خالي من الوجود



حسام جاسم
2016 / 3 / 25

بعد ان امتزج الواقع بالخيال و اصبح القرار بيد خالية من المصداقيه فقدنا حينها الثبات على ارض مستويه .

تظاهرنا و عدنا الى البيوت مع واقع يعكس نفسه كل يوم رغم قوتنا و ضعف الفاسدين .
فقدان الثقة بالمساواة اوصلتنا الى الاستعمار اللااخلاقي . تعلمنا الكثير من الاخلاق تحت مسمى الدين و لم نتعلم الدين تحت مسمى الاخلاق .
هل الاخلاق ناتجه من الدين ام الدين نتج من الاخلاق ؟!
الاخلاق لا علاقه لها بالدين و غير مرتبطه به فجميع القيم الانسانيه وجدت قبل الاديان .
فهناك العديد من القبائل الافريقيه و الدول التي لا تعتبر الدين مشرع لها نجد لديها الاخلاق و القيم الانسانيه اكثر ما نجدها في البلدان الدينيه .
اضافة الى كل حكم سياسي جديد يفسر الاخلاق على هواه . فلا يمكن ان نفصل الاخلاق عن المجتمع و الاسرة و السياسه و البيئه التي قامت عليها الطفوله .
نجد اخلاق الشعوب تتغير مباشرة بعد سقوط الحكم السياسي و المجيء بالحكم الجديد لماذا ؟!
لماذا نسمع الفاظ جديده على الاذن و اخلاق متشدده او ساقطه ؟!
و كذلك التعليم احد اسباب انحطاط الاخلاق فهو قائم على عدم التهذيب و الابداع .
ازداوجية العقل العربي بالتحديد تتارجح ما بين السر و العلن يؤمن بالمساواة مع نفسه ولكنه لا يطبقها في مجتمعه .
لقد تبعثرت القيم ما بين التعريه و التغطيه و اصبحت الملابس وحدها من تعبر عن افكارك و عقليتك .

اتذكر عندما ناقشني زميل في احدى الكروبات الفيسبوكيه منذ فترة عن علاقة الحجاب و الاخلاق وعلاقته بالصورة التي وضعها لامرأه لم يظهرمنها سوى عيونها من داخل النقاب هل هذة الاخلاق؟!
فقلت له : انها اخلاق مزدوجه و منافقه لانها ضد الصدق و الوضوح .
فقال : هل ترضى ان تتعرى اختك او احدى قريباتك ؟!
فاجبته: المجتمع الذي يعرض الفضيله كشعار دون قيمه سهل علية ان يعرض الاخلاق كسلعه و يعرض معها المراة بالاسواق الحرة اما متعريه للاعلانات او متغطيه للشعارات الدينيه .
لا توجد علاقه بين ما البسه و بين عقلي . الاخلاق تظهر في عيوني في مشيتي في سلوكي السوي وليس في حجاب او شورت .
انا ضد التعريه و الاباحه و بنفس الوقت ضد التغطيه و التطرف الغير سوي . يجب ان تكون هناك شخصيه تفرض نفسها من الرجال و النساء لرفض هذا الشيء فالمرأه ليست سلعه لكي تعرى و تغطى حسب الدين و الفكر الذي يؤمن به المجتمع .


لماذا ننظر للمرأه بشهوه ذكوريه و هي لا تعارض ملابسنا بشهوه انثويه ؟!
هل هي فاقده للشهوه الشعوريه ام اصابها الخلل بسبب القيود المفروضه و الثابته ؟!

صمت النخبه الثقافيه عن تثقيف الناس و اظهار التناقضات المجتمعيه اكبر العوامل التي عملت على اغراق الفشل على انفسهم و ليس على الناس .

النفاق اصبح يعتلي كرسي الحكم دون ان ينفذ اي قرار لانه فشل في الاختيار فبقى مع الحياد اللااخلاقي .


عندما تكشف التناقضات تحس نفسك بطلا ولكن مع نفسك فقط فاظهارها للمجتمع يعتبر جريمه عالميه !
فكيف يكون الابداع بلا معارضه او كشف تناقضات ففي هذة الحالة لا توجد قيمه للابداع .
ويبقى الفساد السياسي و الاخلاقي و الديني و الجنسي سائدا و للعلن .