عرض التمثيل الصامت قطف القاصرات محاولة لإثارة ركود الوعى المجتمعى لقضية زواج القاصرات

تتلوث دولنا العربية بخطيئة اجتماعية مشينة للانسانية وهى زواج القاصرات، ويحيا فى ثنايا انفاسنا انين هؤلاء القاصرات ودموعهن، بينما نحيا نحن البعيدين عن تاثير تلك الازمة فى حياتنا الخاصة، بلا سمع ولا شعور ولا استجابة لاستغاثاتهن، فهن قليلات الحيلة حتى فى صراخهن للتعبير عن ويلاتهن.

لذا قررت ان اقوم بتصميم هذا العرض بصورة صامتة لتحاكى صرختهن الصامتة ايضا، والتى وإن اطلقوها للاقت نفس صدى الصمت، وكأنهن لا يتحدثن، لا يصرخن، ولا يستغيثن، وهذا العرض هو بمثابة صرخة فنية بدلا عنهن، بل وعن كل انسان قاصر عن حماية حقوقه كذلك، ساعية فيه الى توصيل رسالة هؤلاء المظلومين والمظلومات الى كل مشاهد يحضر هذا العرض او حتى يشاهد صورة من صوره، فلقد اعتمدت فى تصميمه على تكوينات شكلية رمزية تواصل رسائلها للمتلقى حتى تصل ولو عن طريق صورة منقوله عن العرض، وليس من يشاهد العمل مباشرة من خلال خشبة المسرح فقط.

واتوق فى هذا العمل الى تحقيق اكبر تأثير فنى انسانى بصورة جديدة تحدث المشاهد عن اوجاع هؤلاء بلغة موسيقية معبرة جسديا، ليدرك ما فى باطن الامر من تشوه انسانى يحدث لهؤلاء الفتيات بأسلوب مختلف فى مناقشة تلك القضية فنيا، وبهذا الاسلوب احاول ان اُطلع المشاهد على اعماقهن التى تتمزق وكايناتهن التى تقطف كالورود، فهن يحيين بعد هذا الزواج كالورود الميتة فى يد من يتجمل بها ويحاول ان يسيطر على رحيق طفولتها ليتعطر ببذرة شبابها.

فتلك الانثى المقطوفة من حقل طفولتها، تتحول حياتها من طفلة تلعب "بعروسة لعبة" الى عروسة فى الواقع تتلاعب بها غرائز رجل كبير والذى ربما يكون كهلا، وما بين هذا وذاك اُحدِّث المشاهد عما تمر به هذه الانسانة، هى والمحيط الذى يسمح لها بحدوث ذلك ويعززه.

وحيث أن تلك القضية المأساوية لها وجهان وهما (وقوع حدث الزواج نفسه) و(تجاهل هذا الحدث والجهل به)، فكان قيامى بتصميم وتقديم ذلك العرض بالنسبة لى هو بمثابة مساعدة لهؤلاء الفتيات لصفع احدى اوجه تلك القضية، وذلك بتعريف المشاهدين بمأساة قضيتهن واحشاء نفوسهن الممزقة ومستقبلهن المفقود، فجهلنا بهذا الامر هو غطاء اضافى منا لستر عورة هذا الظلم الواقع عليهن، وبالتالى فإن وصلت حقيقة معاناتهن الى جمهور العمل، فسيكون ذلك كزرع بذار تغيير مجتمعى فى نفوس كل من حضَر لمواجهة هذا الظلم الواقع على هؤلاء الصغيرات، وكذلك اى ظلم واقع على الانثى عموما، حيث التعريف النفسي للحاضرين بأعماق نفوسهن، وذلك بكشف الظلم امامهم وتوليد حافز الرغبة لديهم فى مواجهة ما تواجهه هؤلاء القاصرات.

واتمنى واتوقع ان يكون للعمل تأثير خاص فى واقع الحاضرين بحسب ما يقود العقل الباطن كل منهم، بدءا من تنفيذ المواجهة الفنية بين نفسية المتفرج وتأثير الم الظلم الذى شاهده فى العمل ورفضه بكل نفسه، فالعقل الباطن هو ما استهدفه بشكل مباشر للمتلقى، مما قد يساعد على تغيير سلوك المتفرج، فبقدر خزين الانفعال والتفاعل فى العرض بقدر ما يتعامل مع مظاهر تلك القضية فى واقع يومياته.

هذا العرض التمثيلى الصامت يقدم فى مزيج من الحان الموسيقار بليغ حمدى والموسيقار ياسر عبد الرحمن ومعهما ابداعات لفنانين جدُد من بينهم الفنانة دينا الوديدى، بتعبيرات تمثيلية خالصة، يٌقدم بتكنيك جديد فى المسرح الصامت بعيدا عن اسلوب عروض المايم والبالنتوميام والرقص.

وللتعريف اكثر بكواليس تصميم عرض قطف القاصرات واسباب تنفيذه يرجى مراجعة هذا المقال
"لماذا أُقدِّم عرض التمثيل الصامت قطف القاصرات"
لينك المقال
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=525192

ابطال العمل
*******

عرض قطف القاصرات من تمثيل: مارى جرجس، حسام رضوان، هبة امام، محمود حازم، احمد قطب، مينا نادى، فيلوباتير طارق، دانى ناجى، إيرينى سمير، تنفيذ مكساج: جون جورج، تنفيذ اضاءة: احمد دياب، دعايا: إيرينى سمير، بلاى باك: اندرو عريان، ادارة كواليس: دانى ناجى، مينا منصور.

قصة وتصميم واخراج
إيرينى سمير

تم تقديم عرض التمثيل الصامت قطف القاصرات للمرة الاولى فى 2 ابريل 2016 على مسرح مكتبة الجديدة

وسيتم اعادة تقديم العرض قريبا
يوم الجمعة 29 يوليو 2016 الساعة الثامنة مساء على مسرح مكتبة مصر الجديدة، لينك الايفنت على الفيسبوك للتواصل

عرض التمثيل الصامت قطف القاصرات
https://www.facebook.com/events/201225130275849/

وصفحتى الخاصة بكتاباتى واعمالى الفنية على الفيسبوك
Ereiny Samir Writings and Artworks Page
https://www.facebook.com/Ereiny-Samir-Writings-and-Artworks-Page-676897835779586/?fref=ts

وصفحة الفريق
YouSpeak Team
https://www.facebook.com/YouSpeak-Team-

إيرينى سمير حكيم