في يوم المرأة العالمي-الرجل والمراة يداً واحدة في مواجهة الظلم



ماري اسكندر عيسى
2016 / 3 / 6

في يوم المرأة العالمي/ المرأة والرجل يداً واحدة لمواجهة الظلم:
ماري اسكندر عيسى
لا يبدو الحديث اليوم عن وضع المرأة وحقوقها حديثاً له الأولوية في ظل ما تتعرض له المنطقة بشكل عام من حروب وظروف اقتصادية غير مستقرة، وانتهاك صارخ لأبسط حقوق الانسان بالحياة الكريمة، وبحق الحياة نفسه، كما لو أن مجتمعاتنا تنعم بالاستقرار والسلام والأمان.
فجلّ ما تتعرض له المرأة اليوم من ظلم غير مقبول وانتهاك لحقوقها، يتعرض له الرجل أيضاً ببساطة، وعلى شكل أقسى. ولعل أبسط مثال على ذلك أن الرجل تسلب حياته، والمرأة يسلب عرضها وخصوصاً مع ظهور القوى الظلامية التي تقتل الرجال وتسبي النساء وتخطفهن وتبيعهن، كما حدث في منطقة سنجار في العراق وكما يحدث في سوريا، حيث انتهكت حياة الانسان بشكل مأساوي، وذاق السوريون شتى أنواع الموت أمام مرأى وصمت العالم.
وهذا لا يعني من ناحية أخرى تجاهل ما تتعرض له النساء من غبن وظلم اجتماعي وممارسات مجتمعية متخلفة تصر أن تكون المرأة كيان تابع للرجل، كأن تكون المرأة غير قادرة على اتخاذ أبسط القرارات في تقرير مصيرها واختيار نمط حياتها. كما لا يعني تجاهل الظواهر الخطيرة التي مازالت منتشرة بكثرة في بعض المناطق، والتي تزداد مع تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية كظاهرة الزواج المبكر، وختان النساء التي وصلت في بعض المناطق إلى 80%.
كما أنه لا يجب أن ننسى أن الظروف الاقتصادية الصعبة كفقدان معيل الاسرة أو ضعف الوارد الاقتصادي للرجل، يجعل المرأة ملزمة أن تكون المعيل الوحيد للأسرة في الحالة الأولى، أو شريكة حقيقية للرجل في الحالة الثانية.
وبالتالي يكون على المجتمع تقبل دخول المرأة سوق العمل والاعتراف بها ككائن منتج حقيقي، الأمر الذي لا يريح كثيراً المجتمع المتحفظ والعشائري، لكنه يعطي المرأة نقاط قوة ودعم. وكذلك تبدو هنا الأفكار الدينية التي تنتقص من قدرات المرأة وضرورة تبعيتها للرجل قابلة للجدل والنقاش وإعادة النظر، والتي لطالما ساهمت في وقع الغبن والحيف على المرأة.
وعلى المرأة هنا أن تتمسك بكل خطوة متقدمة حققتها في نضالها، وتصر على متابعة مسيرتها النضالية لتحصل على المساواة مع الرجل في كامل الحقوق، متحدية كل ما من شأنه أن يعيق ذلك، ورافضة معاملتها ككائن ضعيف أو تابع، ومؤمنة بأنها ليست أقل كفاءة أو قدرة من الرجل على العمل والابداع في كافة المجالات.
واعتقد أنه هنا على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الأخذ بيد المرأة المستضعفة في ظروف الحرب خاصة، كي لا تتعرض للاستغلال من أرباب العمل. والعمل على تطوير مهاراتها وكفاءاتها، وتأمين عمل أو تعويض متناسب مع متطلبات الحياة ليقي المرأة وأسرتها شر العوز.
أخيراً: لا يمكن أن تتطور الشعوب والمجتمعات دون اعتماد حقوق الانسان والقانون العادل بين الرجل والمرأة كشريك حقيقي. المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق، ويداً واحدة في مواجهة كل أشكال الظلم.