عشرة اسباب .. لخلع النقاب



رشا ممتاز
2016 / 5 / 6

عزيزتي المرأة المسلمة التي ارتدت النقاب تحت وهم ما يمسى بالاقتناع ادعوك لقراءة تلك الكلمات قبل ان يسرقون منك اغلى ما تملكين … سنوات عمرك .
قبل ان تمضي حياتك كلها وانتي دفينة خيمة سوداء تحرمك من ابسط حقوقك الانسانية فى ان يلمس النور وجهك وعقلك .

اولا, النقاب منافي للفطرة الإنسانية السوية
---------------------------------------

عندما كنت اركب احد القطارات الفرنسية متوجهة الى منزلي وبينما كنت مغمضة العينين ومسترخية بين النوم واليقظه, فإذا بصراخ طفل صغير يوقظني من غفوتي لافتح عيني وارى طفل يبكي بهلع وينادي على والدته..
بعد ان فوجىء اثناء انتظاره أمام باب الحمام , بخروج امرأة مسلمة ترتدي النقاب الاسود لتثير رعب الطفل البرئ الذي عبر عن مشاعر الخوف التي انتابته بالصراخ والبكاء..

توجهت والدته اليه وحاولت التهدأة من روعة وهو يردد قائلا لأمه عفريت يا امي عفريت …
بدا الارتباك على المرأة المنقبة واضحاً ونظرت الام اليها نظرة اتهام و لوم , تلك النظرة التي دفعتني للتفكير طويلا وطرح العديد من الاسئله والاجابات ..

فما الذي اخاف الطفل ؟

لاشك ان الذي اصاب الطفل بالذعر والخوف هو رؤيته لشخص مقنع الوجه مغطى من رأسه الى اخمص قدميه بالسواد , ليبدو ا مظهره مخيفاً ومثيراً للرعب والفزع لدى الاطفال الذين يحملون قدراً من البراءة يجعلهم يميزون بتلقائية بين القبيح والجميل ..

ولعل هذا الموقف ورد فعل الطفل ساعدني لتعريف المصطلح الذى يتم استخدامه فى الثقافة الاسلامية بشكل خاطيء و مبالغ فيه وهو ((الفطره)).

فما هي الفطره الانسانية التي يبدوا تعريفها مشوشاً ؟

الفطره الانسانية يمكننا تعريفها على كونها السلوك الإنساني التلقائي الطبيعي الذي يشترك فيه العرق البشرى اياً كانت ثقافته ومحل وجوده .

بمعنى انه اذا خيرت الانسان الذى يعيش فى الصين أو الهند أو فرنسا أو روسيا أو مصر أو امريكا أو أي مكان فى العالم ومتشبع بثقافة بلده سواء كان متعلماً أم جاهلاً , فقيراً أم ثرياً بين باقة من الزهور و كوم من القمامة فسيختار باقة الزهور وينفر من القمامة.

لو خيرته بين مكان تنتشر فيه الرائحة العطرة الجميلة ومكان اخر تملؤه رائحة العرق الكريهه سيختار المكان الاول.

لو خيرته بين مقطوعة موسيقية لبيتهوفن او موتسارت وخبطات شاكوش عشوائيه سيختار الموسيقى .
ولان جميع تلك الامور التي اختارها الانسان بشكل تلقائي ملائمة لفطرته الإنسانية اي متناغمه مع طبيعته , ستجدها مفيده وهامة جداً لسلامته البدنية والنفسية.

لهذا تستخدم الموسيقى والسنفونيات الكلاسيكيه لموتسارت وبيتهوفن فى علاج مرضى التوحد وعلاج الامراض النفسية المختلفة بل فى تهدئة سلوكيات الحيوانات ايضاً ..

لان الانسان فطر على حب الموسيقى وعلى التمايل والتحليق عالياً على نغماتها والحانها بشكل تلقائي وطبيعي .
فاللذين يحرمون الموسيقى ومختلف الفنون يخالفون تماما الفطرة الانسانية ومصابون بالتجهم وبالعديد من الامراض النفسية التي تدفعهم فى نهاية الامر الى ارتكاب الجرائم والانخراط فى التنظيمات الارهابية .

ولهذا ايضا يهتم الغرب بالمساحات الخضراء فى المدن وبزراعة الزهور وتزويد محطات القطار بالات العزف الموسيقية المختلفة ليس رفاهية أو عبثا ولكن لأهمية التناغم مع الفطرة او الطبيعة فى التوازن والسلام النفسي لأفراد المجتمع .
اذاً الفطرة الإنسانية تميل للجمال بأنواعه , للرائحة العطره للزهور الملونه للنغم الشجي للسلوك والكلمة الطيبة الجميلة , للبيت النظيف المرتب وتنفر من القبح بكافة اشكاله .

وخاصة لو كان الانسان لازال فى طور الطفوله ولم تتم برمجته المجتمعية على تقبل القبح ففى هذا الطور ستجد فطرته الانسانية انقى ..

وهذا يفسر صراخ الطفل وفزعه عند رؤيته لشخص ملثم الوجه متشح بالسواد بينما لو كان الشخص الخارج من الحمام فتاة ترتدى فستان جميل ملون سيرتاح الطفل لرؤيتها..

تلك هي الفطرة الانسانية السوية التي تطرب وتسعد لرؤية الجمال وتفزع وتكتئب من رؤية القبح.

فالله جميل يحب الجمال

ونحن على شاكلته نحب الجمال وننفر من القبح

اذا يمكننا تلخيص السبب الاول بأن نقابك عزيزتي يتناقض مع ما فطر الانسان عليه من حب للجمال بكافة اشكاله ونفور من القبح , نقابك يا عزيزتي منافي للفطرة الانسانية ولا يمكن ابدا ان يكون من عند الله لا هو فرض ولا هو فضل ولا هو يمت ل لله بأي صلة ان كانت, بل هو على النقيض تماماً لفطرته .

ثانياً, النقاب والامراض البدنية والنفسية
-------------------------------------

ولان النقاب منافي للفطرة الانسانية أي منافي لطبيعة الانسان الميال فى اعماقه للجمال والنافر من القبح وبالتالي ما ترتدينه من زي يخالف التناغم مع ذواتنا وكل ما هو مخالف مع التناغم الطبيعي للانسان يسبب له الامراض
النفسية والبدنية ..

ليس ففط لانك فضلتي القبح على الجمال ولكن لانك عزلتي نفسك عن الاندماج فى المجتمع واخترتي القيود على الحريه اخترتي ان تكوني مقيده حبيسة شوال من السواد ثم اعتقادك بان هذا الفعل هو الصواب ولكنك خاطئة سيدتي فالحرية هي أيضا فطرة طبيعية للإنسان فلو خير أي انسان بين الحبس والحرية فسيختار الحرية …

لهذا كان الحبس والسجن هو احد العقوبات التي اجتمع عليها العالم لانه عقوبة مؤلمة وسرالالم يكمن فى كونها منافية لفطرة الانسان وطبيعته .

وبالتالي اختيارك الذي تظنين انه عن اقتناع اختيار خاطئ يدمرك نفسيا وتدريجيا ويعزلك عن الاندماج فى المجتمع ويحرمك من ممارسة الانشطة المختلفه وبالتالي يجعلك عرضة لان تصابي بالامراض النفسية والبدنية ويفقدك حريتك ووجودك.

كما يحرم وجهك وبشرتك من رؤية ضوء الشمس وضوء الشمس هو احد العناصر الهامة لتوازن الانسان ومختلف الكائنات الحية , فالبشر الذين يعيشون فترات طويلة بمعزل عن ضوء الشمس يكونون عرضة للاصابة بالعديد من الامراض اهمها لين العظام نتيجة نقص فيتامين د, الضروري لامتصاص الكالسيوم .
ويعتبر ضوء ودفء الشمس هام جدا للسلامة النفسية للانسان , فهناك اكتئاب شائع يسمى باكتئاب الشتاء وهو عباره عن نوبات من الاكتئاب تصيب البعض مع قدوم فصل الشتاء وغياب الشمس وخاصة فى البلاد الباردة وينصح الاطباء المرضى بالذهاب الى البلاد المشمسه للتخلص من هذا النوع من الاكتئاب.. لان اشعة الشمس تحفز افراز هرمون السيروتونين المقاوم للاكتئاب.

— خدعوكِ و قالوا بأن نقابك يحميك من اشعة الشمس الضاره ,ولكن هذا ليس صحيحا فالضرر الذى يصيب الانسان من اشعة الشمس يمكن السيطرة عليه عن طريق وضع كريمات الوقايه من الشمس والبعد عن التعرض للشمس بشكل مباشر في ساعات الذروة وبالتالي ستأخذين الفائده وتتركين الضرر ولكنهم أوهموك بأن أشعة الشمس ضاره بالمطلق ونقابك الأسود الذي يحبس الحرارة ! يحميك منها!! على الرغم من كونها اصل الحياة…

اذا عليك يا عزيزتي ان تفكرى جيدا فمن المستحيل ان يفرض الله عليك زي يضرك ويجعلك عرضه للاكتئاب ومختلف الامراض فكل ما يضر الانسان ليس من عند الله, فلا ضرر ولا ضرار..

ثالثاً , النقاب وقتل الرياضة واهدار الإبداع
---------------------------------------
كان لي صديقة جميلة نشيطة مثقفه منخرطة فى الكثير من الجمعيات الخيريه وتمارس العديد من الانشطه الرياضية, وفجأه قررت ان ترتدي النقاب ..
بعد ان اهداها احد الاصدقاء الذي اصبح زوجها فيما بعد مجموعة من الكتب الوهابية التي ترسخ لفرضية النقاب أو فضله, كزي ملزم للمرأة المسلمة..

وكانت النتيجة ان تركت كل تلك الانشطه الرياضية والخيرية واصبح تحركها وتنقلها صعب واهملت الرياضه لانه من الصعب ان تمارس السباحه وكرة السلة وهي مرتدية النقاب ..

فلو ساد النقاب لحرمنا من متعة مشاهدة الرياضات النسائية المختلفة مثل لوحات الباليه المائي البديعة و مباريات كرة السله الممتعة و عروض الرقص على الجليد الساحره, لحرمنا من المعارض الفنية والعروض المسرحية ومن السينمات والمسارح .. لو ساد النقاب لنعزلت مصر و حرمت من الانخراط مع العالم فى منافسات رياضية مشرفه , لحرمت من ميداليات رانيا علواني الذهبية وكأس نور الشربيني للاسكواش وجوائز فاطمة سعيد المصرية المشرفة كأفضل سبرانو فى العالم .

فقد اصبح النقاب فى حياتها بمثابة اعاقة فرضتها على نفسها ومنعتها من ممارسة الحياة الطبيعية بل حتى اخطر من الاعاقه لان ذوي الاحتياجات الخاصة ساعدهم العلم على ان يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بمساعدة الاجهزه المختلفة ولكن نقاب صديقتي شكل مانع وحاجز اقوى من الاعاقه ..

فمن المستحيل ان يكون هذا الزي الذي يحرمك من ممارسة الانشطة المفيده للبدن والنفس والمجتمع من عند الله, ففكري عزيزتي كيف سيكون شكل المجتمع قبيحاً مظلما ًو خالياً من كل اشكال الجمال والإبداع إذا ما ساده النقاب , فكري قبل ان تعيشي ما تبقى من حياتك فى ظل اعاقة اختيارية فرضتيها على نفسك !

رابعاً, النقاب والجريمة وخطورته على المجتمع
--------------------------------------------

تطالعنا الصحف كل فتره بجرائم مختلفة تم ارتكابها بواسطة النقاب لانه اشبه بستار يخفى هوية صاحبه ومن الصعب ان يتواجد فى الشارع افراد من الشرطة للسير خلف كل فرد من افراد المجتمع للتحقق من هويته..

فما الذي يمنع شخص يريد ان يطعن اخر بان يرتدي نقاب يتخفى خلفه حتى لا يثير الشبهات ثم يتربص و يطعن احد الماره فى الشارع ؟
فى تلك الحاله حتى كاميرات المراقبة الموجوده حاليا فى الشوارع والميادين ستعجز عن تحديد هوية هذا الشخص حتى شهود العيان ومن المفترض بهم ان يدلوا بمعلومات عن ملامحه ليتم البحث عنه ضمن المشتبه بهم , سيعجزون عن ذلك ..

ناهيك عن خطر النقاب على الرؤيه السليمة, فالنقاب يحد من مجال الرؤية الطبيعية مما يشكل خطورة على حياة الشخص اثناء عبوره للطريق خاصة فى ظل عدم وجود اشارات للمرور فى بلداننا وخطورته الاكبر تكمن فى قيادة السياره حيث يحد من مجال الرؤية ويعد بمثابة كمامه على الوجه تعيقه من التنفس بشكل صحيح , مما قد يعرض حياة المنقبة والاخرين للخطر اثناء القيادة , لهذا منعت بعض البلدان الاوروبية المنقبات من قيادة السيارة , وهنا قد حرمت المرأة نفسها بتمسكها بالنقاب من وسيلة حديثه تمنحها أحد اهم حقوقها الطبيعية كأنسان الا وهو حرية التنقل .

اذا النقاب يسهل التخفي ويعد عامل مساعد لارتكاب الجرائم والحوادث ولهذا يعد احد الازياء الضاره و المهدده للفرد و للمجتمع .

خامسا النقاب ونظرة المرأة الدونية المحتقره لذاتها
----------------------------------------------
لعل اكبر التشوهات التي اصابت مجتمعتنا هي نظرة المرأة لنفسها ولشريكها

فالمرأة العربية برمجت لتنظر لنفسها على اساس كونها مخلوق ادني فهي عورة وحلوى و جوهرة والاخر وهو الذكر الذي من المفترض ان يكون مكمل للمرأة يرى نفسه على اساس كونه حشره أي ذباب يجتمع على الحلوى او حيوان مفترس بلا عقل تحركه شهواته .

تلك النظرة الغير سوية التي برمجنا عليها ساعدت فى نشر العديد من الامراض المجتمعية و شوهت العلاقة الطبيعية بين قطبي المجتمع المرأة والرجل لانها وضعتهم فى منزلة ادنى من منزلة الحيوان , ولا يمكن لمجتمع سوى ان يتقدم وينتج فى ظل تلك العلاقة المريضة المشوهه .

كيف للمرأة وهي نصف المجتمع ان تنظر لنفسها كجماد ! فسواء اكانت حلوى او جوهره فهي جماد أي فى منزله اقل من الانسان بل من الحيوان ايضا !!
ولهذا تجد المجتمعات المختلطه منذ الطفولة والتي ينظر فيها الفرد لنفسه ولأمه بشكل انساني راقي , علاقة الرجل بالمرأة فيها علاقة سوية ولن تجدها تعاني من امراض التحرش ولا من النظرة الدونية للمرأة بنفس القدر التي تعاني منه مجتمعنا , الذي تمت برمجة افراده وتنشأتهم على ان وظيفة المرأة تنحصر فى كونها فريسة جنسية ووظيفة الرجل هي الافتراس!

انفضي عزيزتي عنك تلك الافكار المشوهه فأنت انسان مانح للحياه واكثر من نصف المجتمع لانك من تربي النصف الاخر ولا تقلين عن الرجل فى أي شئ بل تزيدين عليه بكونك حاملة ومانحة الحياه , لست ضعيفه او فريسة وليس الرجل بحيوان مفترس كما زرعوا فى عقولنا..
تنمية وترقية الاحترام المتبادل والمشاركة بين الجنسين هي الخيار الصحيح للمجتمعات السوية , فكفي عن النظره الجنسيه الدونية لذاتك وانخرطي فى المجتمع كعقل قبل ان تكوني مجرد لحم مغلف يخشى الذباب!

سادسا , النقاب لا يناسب بيئتنا
-----------------------------

النقاب زي مناسب تماماَ للبيئة التي قدم منها فهو يحمي البدوي الذي يعيش فى الصحراء من الرمال التى تحركها العواصف فكان وسيلته لحماية فمه وانفه وعيناه من الاتربه , حتى الرجل البدوي الذي يعيش فى الصحراء يتنقب ويغطي وجهه هو ايضا أي انه زي مناسب تماماً للبيئة التي قدم منها ولا يناسب البيئات الاخرى بالضرورة…

و قد يناسب فصل من الفصول أو ظرف من الظروف دون الاخر و فقد يلجأ المتواجد فى مصر ذكر كان او امرأة للتلفح بشال واخفاء الوجه اثناء فترات هبوب رياح الخماسين المتربه حماية لوجهه ثم يخلع نقابه عندما يكون فى مأمن . ..

و قد يكون مقبولا لشخص يعاني من مرض او تشوه فى وجهه ان يخفيه أما ان يكون التخفي فرض ديني مقدس فهو غير معقول !

فالنقاب عادة مجتمعية وليدة البيئة التي نشأت فيها فى الصحراء النجديه ثم اكسبوها القدسية وحولها لفرض ديني وصدروها لبقية بلاد المسلمين ..

ومن غير المعقول ان نستورد عادات لا تناسب بيئتنا وطبيعة مناخنا , فطقس مصر حار وارتداء السواد لا يتناسب مع الجو الحار , حيث يعمل على تجميع الحراره ورفع درجة سخونة الجسد كما يمنع التهوية الطبيعيه ويشعر صاحبته بالضيق ويساهم فى افراز العرق وغيره من الروائح الكريهه ..

تخيلي مثلاً لو ان الإسلام قد ظهر في صحراء سيبريا المتجمدة حيث يرتدي سكانها الفراء على رؤوسهم ووجوههم لحمايتهم من الثلوج فهل كنتي ستصرين على اراتداء الفرو فى طقس مصر الحار وتعتبرينه زي مقدس ؟

سابعا , النقاب ضد حقوق الانسان
---------------------------------

عل الرغم من كون حرية العقيدة احد الامور المنصوص عليها فى ميثاق حقوق الإنسان العالمي حيث منح الانسان الحق فى ان يمارس معتقده بحرية تامة , الا ان اظهار الرموز الدينية كالحجاب والنقاب و الصليب وكذلك ممارسة الشعائر فى غير الاماكن المخصصه اعتبرته بعض الدول الأوروبية مخالف لعلمانية الدولة وعلى رأسها فرنسا حيث منعت النقاب تماماً فى الشوارع والاماكن الحكومية اما منع الحجاب وكافة الرموز الاخرى فقد اقتصر على المدارس وعلى العاملين فى المنشات الحكومية التابعة للدولة…

ولكن اليس هذا يحد من حرية الانسان فى الاعتقاد ؟

سؤال شائك ولكن لو نظرنا ملياً فى المجتمعات متعددة الاديان سنجد ان اظهار الرمز الديني قد يساهم فى نشر الحساسيات فلا زال الدين فى نسخته الاصولية اكبر الحواجز التى تعزل الانسان عن اخيه الإنسان ..

فنجد مثلا المسلم يكفر الغير مسلم ويرفض مصافحته او معايدته واليهودي يظن نفسه مختار من الرب والمسيحي يرى نفسه على صواب والباقي على خطأ , لا زال المعتقد الديني يدعي امتلاك الحق المطلق ويحاول تمييز نفسه عن الاخرين بالزي الخاص و مجرد ظنه انه يمتلك الحقيقة المطلقه يجعله ينظر للاخرين باحتقار وتعالي ..

و فى ظل العلمانية كنظام يسعى لاندماج الجميع بمختلف ثقافتهم واطيافهم الدينيه وانصهارهم فى بوتقة المجتمع حيث لا فضل لعربي على فرنسي ولا فضل لفرنسي على فارسي الا بالعمل والاجتهاد والسعي والانتاج والرقي الإنساني ..

فهي تسعى من اجل ذلك الى تحجيم مظاهر التدين ليكون الدين فى قلب الانسان يمارس فى نطاق دور العباده والاماكن المخصصه له ويساهم فى تقويم سلوك الانسان وايقاظ ضميره ولكن للاسف تظل المعتقدات التي لم تمر بمرحلة المراجعه الفكرية مثل الإسلام والتي اختارت النسخة الاصولية لتسود , غير قاده على استيعاب هذا المفهوم الانساني الراقي .

الذي يسعى لازالة الحساسيات الطائفية داخل المجتمع والحد من انتشار التدين الشكلي والمظهري على حساب التدين الجوهري بالضرورة ..

ولهذا وتحت شعار العيش معاً , أقرت وأيدت المحكمة الاوروبية العليا لحقوق الإنسان منع فرنسا للنقاب لانه يمس انسانية المرأة ويشجع على العنصرية والطائفية التي تضرب وحدة المجتمع .

اما في مصر الجميلة قبل ان يسود القبح , كان من الصعب ان تميز بين ليلى مراد واسمهان , بين ماجده الصباحي المسلمة وسناء جميل المسيحية وفيكتوريا كوهين اليهودية كانوا جميعهم سواء فعندما ترتفع الإنسانية ينخفض التدين القشري المظهري.

وعلى الرغم من وجود رموز ومدارس وفلاسفة مسلمين امثال المعري وابن رشد وابن عربي وتأثيرهم القوي فى الحضارة الانسانية , فمثلا هل تستوي تلك الكلمات الإنسانية الراقية لابن عربي
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي

إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقد صار قلبي قابلا كل صورة

فمرعى لغزلان، ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طـائـف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنى توجهت

ركائبه.. فالحب ديني وإيماني.

ابيات تفيض بالإنسانية والتسامح ..

وفيما يخص المرأة ذهب أبعد من ذلك في توقير المرأة واحترامها حيث يقول ابن عربي إن الذات الإلهية مؤنثة وإن التوحيد مذكر ويستطرد قائلاً ليؤكد عظمة التأنيث وقدسيته فيقول : ( -;-إن الله نهانا أن نتفكر في ذات الله وما منعنا من الكلام في التوحيد , وهذا يعني قدسية الذات المؤنثة التي لا يجوز أن يطالها الفكر . وعدم قدسية التوحيد المذكر وإباحته بالتالي للكلام -;-) .
ويذهب أبعد من ذلك فيقول : ( -;-كن على أي مذهب شئت فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدم حتى عند أصحاب العلة الذين جعلوا الحق علة في وجود العالم والعلة مؤنثة وإن شئت قلت القدرة فالقدرة مؤنثة أيضاً -;-)

مع كلمات ابن تيميه القبيحة المفرقة بين البشر ؟ حيث ينادي :

بوجوب إهانة غير المسلم وإهانة مقدساته، و يقول [ كل ما تم تعظيمه بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب قصد إهانته ]. الجزء الأول ص535 من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم…..يعني تهين الكنيسة لأنها مما يعظمه المسيحيين. وتهين الصليب لأنهم يعظمونه، وتهين أعيادهم.. الخ

المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك [ مجموع الفتاوى ج 28 ص 118 ].
• الكفار لا يملكون مالهم ملكا شرعيا ولا يحق لهم التصرف فيما في أيديهم.
• والمسلمون إذا استولوا عليها فغنموها ملكوها شرعا لأن الله أباح لهم الغنائم ولم يبحها لغيرهم. [ الجزء السابع ص 34 المرجع السابق ]

اما موقف ابن تيمية من المرأة فهو موقف عدائي يضعها دائما فى درجة ادنى من الرجل و يمكن تلخيصه فىجوابه عندما سؤل هل سترى المرأة الله يوم القيامة ؟ ففكر ملياً ثم اجاب نعم ستراه ولكن بشكل اقل من الرجل !!!!!!!!!

فلماذا عزيزتي استبدلتي الطيب بالخبيث ؟

لماذا اخترتي اتباع ابن تيمية الذي يرى الله عنصرياً قبيحاً وتعد فتاوية وقوداً للكراهية والارهاب وتركتي امثال ابن رشد وابن عربي الداعين الى المحبة والمساواة والتسامح ؟؟؟؟

ثامناً, النقاب والنظرة المشوهة للإله
---------------------------------
لن ابالغ إذا قلت لك بأن النظرة السوية للإله قد غيرت وجه اوروبا بل وتاريخ ومستقبل البشرية كلها
فقد كانت على رأس الاسباب التي دفعت المفكر الإصلاحى الكبير مارتن لوثر الذي يعد علامة من العلامات الفارقة فى تاريخ اوروبا بل فى التاريخ الانساني, وذلك لإصلاحه للخلل الذي اصاب العقيدية المسيحية طوال عصور الانحطاط الوسطى المظلمة , ومساهمته العظيمة فى اخراجها واتباعها من النفق الكئيب المظلم لتلك العصور , لنور الحياة و التسامح والحرية وكل ما تلى ذلك من طفرة انسانية وعلمية غيرت وجه العالم .

حيث كان يعاني نفسيا من تلك النظره التشاؤومية السوداء للإله شديد البطش و العقاب, إله التهديد والوعيد , إله العبوس والتهجم , إله يفرض عليك ما ينافي طبيعتك ويجعلك تسير ضد فطرتك وتغيب عقلك وتمضي حياتك تعاني وتتألم فسبيل ارضاءه ..

دفع الفزع لوثر ورفضه لتلك النظرة الخانقة الكئيبة , إلى وضع الاسس لقراءة مغايره للنص الديني قراءة ابجالبة نصفت الإله, ليتحول من المنتقم الجبار شديد العقاب الى المصطلح المسيحي الرائع الله محبه.

نظرة الانسان الى إلهه هامه جدا لسلام الفرد وثقته بذاته وامكانياته فعندما تغيرت للارقي تغير معها مصير العالم بأكمله ..
فكيف يا عزيزتى تتصورين الله يسعى لتعذيبك ويجعلك ترتدين الاقمشة الخانقة السوداء فى عز الحر ويحرمك من حياتك الإنسانية بل من انفاسك الطبيعية ويعزلك عن مجتمعك ويجعلك حبيسة منزلك لا تنخرطين فى النشطات العادية الا بصعوبة وعذاب كيف تتصورين الله بهذا القبح وهذه السادية ؟

كيف تعبدين وتتقربين من إله بهذا القبح الذي صوره لك من اقنعك بالنقاب ؟

يا عزيزتي لعل الجمله الغائبة الاشهر فى الاسلام التي يمكن البناء عليها كما بنى مارتن لوثر المنهج المسيحي الجديد الذى اصبح متصالح مع الانسان والعالم هي الله جميل يحب الجمال.

نراه فى كافة مظاهر الجمال , في الملابس الجميله النظيفة , في الحدائق المزهره , في الالحان المميزه, في الرقصات المبهجه , في اللوحات الفنية البديعة , في الابتسامة الصافية , في الشوارع النظيفة المنظمة , وحتى عندما نرى شئ جميل وننبهر به نهتف بشكل تلقائي الله , هكذا هو الله كما يجب ان يكون فى الاسلام لا تلك الصوره المتجهمه التي رسخها ابن تيمية واتباعه لإله شديد العبوس و البطش يهوى تعذيب خلقه والتفرقة بينهم ويفرض عليهم ما لا يناسب ما فطرهم عليه..

تلك النظرة التي تنتج الارهابيين حيث يتقربون إلى الله بالقتل والكراهية والدماء ..

ياعزيزتي من اقنعك بتلك الصوره المقززه القبيحه الغير عادله هو ابعد ما يكون عن الله .

تاسعاً, النقاب وثقافة الموت
--------------------------
ثقافة الحياه هى الثقافة التى تقدر الحياة وتنظر لها كمنحة للإنسان عليه ان يعيشها بكامل تفاصيلها ويبدع فيها وينسجم مع مكونتها ويتعلم منها ويتطور ويرتقي ..

فالسعادة والبسمة والالوان والبهجة والاختلاف والتناغم مع الطبيعي والتعارف والتلاقي بين مختلف الاعراق والشعوب و احترام الانسان والحيوان و دراسة الكون وتسهيله وتيسيره وتطويره فى رحلة شاقة و ممتعة تسمى الحياة ..
ولكن نظرة المسلم السلفي لتلك الرحلة نظرة تشاؤومية شبيهه بنظرة المسيحي فى العصور الوسطى المظلمة حيث لا يرى فى الحياة سوى كونها معبر للعالم الاخر أي يرى الحياة مجرد طريق إلى الموت لا إلى الاكتمال و الترقي ..

فتجده يحارب كل مظاهرها , يحارب الموسيقى , يحارب الفن , يحارب الجمال , يحارب الإبداع ,يحارب الاخر, يحارب العقل , يبث القبح والكراهية عندا فى الحياة ..

تغيرت تلك النظرة الاصولية الكارهة التي سادت في العصور الوسطى حيث كان المسيحي الاصولي فى تلك العصور يرى الحياة كما يراها السلفي المسلم على كونها شر يجب محاربته .

وتحطمت تلك النظرة السوداوية عندما تحطم تصوره السلبي عن الإله فتناغم مع طبيعته وفطرته وانخرط فى الفن والابداع وحطم سجون عقله وقرر ان يخوض تجربة الحياة بكافة تفاصيلها
فعندما غير نظرته لذاته غير معها مصير البشرية ..
فنفضي عنك ثقافة الموت يا عزيزتي فلم نوجد فى هذه الحياة كي نسعى للموت ولكن كي نعيش تفاصيلهاونتعلم منها ونرتقي فيها لنكتمل بموتنا وتلك هي خلافة الله على الارض ..

فغريزة البقاء وحب الحياة فطرة ورسالة الله الموجود فى اعماقنا و ذواتنا الإنسانية والتي يجب ان نحترمها ونتناغم معها .
فلا تسمعي سيدتي للخطب التي تعتمد على اخافتك من الموت لتفرض عليك ثقافته فما دمنا احياء فنحن محكومون بثقافة الحياة لا الموت.

عاشراً, النقاب ليس حرية الشخصية
----------------------------------
يحاولون اقناعك بأن النقاب حرية شخصية تحميها قوانين حقوق الإنسان

ولكن هذا ليس صحيحا فعندما اقول ان النقاب حرية شخصية تماما كما اقول ان ضرب الرجل لزوجته مثلا حرية شخصية

فما علاقة الاتنين ببعضهما ؟

العلاقة وطيدة فضرب الرجل وتعنيفه وسوء معاملته لزوجته يعد جريمة فى حقها يعاقب عليها القانون في فرنسا عقاب مشدد يصل الى السجن 7 سنوات ..
وجريمة فى حق المرأة بشكل عام مختلفة عن بقية انواع الاعتداء لان من يمارسها يحمل ارث ذكوري مشوه يحاول عن طريقة فرض سطوته وسيطرته على المرأة لتصبح مجرد تابع وخاضع له , يسلبها حريتها و كرامتها وادميتها ..

وهذا تماما ينطبق على النقاب فالنقاب ما هو إلا زي ذكوري يهدف لاخضاع المرأة وجعلها من الممتلكات التي يجب اخفاءها عن الاعين تماما كتشبيههم الشائع بالحلوى والجوهره وغيرهم من التشبيهات المهينة وهي فى حقيقة الامر لا تتعدى كونها سياره ملاكي مخصصه لركوب الزوج ثم الاحتفاظ بها مغطاه فى الجراج لحين الاستخدام .
كما يجعلها عرضه للكثير من الامراض النفسية والبدنية كأي انسان يتعرض للقهر فترات طويلة من حياته ,اذا النقاب ليس حرية شخصية فالقهر الممارس ضد المرأة والمتجسد بفرض هذا الزي الشبيه بالاعاقة المستديمة ليس حرية شخصية ..

ولكن هناك من سيقول لي انها ارتدته عن قناعة , لا يعزيزي هي لم ترتديه عن قناعه ولكن عن وهم اوهموها ان ما تعبده هو اله سادي يريدها ان تتقرب منه بإيزاء نفسها وانعزلها طوال حياتها فى خيمة سوداء وبهذه الطريقة تنال رضاه..

تماما كما يقنع الزوج زوجته التي يضربها بأنه يمارس هذا السلوك لانها يحبها ويغار عليها ويريد تقويمها ولهذا فإن اغلب النساء اللواتي يتعرضن للإيزاء البدني والنفسي من الزوج لا يبلغن عنه بل العكس قد يدافعن عنه ويرفضن الابلاغ او يلجأن الى المصالحه رغم تكرار السلوك .

لهذا تجد فى الغرب فريق كامل من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين مهمتهم اقناع المرأة انها ضحية ودفعها للإبلاغ عن زوجها, او دفع المقربين منها للابلاغ بدلاً عنها لانها قد تكون واقعة بشكل كامل تحت تأثير الزوج وسطوته وتلجأ لحمايته رغم كل الاذى الذي يصيبها منه .

وعلى هذا الاساس فالنقاب حتى ولو كان ارتداءه دون اكراه فهو زي يرمز لاهانة المرأة والتحقير من شأنها واخضاعها للفكر الذكوري وتعذيبها وسرقة عمرها باسم إرضاء الله , زي يعيق ويحجب نصف المجتمع عن المشاركة البناءه فيه ويحولها لمجرد متاع للرجل , فكيف سيتقدم مجتمع ونصفه مغيب ؟ كيف ستربي اجيال سليمة وهي تعاني ؟

النقاب ليس مجرد زي ولكنه جريمة في جق مجتمع بأكمله , ويجب ان تتضافر كافة الجهود لمواجهته وتجريمة ومد يد العون والمساعدة للمرأة المنقبة بوصفها ضحية من ضحايا… القهر المقدس.