فرنسا تلعب بهن



شذى احمد
2016 / 8 / 23



يعتقد البعض عن قصد او حسن نية ان الكتاب يتعمدون دوما السباحة ضد التيار. ويقذفون دوما الباطل بالحق ،فلا يكونون الا ريح تهب باشكال متعددة لكنها ما تلبث ان تهدأ ،ولا تسبب اي تغييرات تذكر

ولك الندوات والدراسات والتجمعات الفكرية التي تعقد في هذا البلد العربي والاسلامي لتعيريهم .نتف ريشهم وتوبيخهم لضعف تأثيرهم بالاحداث الجسام. وتاخر الفكر عن ركب القيادة والتوجية للجماهير العريضة!وبقاءه بأحسن الاحوال اما مطبلا ام معارضا لهذا الحدث او ذاك

مهما يكن ..فالامر ليس بيد احد واعلاه طرق متشابكة ومعقدة ليس من السهل الغوص في اعماقها لتلخيصها ببعض الجمل

لكن ما يحفز المرء احيانا على الكتابة هو الدفاع ولو عن استيحاء عن بعض حقوق الكاتب الاعزل الذي لا يملك الا الكلمات في افضل حالاته

ومن الامور التي تشغلنا اخيرا ـ وان كانت على الدوام!ـ هي ملابس المرأة المسلمة في الغرب. فعلى الرغم من انبراء الكثير من الاقلام الرائدة للكتابة عن ذلك الا ان قرار فرنسا الاخير يحبط العزيمة ويدعو الى الحنق

تماما مثلما سمعت عزيزي القارئ الحنق والغضب!. فالكثير ايدها عندما منعت النقاب قبل خمس سنوات . حتى علماء الازهر وقفوا بصفها بسابقة لم تحصل من قبل مؤكدين بان النقاب ليس من الاسلام بشيء وهو رمزا سياسيا يعبر عن سطوة السلفين ، ويمنحهم قوة وسلطة للتمدد في المجتمع فكيف الحال والمجتمع علماني مثل فرنسا

وقتها حصلت فرنسا على شرعية لمنع ارتدائه. لكن اليوم هذا الموضوع من اكثر المواضيع الشائكة في المانيا ويستحق التحدث عنه بتفصيل اكثر لاحقا. والمانيا متروية اكثر في التعاطي معه. لكن من يتابع الاجواء العامة هناك يجد بان الريح تجري بعكس ما يتوقع السلفيين تماما ،وان حلقاتها راحت تضيق عليهم اكثر فاكثر

في هذه الاثناء تعلن فرنسا منع ارتداء المايوه الشرعي على شواطئها على اعتباره رمزا دينيا وهي دولة علمانية

قبل الولوج في تفصيل هذا القرار الفت عناية القارئ القدير الى حقيقة اجد ضرورة تناولها الا وهي تشابه هذا الزي ـ اي المايوه الشرعي ـ بما ترتديه الغطاسة في المياه حيث يكون زي الغطس باكمام طويلة وبنطال طويل. من هنا السؤال الاكبر

هل تصرفت فرنسا باي حكمة عندما اقصت الشابات المسلمات التي يتفق ربما اكثر من النص ـ والكاتبة هنا متساهلة بالرقم ـ على ان ارتدائها للحجاب باحسن الحالات ليس قرارا شخصيا بل بسلطة اسرية وفرض صارم من الاهل بالترهيب حينا والترغيب حينا اخر

فما الذي فعلته وتفعله فرنسا. انها تغلق نافذة تتطلع فيها هذه الشابة للخروج من قمقم الاقصاء والحجر الذي يفرضه عليها مجتمعها الاسلامي داخل المجتمع الفرنسي

ليس الامور بهذه السهولة التي يظنها المواطن العربي في البلاد العربية وهي كونك في مجتمع غربي اذن اخرج وتمتع بحياتك ، وعش والمجتمع يحميك ويعطيك حقوقك ..الخ
اطلاقا فجرائم الشرف لازالت موجودة وبكثافة . والامر ان الغرب لا يضيق الخناق ولا يأتي باي عمل رادع ضدها.. فهم يتعاملون معه على حسب المثل القائل: فخار يكسر بعضه

لازالت سلطة الرجال قائمة وربما بشكل اكبر في المجتمعات الغربية على المرأة ،وهن يرتجفن احيانا كثيرة من الخوف بتهديداتهم وعقوباتهم ان خرجن عما يراد لهن

فما الذي تفعله فرنسا اليوم بمنعهن من الاستجمام والسباحة على الشواطئ انها تكافئ المتعصبين من ذويهن وتقصي النساء بلا وجه حق من التمتع بالحياة الطبيعة اسوة بالاخريات اللواتي يعشن معها هناك
هل غفلت فرنسا العلمانية هذه الحقيقة ام انها حركة خبيئة ضد المسلمة التي عليها ادارة معاركها على جبهات عديدة بقتال اعزل