فى مسالة خطف الفتيات القبطيات



مجدي جورج
2005 / 12 / 20

تعليق على برنامج الحقيقة بشان اختطاف القبطيات
شاهدت برنامج الحقيقة على قناة دريم والذي أذيع خلال هذا الأسبوع على قناة دريم 2 بالتلفزيون المصري والذي تناول بالمناقشة قضية اختطاف الفتيات المسيحيات وقد أثار هذا البرنامج بداخلي العديد من المشاعر إثناء سماعي هذا البرنامج :
أولا مشاعر الغضب وذلك راجع إلى :
1 إصرار التلفزيون المصري على استضافة الأستاذ جمال اسعد في اى برنامج يناقش اى قضية تمس المسيحيين فإذا كان التلفزيون المصري يريد مناقشة صريحة لأوضاع المسيحيين فلماذا يصر على الإتيان بهذا الرجل الذي لا يجيد إلا المقاطعة وقذف من يعترض عليه بتهم كالعمالة والاسترزاق والتخوين؟
وهل التلفزيون وصل لقناعة معينة إن الأستاذ جمال يمثل وجهة النظر المضادة لوجهة نظر الأقباط ولذا يستضيفه في كل ما يخص الأقباط لكي يفحمهم ويرد عليهم ؟
والآن تعودنا إن نرى إصرار المتحدثين والمذيعين في اى برنامج تلفزيوني على ضرورة توثيق كل هذا الكلام الذي يقول به الأقباط وهذه مقولة حق يراد بها باطل ففى الدول الشمولية التي يتؤاطى فيها الأمن في بعض المواقف لا يستطيع احد إن يوثق شئ مهما حاول وإلا فانه سيتعرض لتهديدات لا قبل لإنسان بتحملها وخير مثال ما حدث بعد دخول القوات السورية إلى لبنان واختفاء العديد من اللبنانيين الذين لم يتوصل أهلهم إلى شئ ولم يستطيعوا توثيق شئ لولا خروج السوريين واختفاء أجهزة المخابرات السورية العاملة في لبنان فتكشف كل شئ بعدها من مختفين في السجون السورية ومن مقتولين ومدفونين في مقابر جماعية وسيحدث هذا في مصر وسيتعرف أهل كل فتاة خطفت وأرغمت على الإسلام ملابسات هذا الأمر ومكان ابنتهم بعد إن تفتح كل الملفات ويرفع امن الدولة يده عن ملف الأقباط .
2 مشاعر الغضب والحزن على :
_ ما وصل إليه حال الأستاذ جمال اسعد فصدقوني انه ليس عميل كما يحاول الكثيرين اتهامه وليس باحث عن دور يلعبه ولكنه للأسف مغيب لازال يصدق الإعلام المصري الذي غيبنا وغيب الكثيرين وجعل الكثير من الأقباط والمسلمين لا يصدقون ما يقوله أقباط المهجر عن ما يتعرض له الأقباط في مصر ودليل تغييبه هو لجوئه إلى الاستعانة بما جاء بجريدة الشعب باعتبارها مرجعا ومصدرا يستند إليه في اتهامه الذي وجهه إلى الأستاذ موريس صادق .
_كذلك حزني على جمال اسعد لما وصل خياله بتصوره إن الولايات المتحدة تحاول تهجير المسيحيين من مصر عن طريق الهجرة العشوائية التي تستخدمها وتختار من خلالها المسيحيين فقط للهجرة إليها متناسيا إن مصلحة أمريكا قبل اى مصلحة مجموعة أو دولة أخرى وهى للان تجد في مصر من يحقق مصالحها كالنظام القائم أو الإخوان المسلمون القادمون بقوة إلى البرلمان والتي تحاول إن تفتح معهم حوار مباشر بينما الأقباط لازالوا بعيدين عن كل هذا .
_ أيضا محاولة إلقاء جمال اسعد المسئولية والوزر على المسيحيين في مصر نتيجة اى محاولات تنصير تتم في الجزائر أو في غيرها من البلدان الإسلامية فهل يسأل عليها مسيحيي مصر ويعاقبوا بسببها وتخطف فتياتهم ام إن منطق الإسلاميين القائل إن المسلم الباكستاني والجزائري اقرب إلى لقلب الإسلاميين من المسيحي المصري قد أصابك بأستاذ جمال ايضا ؟
_ أيضا حزني على الأستاذ جمال بسبب محاولته إلباس الباطل ثوب الحق في قوله إن هذه الحالات ليست اختطاف بل اختفاء وبرغم تأكيد أم المجني عليهما إمامه إلا انه لم يراعى مشاعرها وقال أنها مجرد علاقات وحب بين الشباب وزعم انه يجب إن نسال هؤلاء الفتيات بعد إن يصل البوليس إليهم إذا كانوا مرغمين على الإسلام ام إنهن ذاهبات برغبتهن متناسيا ما قد يتعرضن له خلال فترة غيابهن من مسح مخ وضغوط وتهديدات لا تستطيع الفتاة إن تفلت منها إلا بالقول أنها ذهبت برغبتها للإسلام .
ومتناسيا أيضا إن معظم هؤلاء قصر والقانون يجرم خطفهن لذا يتم إخفائهن حتى يتممن السن القانونية حتى لا يقال إنهن مرغمات .
ثانيا مشاعر الإعجاب بهذه السيدة الشجاعة التي لجأت إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لاستعادة بناتها ولم يهمها القيل والقال والفضيحة كما يفعل الكثيرين فهي تعلم إن بناتها مرغمين ومجني عليهن ولابد من الجهاد بكل السبل لاستعادتهن مهما كلفها الأمر وكنت قد كتبت مقالة بعنوان الارتداد وسنينه منذ اقل من سنة حول ضرورة جهاد كل أسرة يختطف اى فرد منها بكل السبل وعدم تركهم فريسة سهلة للذئاب لان غالبيتهم مختطف أو مغرر به ويريدون العودة باى وسيلة فلنمد يدنا إليهم ولا نتركهم ,والحمد لله ها قد جاء الزمان والوقت الذي نرى فيه أم تطبع صور بناتها وتوزعها في كل الشوارع وتظهر بالتلفزيون متمسكة بحقها في استعادة بنتيها المختطفتان .
أقول لهذه السيدة والى كل قبطي يبحث عن حقه استمر فلن يضيع حق وراءه مطالب والحقوق لا تعطى في عالمنا هذا بل تنتزع .
ثالثا مشاعر الدهشة وعدم التصديق التي انتابتني لاتصال الرئيس مبارك بمقدم البرنامج واهتمامه بهذا الأمر ومطالبته بضرورة فتح هذه الملفات ومصدر الدهشة هو :
_ هذا الاهتمام الذي نشكر عليه الرئيس ونتمنى إن يكون فاتحة خير لاهتمام الرئيس بفتح جميع الملفات القبطية التي كان يعتبرها إعلامنا أنها من التابوهات المحرمة .
_أيضا سبب تعجبي هو هل الرئيس لا يعلم ( إذا كان لا يعلم فهي مصيبة وإذا كان يعلم فمصيبتنا أعظم ) بكل ما يجرى من صور اضطهاد للأقباط ؟
ام انه هو الأخر مغيب بسبب مستشاري السوء الذين حوله أو بسبب الإعلام الذي غيب الجميع قد نجح في تغييب الرئيس وفصله عن الشعب خصوصا إن رئيسنا قال انه لا يقرا إلا الجرائد القومية فقط فمن أين له التعرف على مشاكل الأقباط ؟ .
رغم كل ذلك فإننا لا نستطيع إن ننكر إن هناك بوادر ثورة في التلفزيون وان مصر حبلى بالكثير من المفاجآت والقرارات وان غدا لناظره قريب .