى ملابسا عصرية (خصوصا السائحات ) تمثل شذوذا .. يلفت نظر الكبير والصغير لقد تحولنا إلي شعب من المرضي بالضلالات الجنسية .. ولكنها مكبوته داخل أطر الانضباط السلوكي .. و الخوف من الوقوع تحت طائلة القانون .
المجتمع كان يتجة الي أن يكون مجتمعا منفصلا فية الجنسين .. و السيدات تحولن إلي حريم يكمن في المنزل و لا يغادرنها إلا للضرورة ..و الدعاة إنتشروا في كل مكان بدأ بالجامعة .. وإنتهاء بالافراح و الجنازات يفصلون ما بين الجنسين ويعاقبون المخالفين و المخالفات .. وإنتقلت لنا كل أمراض المجتمعات الانفصالية .. بشذوذها .. و عنفها .. و قهرها للمرأة و تحويلها إلي سلعة.. لا ينالها إلا القادر .
ولكن الطبيعة لا تعترف بالتغييرات الايديولوجية و العقائدية .. الفتاة تولد ولها ميل غريزى للشاب .. و العكس بالعكس .. و عندما توقفت قدرة السيطرة علي الغرائز و لم يعد هناك فاعليات التسامي و الاعلاء المكتسبه من إختلاط الصبايا بالصبية .. حل محلها .. فاعليات العنف .. و التحرش .. و التعالي .. و خطف ما بيد الاخر وما دمنا لا نستطيع الحصول عليهن فرادى و مثني و ثلاث ورباع كالشرع المجيد نخطفهن .. ونتحرش بهن و نغتصبهن .. ونخدعهن .. وأهو كله ببلاش .
عندما حل الربيع العربي .. وتكسرت الحواجز .. و إستخدمت السلطة سلاح التحرش ضد الاناث لمنعهن من المشاركة الوطنية .. إنطلق الوحش من مكمنه.. وسقطت كل موانع ترويض الغرائز و إرتد المتجمعين في الميادين إلي مستوى ذئاب البرارى التي تنطلق في جماعات تنهش لحم الضحية ..
لقد تحولت المسرحية التي أخرجتها أجهزة الامن لتثبيط همة الصبايا إلي واقع اليم .. تذهب ضحية لة شابات محترمات متحضرات قادمات من بلاد العالم الحر كصحفيات أو راصدات أو مشجعات و مؤيدات .. و تتحول شوارع و ميادين بلادنا الي غابات تسعي فيها قطعان الذئاب تسعي بحثا عن أنثي .. متاحة بدون ثمن .
الكارثة التي تلت ذلك ..و كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ..أن أحد المتخلفين عقليا من مشايخ الافك ..إخترع (او أخرج من سلة مهملات الماضى ) ما يسمي بجهاد النكاح .. و تبعة مجموعات من الداعرات .. و المحرضات .. و البلانات .. تتيح للسيدة معاشرة عشرات الرجال يوميا وتدخل الجنة لانها مجاهده .. وتسمح للمجاهدين بهتك عرض حتي الامهات و الاخوات .. وتسليم الزوجات لمجمع إمتاع المجاهدين، لتتقلص قيمة المرأة في قدرتها علي إشباع شهوة الحثالة البشرية الكاسرة لكل القياسات و الاعراف ..
وتسقط أخر قلاع التمدن التي كانت المانع و المدجن و المروض .. للوحوش الكاسرة داخل الشباب المنفصل في مجتمعات سوداء مريضة تسمي بالمجتمعات الاسلامية .
الذى حدث في المانيا .. كان تكرارا لما حدث في القاهرة و بغداد وتونس و كل مدن المنطقة ..هجوم موجه ضد السيدات و الانسات علي طريقة وهيئة قطعان الذئاب التي تكون مجاميع عادية تشل مقاومة الفريسة ليلا .. و في النهارتصبح ذئاب فرادى جبانة .
هجوم قطعان اللاجئين العرب في المانيا التي قدرها البعض في مدينة واحدة بحوالي الف ذئب بشرى أعطي شعورا مزيفا بالقوة .. فتحول المهاجمون الي حالتهم الاولي في زمن حياة الغابة .. خصوصا أنهم فكريا و سلوكيا لم يكونوا(بهجرتهم لبلاد النور ) قد إرتقوا كثيرا .. عن ذئاب البرارى.
اخي حامد مواطن الماني يعيش في النمسا منذ نصف قرن كتب لي .
.((حاليا في ألمانيا والنمسا الكثير من اللغط والسخط ضد العرب الذين أصبحوا غير مرغوب في وجودهم، كذلك تزايدت موجات الهجوم على ميركل التي سمحت لهم بالتواجد في البلاد
السبب أنه أثناء الاحتفال بعيد رأس السنة في مدينة كلونيا، تحرش حوالي 300 شاب عربي بالبنات اللائي كن واقفات بالشارع في انتظار الساعة 12 ومشاهدةالالعاب النارية والصواريخ
في العادة يقف عندنا الناس في انتظار دقيقة الصفر وفي يد كل منهم كأسا من الشمبانيا، يشربون منه جرعة، ويقبلون المرافق الذى يقف بجوارهم.
ولاد (....) العرب وقفوا جانباً لمشاهدة الموقف، وخيل لهم أن البنات سكرانة، وعندها رغبة في (النكاح)، فهجموا على كل فتاة تقف بمفردها، أي بدون رجل، وشرعوا في التحرش بها مع النداء " يا شراميط يا شراميط" وأرغموا البنات على خلع ملابسهن الداخلية وأدخلوا أصابعهم في أعضاءهن التناسلية، وبالرغم من أن البوليس كان متواجدا في كل مكان، إلا انهم لم يلحظوا ما حدث من همجية وقلة أدب الدخلاء العرب .
النتيجة أن تسعين بنت ذهبن وهن يبكين للبوليس وإحداهن دخلت المستشفى لعلاج جروحها بسبب الاعتداء عليها جنسيا من رجال بلحي طويلة.
بصراحة هذا ما كنت أخشاه، منذ البداية وهو يماثل ما حدث عندكم في ميدان التحرير، اى أنه مع كل تجمع بشرى سيتكررعدوان الشباب العربي علي النساء حتي لو كان هذا في كلونيا وهامبورج
ميركل قالت اليوم " العربي الذي لا يفهم الحرية والديموقراطية، ويتحرش ببناتنا، عليه ان يحضر حقيبته للعودة لوطنه".
أخطر ما في الموضوع أن العديد من المطاعم تضع الآن على بابها لافته (( ممنوع دخول الأجانب )).. يلعن أبواللي جاب العرب بتأخرهم ووساختهم، فضحونا وبوظوا المجتمعات المتحضرة التي كنا نعيش فيها، ناس عجيبة بتعيش على أكتاف الكفار، ويصلها مساعدات منهم ثم يقفون في الشارع ويطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية علي البلاد الأوروبية. والحق أن لا مكان لهم لدينا )).
اللاجئون العرب .. تصوروا أنهم قد دخلوا الجنة .. فعبوا من بحار الخمر حتي فقدوا إتزانهم .. ثم هجموا كالوحوش علي حور العين الفتايات الالمان .. يعاملوهن بقسوة و عنف .. ويجرون علي أنفسهم سخط السلطات الالمانية .. فتقوم المظاهرات من حور العين يطالبن كبيرة الملائكة ميركل بإخراج شياطين الانس من جنة اوروبا .
الموضوع ليس بسيطا .. و اللاجئين يحتاجون لعلاج مكثف ..و ترويض و أنسنة وإعادة ترتيب اولويات .. و إخراج عته الذئاب السلفي من رؤوسهم .. و حتي يتم هذا لا بد من حجزهم في معسكرات تأهيل بعيدا عن جموع الشعب الساخط علي بداوتهم .