لا صحيفة الجارديان وتقاريرها ولا دي مستورا يعنيهم امر المراة وما تعانيه



منى حسين
2016 / 1 / 24

صحيفة الجارديان البريطانية نشرت تقريرا حول الصرعات في الشرق الأوسط وطالبت بمشاركة النساء في مفاوضات السلام القادمة، واكدت الصحيفة أن أكثر من يعانون من نتائج الحروب والصراعات فى العالم هم النساء والأطفال حيث اشارت الى أن الأحصائيات في نسبة الوفيات بين النساء والأطفال إرتفعت من 5 فى المائة إلى 90 فى المائة خلال القرن العشرين. وتؤكد الجارديان بناءا على الوثائق الصادرة عن الأمم المتحدة أن تأثير الحروب والعنف على النساء ناتج عن الضربات الجوية التى يتعرضن لها بالإضافة إلى تبادل الاطلاقات النارية بين العناصر المسلحة. وأشارت الصحيفة إلى الإحتفال الذى عقد العام الماضى للذكرى 15 لقرار مجلس الأمن رقم 1325 الذى يعترف بتأثير الحروب على النساء والمعاناة التى يواجهنها، وعلى الرغم من ذلك لم يشهد الإحتفال عنصرا نسائيا يستطيع أن يعبر عما يشعرن به النساء فى دول العنف والدمار. مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، صرح بأن "المفاوضات الجديدة حول الشأن السورى ستنعقد قريبا متسائلا ما إذا كان سيسمح هذه المرة أن تشارك النساء بصورة كبيرة فى هذه المفاوضات وهل سيكون هناك الجرأة من قبل رجال الدولة للإستماع لهن لما يتعرضن له".
الصراعات من أجل الأستيلاء على أكبر قدر ممكن من مناطق السيطرة والنفوذ لاتتوقف والحروب بالوكالة صارت عنوانها.. ومقابل ذلك فأن من يدفع الفواتير هي المراة والطفل.. كل الصراعات وكل الحروب تقع على عاتق المرأة لتدفع ثمنها من حياتها ووجودها وأنسانيتها، القتل والتشرد مصيرها اضافة الى تدويل جسدها كسلعة لمتعة المحاربين ونشر ثقافة الاغتصاب والاعتداء والانتهاك عنوان شرعي يمنح الاهلية والاحقية لانتهاك النساء وهو سر ديمومة هذه الحروب والحماس لاستمرارها. لا الجارديان ولا دي مستورا يعينيهم المرأة وما تعانيه.. الجارديان أحدى أهم المؤسسات الأعلامية للراسمالية الذكورية لتمرير وأدامة سياساتها ودي مستورا أداري كبير في منظمة مهمتها تركيز التهميش والتابعية على المرأة.. التقرير والتصريحات صورة لنويا حسنة لاتحمل في طياتها حلول جذرية للمرأة وقضيتها.. (DNA) الراسمالية ليس في موروثها غير تهميش المرأة والعنف ضدها، الحمض النووي الريبوزي للراسمالية وجميع مؤسساتها متكون من أستغلال المرأة وعبوديتها..
الحروب وقراراتها ذكورية.. الصراعات والدخول فيها ذكورية.. والحلول تأتي بسلام ذكوري لا أمان فيه للمراة.. أختفى الطيف والظل الذي اسمه سلام او امان او تحرر انساني او مساواة.. نظام الهمجية هو من يحرك كل شيء حولنا.. والطرح الاكثر جراة الان واكثر تتويجا لكل ما يحدث.. هو كيف يمكن استثمار المراة وجسدها الى ابعد الدرجات واقصاها.. مقابل بقاء ألتزامها بالطاعة والتابعية..
الاستيلاء على النساء وحياتهن هو المحرك للربح وتراكم راس المال.. والسمة تهميشهن وأجهاض كل جهودهن في التغيير والمشاركة لمستقبل افضل.. في تونس وفي مصر كانت المرأة عنوان الثورة والتغيير.. خروجها ومشاركتها كانت رصاصة الرحمة على أنظمة الظلم والأضطهاد أنظمة العمل المأجور والتمييز ضد المرأة.. فكان أول من سرقت منه الثورة هي المرأة.. أستولت أكثر الجهات رجعية على ثورة المرأة وصادرتها وأول ما قامت به الهجوم على المرأة وعلى أنجازاتها.. بمباركة الجارديان وبقية مؤسسات الأعلام البرجوازي العالمي واحضان منظمة دي مستورا..
اكثر من يدفع ثمن الصراعات والحروب هي المراة قبل الدخول بها واثنائها وبعد الانتهاء منها.. لتترتب عليها ماسي السبي والاغتصاب والعنف والمرض والجوع والتشرد، والالم بكل انواعه النفسية والعضوية.. واوهام جهود بسط السلام وجهات عالمية تجند ضحايا سموم سياستها العصرية وعند الوصول الى نقطة الحسم او نقطة التصويت والمشاركة، يتم استبعاد النساء ويتم تغييبهن الكامل.. على الرغم ان اكثر من يدفع ضرائب الصراعات والحروب هم المراة والطفل لكن لا محال يتم السطو على المشاركة فهي النتيجة الحتمية لسياسة تنتهجها كل الجهات المتامرة على المراة وعلى قضيتها..
وبعد كل ما تعرضت له النساء وبعد كل معاناتهن.. وبعد كل التهليل الاعلامي والضجيج السياسي الذي اذرف دموع التماسيح ويذرفها.. واجهش بالبكاء المحتال على ما حدث وما يحدث مع النساء.. نجد الرغبة الكبيرة بالتحايل على سرقة ما هو اكبر من كل ما سرق.. والاهم هو ابعادها وتجنب مشاركتها ولا ضير من أن يذكر الأعلام التقارير.. ولا ضير من أن يصرح كبار الأداريين في منظمات دعم الهمجية والأستهتار.. ما دام التمييز بحق المرأة باق مع كل جذوره..
كم هو سهل انتشار التعميمات الغاضبة والرافضة..كم هو سهل الاستهجان والاستنكار وكم هو كبير عدد التقارير بارقامها وقياساتها الاعلامية والسياسية وجهاتها المتعددة.. ان كل هذه الشباك التي ترمى حول وداخل قضية المراة هي من عقدة الخوف من تشكيل حركة نسوية تتخذ بعدا ثوريا يغلب على كل السطو.. نحن امام مواجهة صعبة انها لحظة تراجع الحركة النسوية التي تقوم بالتصدي للضرر الناجم عن كل ما حدث او لا زال يحدث.. يريدون للمراة أن تفكر بجمجة غير جمجمتها.. وتتلقى قرارت وقوانين لا تسعف شيء من جراحها.. وتتقبل الوان غريبة عن قضيتها ومشكلتها الاساسية التي تحولت الى ثانوية..
التقارير واقتراحات السلام بكل ثقلها ومعلوماتها لا تمثل شيء مما عاشته وتعيشه المراة في ظل الصراعات والحروب.. وياتي التركيز على عدم مشاركتها بالتصويت والتقرير.. وان شاركت فمشاركتها مصادرة وان لم تشارك فتهاليل الاعلام وتقاريره بانتظار تسويق موقف سياسي بلمعة ونكهة جديدة.. لتلف المراة وقضيتها عن هدفها الحقيقي..
******************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم