المرأة إبداع في الصبر والأمل



فاطمه قاسم
2016 / 3 / 6


يحتفل العالم كله من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ، بيوم المرأة العالمي في الثامن من أذار في نفس الشهر التي تتبرعم فيه الزهور والثمار
مثله مثل المرأة التي تتبرعم في احشائها المجتمعات، في كل عام، والدول والشعوب تجري احتفالاتها بإيقاعات مختلفة، لكننا في فلسطين نحتفل به بمذاق خاص، فالمرأة الفلسطينية هي الوحيدة التي ما زال شعبها تحت الإحتلال وياله من احتلال مليء بالظلم والكراهية والشر وما ينتجه من استيطان ومصادرة للمتلكات والارض ، وما ينتج عن المجموعات الارهابية من قتل للاطفال دون تميز بين طفل وطفلة وما انتجه الاستعمار القديم من موجات الحقد وقوانين العنصرية.
فالمرأة بطبيعة الحال ، تتعرض للنصيب الاكبر من هذه الموجات السوداء، فهي الام والزوجة والاخت، ونصيبها من شرور الاحتلال كبير .
والمراة الفلسطينية لها ايضا نصيب كبير من ظلم المجتمع وتخلفه الاجتماعي ومن طغيان السلوكيات الذكورية في حالات الزواج المبكر او العنوسة المتاخرة، ومن مايطلق عليه قضايا الشرف، وقضايا الميراث التي قد تصل الى حد الإعدام المعنوي والجسدي، ومن التطبيل والتزمير المبالغ فيه عندما تعطى حقها الطبيعي في الانتخاب او في اختيارها وزيرة او قاضية، لان صعود حركات الاسلام السياسي ترك صراعه مع العدو الرئيسي بما اخذه من حقوقنا وشغل نفسه حتى النخاع بأن المراة لا تصلح للولاية العامة ومن بينها مهنة القضاء، وانها لا تصلح لقيادة السيارة لانها تذكرها بما هو عيب، وانها لا تصلح للمساواة إلا شكليا بإدعاء انها ناقصة عقل ودين!
المرأة في فلسطين استطاعت ان تبرع وتتفوق في صناعة الصبر وبالتالي تفوقت في صناعة الأمل .
وفي زمن الثورة المستمرة في الطريق الى دولة فلسطين المستقلة لم تنفصل المراة الفلسطينية عن اية تجربة ولم تتخاذل عن اي اختبار من اختبارات الحرية، فهي المقاتلة وهي الشهيدة والسجينة وهي المناضلة الكفؤة في كل مجالات النضال وهي دائما حاضرة بقوة في كل مستويات السجال وهذا لا يعني ان الصورة وردية على الإطلاق أو مثالية في كل الاحول، فلا زالت الإطارات المعنية بشؤون المراة تنطوي على قدر كبير من التقصير وخاصة في نطاق النخبوية والحزبية والشللية بالاضافة الى هذا المرض المزمن المسمى الفصائلية حيث ان الآف بل عشرات الآلاف من نساءنا المجتهدات والموهوبات يبقين خارج الاطارات بسبب الانكفاء على المعايير النخبوية والشللية والفصائلية .
وفي السنوات الاخيرة التي لا زالت بها الاحداث تعصف بحياة الانسان الفلسطيني والعربي ظلت المراة ايضا تكرس نموذجا للمعاناة والإذلال، عبر امثال داعش واخواتها من منتجات الاسلام السياسي.
ورغم هذا كله فقد استطاعت ان تكون نموذجا للصمود والأمل ، وصوت الحياة ، وصيحات الحرية، انها المراة حاضنة الاجيال الجديدة التي تستحق الحياة .
للمراة في فلسطين والوطن العربي والعالم ، كل عام وانتن بخير.