الرد على مغالطات مونتسكيو بشأن تبرير استعباد نساء الشرق في كتابه روح الشرائع



دنيا عبد الكريم
2016 / 10 / 30

يقول مونتسكيو الاقليم لا تعدد الزوجات وحده يستلزم حصرهن في بعض اماكن بالشرق ومن يطلع على الفضائح والخدائع والجرائم والسخام والسمام والمقاتل التي ادت اليها حرية النساء حيث لايبيح الدين غير الزواج بواحدة فيقابل بينها وبين طهر اخلاق النساء في تركية ، وفارس والمغول والصين واليابان وصفائها يجد جيدا فصلهن عن الرجال سواء اقتصر على واحدة أم اقترن بكثيرات!
الرد على هذا الافتراء والمغالطة ان نساء الشرق مضطهدات اكثر من نساء الاقاليم الباردة وازدرائهن وقتلهن من واجبات الرجال على كل صغيرة وكبيرة ، اما نساء المناطق الباردة ليس عليهن وصاية ذكورية تؤدبهن وتقتلهن وتفضحهن اذن ليس هنالك من يفضح مايفعلنه ويؤدبهن وينقل لنا مايفعلنه من خدائع وسخام وسمام سواء من ناحية الافعال الاباحية ام التعري ومهما فسدت المراة الشرقية لم تصل الى فسادهن ، وان تبرير استعباد المرأة الشريقة لهذا السبب غير منطقي فإذا تمت توعية المراة وتعليمها وتثقيفها كيف ستفسد ؟ على العكس ستكون انسانة كاملة وآهلة لكي تأخذ حقوقها اسوة بالرجل وجميع الناس متساوين بغض النظر عن اقاليمهم والطبيعة التي يعيشونها فالوعي والتعليم له دور كبير في تحسين سلوك الفرد سواء كان امرأة او رجل .


-المغالطة الثانية لمونتسكيو بشأن تبرير استعباد النساء الشرقيات :يقول ان هنالك احصائيات في اماكن اوربا انه يولد ذكورا اكثر من الاناث وعلى العكس تخبرنا الرحلات الى آسيا وافريقيا انه يولد فيها اناث اكثر من الذكور !!

والرد على هذه المغالطة انه في المجتمعات التي تكثر فيها الحروب والكوارث التي تفتك بالرجال تزداد نسبة ولادة الذكور كمحاولة للطبيعة لموازنة البيئة فتكون نسبة الاطفال والشباب الذكور اكثر من الاناث بصورة ملحوظة ، ولا تستطيع الطبيعة موازنة المعادلة بصورة عكسية الى ان تصل الى سن مافوق الخمسين ، او الستين عندما تبدأ نسب الذكور بالتراجع بصورة ملحوظة بسبب ان الرجال معرضين لامراض الشيخوخة (1)
عينة من هذه الدول : العراق مثلا تبعا لاحصائيات
cia -2015

المعدل الطبيعي عند الولادة 105 ذكر لكل 100 انثى
فئة حديثي الولادة الى 14 عام 104 ذكر لكل 100 انثى
فئة 15 الى 24 عام 104 ذكر لكل 100 انثى
فئة 55 الى 64 عام 90 ذكر لكل 100 انثى
السكان الكلي 102 ذكر لكل 100 انثى

- المغالطة الثالثة لمونتسكيو في تبرير الاستعباد المنزلي للنساء :
تكون النساء في الاقاليم الحارة بالغات في الثامنة والتاسعة ، والعاشرة من سنينهن ، وهكذا تسير الطفولة والزواج معاً ويشيب النساء في العشرين من عمرهن ولذا لايجتمع الجمال والعقل مطلقاً..الخ
الرد على هذه المغالطة ان البلوغ المبكر للنساء في المناطق الحارة لا يعني تبرير حرمانهن من حقوقهن واستقلاليتهن واعتبارهن ناقصات ، فسن الرشد هو اكمال الانسان لسن الثامنة عشر بغض النظر عن جنس الانسان فتبقى طفلة في السن التاسعة ولو بلغت ولها كامل حقوقها وواجباتها الانسانية بعد بلوغ سن الرشد ، ثم ان نساء المناطق الباردة منهن من يبلغن مبكرا فهل هذا مبرر لاستعبادهن واعتبارهن ناقصات وان كمال العقل والجمال لايجتمعان فيها مطلقاً؟!
من الظلم حرمان الانسان من حقوقه الطبيعية وحريته بحجة الظروف البيئية ومببرات العبودية الاخرى فالاستعباد اساساً يتنافى مع طبيعة الانسان بصفته مخلوق له عقل وإرادة
_________________
(1) موقع النسوية