امرأة تستحق أن تكون



نعيم عبد مهلهل
2016 / 3 / 22

امرأة تستحق أن تكون
نعيم عبد مهلهل
تحمل السيدة العراقية بشرى سلمان حسين العبيدي رسالة الدكتوراه في القانون الجنائي الدولي ، ومنذ ايام الاعدادية والجامعة نمى الحس الوطني والاجتماعي في ذاكرة تلك المرأة وتحولت بفضل وعيها ومشاعرها الوطنية وتربيتها الأسرية وادراكها ان حواء هي جزء من المكون الذي يحمل نصف الفضل في بناء الكيان الحضاري العراقي منذ مدن السلالات وشرائع ملوك المجد السومري والبابلي والاشوري وحتى اليوم.
المتصفح للسيرة الرائعة للسيدة ( بشرى العبيدي ) سيكتشف الكم الهائل والمشرف من الانشطة الاجتماعية والوطنية وحركتها الدؤوبة بين الاوساط النسوية ومنظمات المجتمع المدني في محطات يضيء منها ذلك النشاط الذي يحمل الرؤى والتفكير الصحيح لعمل المرأة ورغبتها ان تكون للمرأة العراقية رغبة فعالة في بناء الدولة العراقية المدنية وسط هذا الكم الهائل من الخراب والاختيارات المبنية على المحاصصة وعدم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب.
فالمقارنة بين الوعي والشهادة الأكاديمية العالية والنشاط الذي تمثلهً المرأة الأنموذج والتي تستحق ان تكون ( بشرى العبيدي ) وبين من نراهن اليوم نائبات وبمناصب تصل الى درجة مدير عام وفق رؤية المحسوبية والقرابة والمحاصصة ، فبذلك نبتلي نحن أن نصفنا الثاني الذي اغلبه في مناصب الدولة والمسؤوليات لم يكن بمستوى المنصب وشادته وتجربته المهنية والعملية والعلمية.
أضع هذا الاسم المهني والوطني والمتحضر بالرغم من انني لم التق بها ، ولكني اتخذها أنموذجا من خلال متابعتي لبعض الوجوه الانثوية التي تعمل في المجال المدني وتطوير الحركة الاجتماعية في مستوياتها المتعددة الاوجه والاهم ما تتمناه السيدة العبيدي وتطويره هو رفع الحيف والظلم عن بنات جيلها وجلدتها من نساء العراقي اللواتي حرمن من الكثير من الحقوق وغرقن في الترمل والبطالة وقلة فرص العمل والتعلم بسبب المتغيرات المضطربة للبنية الاجتماعية في العراق في ظل الفات سلبية متعددة من اهمها الفساد المالي والمحاصصة السياسية والنتائج المؤلمة التي خلفها الارهاب في ايلام النسيج العراقي من خلال ضحايا المفخخات واحتلال مدن عراقية كبيرة وجرائمه الوحشية في سبايكر والموصل وصلاح الدين والانبار.
هذا الانموذج المتطور فكريا وحضاريا ، والذي يتلبسهُ الاحساس الوطني بالفطرة والثقافة والتحصيل العلمي .نحتاجه اليوم كثيرا في مناصب شاغرة تهم المرأة وتطويرها أو ما نحتاجه في بعض الوزارات والمناصب المجتمعية التي تهتم بتطوير العلاقة بين الانسان والمؤسسة الرسمية مثل الدوائر العدلية والاجتماعية والتخطيطية والثقافية والصحية.
وعلى الحكومة التي تبحث عن كابينتها الجديدة ذات توجه التكنوقراط البعيد عن المحاصصة والمحسوبية والحزبية أن تضع امام اعينها صورة السيدة بشرى العبيدي والكثير من المشابهات اللواتي يمتلكن المقاربة في مؤهلاتها وشهادتها وانشطتها والايمان الوطني والاستعداد للخدمة الوطنية العامة بعيدا عن المشهد المتردي لمخصصات المنصب وما يمنحه لصاحبة من راتب ضخم ومظاهر للثراء السريع وهذا ما اصبح عليه معظم الذين استلموا المناصب الكبيرة في الدولة العراقية من سقوط النظام والى اليوم.
الصفحة الارشيفية لحياة وانشطة هذا العراقية الواعية بأحلام ما تتمناه وتريده لمستقبل وطنها ، يمثل الصورة الرائعة للمرايا التي ينبغي ان تتطلع اليها نساء العراق والدولة من اجل وضع الطاقات الوطنية ذات الامكانيات والخبرات والتجارب في الامكنة المناسبة التي نتمنى من خلالها ان تقدم هذه السيدة وغيرها من نساء العراق المجتهدات ما يملكن من طاقة من اجل التغيير وتطور المؤسسة المدنية والاجتماعية والثقافية داخل الجسد الحكومي العراقي.
اعود واكرر .لم اعرف ولم التق بهذه السيدة ( العبيدي ) المجتهدة إلا من خلال تفاصيل يومها الممتلئ نشاطا وورشات عمل ومؤتمرات لتطوير المرأة والانسان العراقي عموما ، والتي تنشرها يوميا على صفحتها في الفيس بوك او المواقع الالكترونية والصحفية.
صورة بشرى سلمان حسين ، المتمرسة في القانون الجنائي والذي نحتاجه كثيرا في عمل الدولة العراقية وذلك لتشابك الرؤى والاحداث والعلاقات جراء لما يتعرض اليه العراق من نهب وسحت وتهريب في ثروته المالية وما يتعرض له من موجه ارهابية ذات مغذ داخلي واقليمي وعربي .
هي الصورة الاقرب لخيارات التكنوقراط التي نتمناها جميعا لتخليص البلاد من ويلات الفساد والارهاب والنقص الهائل في تقديم الخدمات وتعثر الاقتصاد في الزراعة والصناعة وبقية الانشطة الاخرى.
اتمنى من الدولة ولجانها ان تنظر بعين الانصاف والعقل الى هكذا طاقات رائعة. والتي تمثل السيدة ( بشرى العبيدي ) بعص صورها التي يتمنها المتظاهرون والمعتصمون لإنقاذ العراق من هذه الورطة التاريخية والحضارية التي ان استمرت سنقاد حتما الى الهاوية المظلمة.