عن نضال المرأة الايرانية



فلاح هادي الجنابي
2016 / 9 / 13

طوال أکثر من ثلاثين عاما، ظل النظام الايراني يشکل تهديدا للسلام و الامن والاستقرار في المنطقة بطروحاته الفکرية ـ الاجتماعية الانعزالية المنغلقة، خصوصا وان هذه الطروحات تمس الامن الاجتماعي و البناء الاجتماعي في بلدان المنطقة، وان هذا التهديد قد تجسدت خطورته و جديته أکثر من أي وقت مضى بعد أحداث الربيع العربي و الدور بالغ السلبية الذي لعبه هذا النظام في بعض من تلك البلدان.
إنتشار الافکار الدينية التکفيرية و المتطرفة لم يکن له هذا الوجود و لم ينتشر و يتوسع بالصورة الحالية إلا بعد مجئ نظام الملالي المتخلفين في طهران و مابذله من جهود مشبوهة و خبيثة من أجل تصدير هذه الافکار الظلامية المتخلفة البالية، والذي يجب أن نشير إليه و نتوقف عنده مليا هنا، أن نجاح الثورة الايرانية قد بعث الامل و التفاؤل في نفوس و ارواح الشعوب و جعلها تتوسم فيها الکثير، لکن وماأن إستتب الامر و نجح رجال الدين في رکوب موجة الثورة و تجييرها لصالح أهدافهم الضيقة، حتى إصطدمت الشعوب و نهضت من حلم وردي على حقيقة مؤلمة و مؤذية.
الملالي الحاکمون في إيران، ومنذ الايام السوداء الاولى من نجاحهم في مصادرة الثورة، بدأوا في التشديد و التضييق على النساء الايرانيات و مصادرة حقوقهن و تحجيم و تحديد حرياتهن و تحرکهن خصوصا وانهن قد لعبن دورا بارزا و مشهودا له في أحداث الثورة الايرانية وکن بمثابة الجندي المجهول المضحي الذي ساهم بإنجاحها و إسقاط النظام الملکي، ويبدو أن الملالي أرادوا سد هذا الباب و عدم السماح بتکرار هذا الدور مستقبلا و لذلك إعتقدوا بأن تکبيل النساء الايرانيات سيغلق أبواب الثورة و التغيير ضدهم.
في العام الاول بعد نجاح الثورة الايرانية، وعند إصدار النظام أوامره بفرض الحجاب على المرأة، قامت مظاهرات نسوية حاشدة ضد هذا الاجراء و الملفت للنظر بأن عضوات منظمة مجاهدي خلق قد شارکن و ساهمن في هذه التظاهرات و وقفن ضد هذا الاجراء حيث أعلنت منظمة مجاهدي خلق رفضها للإجراء و مساندتها لمطالبات المتظاهرات، ولهذا فإن النظام الديني قد صب جام غضبه و جنونه على المنظمة و جعلها هدفا من أهدافه، ذلك أن النظام لا و لم و لن يرغب أبدا في التراجع عن إجرائه هذا، وهذا الصراع بين الطرفين الذي تطور و إتخذا أبعادا واسعة لايمکن أن ننسى زاوية الخلاف هذه، خصوصا وان المنظمة قد منحت المرأة الاهتمام الذي تستحقه و يتناسب مع مکانتها ودورها الاجتماعي و الاسري، وان المؤتمر السنوي الذي عکفت المقاومة الايرانية"التي تمثل منظمة مجاهدي خلق أبرز أذرعها و تياراتها الفعالة"، على عقده منذ سنين طويلة، وتعکس فيه نضالات المرأة و کفاحها المستمر لمواجهة الاستبداد و سعيها من أجل إستحصال حقوقها المشروعة، وفي نفس الوقت فضح التطرف الديني"المتمثل بنظام ولاية الفقيه"، و التهديد الذي مثلته و تمثله للمجتمعات عموما و للمرأة خصوصا، کانت من ضمن أهم الاهداف و المحاور التي عملت هذه المؤتمرات من أجل إيصالها للعالم أجمع.
خلال الاعوام الاخيرة المنصرمة ولاسيما في شهر آذار من کل عام و بمناسبة عيد المرأة العالمي، تم عقد مؤتمرات نسوية عديدة تم تخصيصهما للتصدي للتطرف الديني و مواجهته من جانب النساء و الدور الذي يجب أن يقمن به بهذا الخصوص وقد أشرفت على هذه المٶتمرات لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث شارکت في أعمالهما وفود نسوية من بلدان مختلفة من العالم، وقد کانت کثافة و حجم الوفود المشارکة هذه السنة بشکل خاص تجسد تنظيما و تخطيطا ذکيا و ناجحا من جانب المقاومة الايرانية و في نفس الوقت أکدت أيضا إهتمام نساء العالم و تجاوبهن مع مؤتمرات المقاومة و النداءات التي تطلقها من أجل المرأة و إحقاق حقوقها، وان نظام الملالي الذي أشبه مايکون ببٶرة الشر و الظلام أمام الارادة و الموقف الانساني خصوصا فيما لو تم ترجمته على أرض الواقع بجدية و حرص، فإن خيوطه الواهنة سرعان ماتتراخى و ينهار بيت الظلم و الاستبداد هذا و تتحرر ليست المرأة فقط وانما المجتمع الايراني برمته من ذلك الظلم و القمع کما يتبدد التهديد الذي يحدق بشعوب المنطقة من جراء تدخلات هذا النظام عبر جماعاته و الاحزاب التابعة له و التي تقوم بنشر ثقافة الموت و الظلام و العبودية.