فَرملوا شهواتكم



زهير دعيم
2016 / 7 / 1




تناقلت المواقع الالكترونيّة وشبكات التواصل الاجتماعيّ خبر الاعتداء السّافر على زوج وزوجته من عرب الداخل في وسط مدينة نابلس الفلسطينيّة، من قبل شباب كُثُر بحجّة انّ المرأة تلبس تنورة قصيرة بعض الشيء !!!
تنورة .... نعم تنورة ..فالمرأة " المُجرمة" تلبس تنورة، فلم يُعجب هذا الأمر اولئك "البشر" فهمّوا بل اعتدوا على زوجها وعليها دفاعًا عن الشَّرَف وعن الله !!!
ونسي هؤلاء القوم أنّ الشَّرف غير منوط ابدًا باللباس ونوعه وقصره وطوله ، فهناك من تفعل الفحشاء وهي تتغطّى حتى اخمص القدمين.
ثمّ ان هذا الامر هو حريّة شخصيّة – رغم انني اميل الى اللباس المقبول والمعقول – فلتلبس المرأة ما تشاء شريطة ان تحافظ على الذوق العامّ ، فهي أوّلًا وأخيرًا لها رأيها وحريّتها ولها زوجها الذي يوافقها الرأي والذوق ، وأنت أخي الأنسان أيًّا كُنْتَ بمقدوركَ ان تنظر وتُمتِّع ناظريْكَ!!! وبمقدورك أيضًا ان تغضَّ الطَّرْفَ مثلي وتمرّ وكأن شيئًا لم يكن، وفي كلّ الحالات عليك فرملة شهواتك وكبتها ، وهُنا يظهر ايمانك وعفافك وانضباطك ومخافة الله في داخلك والقدرة على كسر جموح الشيطان الذي يتجلّى بعربدة الشهوات فينا.
غريب أمرنا نحن الشرقيين ، فالمرأة مُذنبة في كلّ الاحوال ، فلباسها القصير نوعًا هيَّجَ غرائز الرجل فيروح " المسكين" يتحرّش بها، ونروح نحن نجد له التبريرات ..إنّها هي ، فقد اظهرت هذه أل....بعض مفاتنها ، انّها السبب والمُسبّب .
أترى ان الأمر صحيح ؟ أم انّ عقليتنا الضّاجّة بالجوع الجنسيّ هي السبب ؟ فلماذا اذًا لا يفعلها الغربيّ والنساء هناك بالشورطات؟ ..ثمّ ان كان الامر كذلك فلماذا تتبوأ مصر ودولنا العربية قصب السَّبق في دنيا التحرّش الجنسيّ في العالم ، واللباس هناك على ما هو عليه؟!
ان الخلل ليس بالمرأة بل في عقليتنا المريضة وانفلاتنا ونظرتنا الدّونيّة الى المرأة.
ويبقى السؤال هو : ما الحاجة اذن وبعد هذا العمل ان نتسوّق من هناك و "حُسن الاستقبال " هذا يتكرر " ؟
وما الحاجة الى تبذير 200 شاقل ثمن الوقود لنعود ببضاعة قد نشتري افضل منها هنا من الداخل ، واكثر ضمانة وبنفس السعر وبأكثر كرامة ولا تنورة ولا يحزنون ؟
قد اكون مخطئًا ..فاعذروني !!!!