الطرحة!



عادل عطية
2016 / 5 / 30



إذا كانت كل عروس تحلم بفستان الزفاف الأبيض، الذي يجعلها أميرة جميلة من أميرات الأساطير، فإن الجزء الذي يكمل الحلم هو الطرحة، التي تمثل أهمية كبيرة لمظهرها كعروس متألقة، وكرمز يحمل معنى نقاءها، وبراءتها، ورغبتها في بدء حياة جديدة نقية!
وكم من طُرح بألوان شتى، يفوقها اللون الأسود، وتستخدمه المرأة المصرية، ستراً، ورمزاً للحشمة، والوقار، والفخامة!
هذه الطرح، ننزعها من جمالها، وعظمتها، في كثير من الأحداث المخزية، ونريد أن نخلعها على الذكور الذين لا يملكون النخوة والشهامة، محاولين اهانتهم، بينما نحن نُكرّمهم في الحقيقة، ونهين المرأة في آن!
فالمرأة هي الوجه الثاني للإنسان!
وليست: سبة!
فثمة قبائل نسبت لنساء، مثل: "قبيلة بني عذرة"، التي اشتهرت بالحسيّة والغزل؛ حيث قالوا عن أنفسهم: "نحن من قوم إذا أحبّوا ماتوا"!
وهناك الكثير من النساء الفضليات اللاتي هن أكثر رجوليّة ـ بمعنى الشجاعة، والمروءة ـ في مواقف كثيرة، نجدها تُعين فيها أصحاب المصائب على مصائبهم!
فقد ذكر مصطفي أمين في كتابه: "سنة أولى سجن"، أن سكرتيرة مكتبه، كانت من السيدات اللاتي كن مهمومات بقضيته، في وقت كان التعاطف مع المعتقلين، كمن يلقي بنفسه في آتون الجحيم!
وماذا عن نساء كثيرات، في قرانا، ونجوعنا الطيبة، عاملات مكافحات، بينما رجالهن قابعين في البيت، كأنهم في دار للرعاية!
فلا تهينوا الطرحة، ولا تهينوا المرأة، من أجل اهانة ذكور لا رجال!...