المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي



جاسم الصغير
2006 / 1 / 4

يوفر النظام الديمقراطي عندما يتشكل في حياة الشعب والمجتمع ملامح حياة حرة وكريمة فهو يمنح الفرصة للجميع بالتساوي بحيث لايختلف او يتميز حال الرجل عن حال المراةفكلاهما ينظر له تحت معيار واحد من حيث المساواة والاعتراف بكينونة الرجل مثلما يتم الاعتراف بكينونة المراة ان الديمقراطية هذا المفهوم الانساني والحضاري والذي اخذت به امم كثيرة في عالمنا المعاصر عندما استعانت به كخيار حضاري سيساهم في نقل المجتمع من حال يعاني من اشكالات او تأزمات الى وضع اكثر حرية ومشاركة في بناء المجتمع المنشود وطبعا هذا البناء لايقتصر على الرجل فقط بل ان الرجل بحاجة ماسة الى الى وجود المراة وهذا من القوانين الكونية للتفاعل بين الرجل والمراة كونها عنصر هام عنصر هام وضروري في بناء المجتمع وهي مهمة مشرفة وهي كبناء الاسرة التي يشترك في بناءها كلاهما الرجل والمراة فهل سمعنا يوما ان اسرة قد تم بناءها من قبل الرجل فقط ام المراة فقط طبعا هذا من المستحيلات ومن ةهنا اهمية المشاركة لكلاهما في بناء المجتمع الديمقراطي ومن هنا ينبغي استحضار ملاحضات هامةفي هذا البناء كون ان بناء المجتمع الديمقراطي هي وان كانت عملية ليست صعبة لكنها ايضا ليست يسيرة ومن هنا شرف المحاولة لكنها حساسة كون الذي يتم بناؤه هو الانسان وليس جمادا من تكوينات الطبيعة وكلنا يعرف حساسية الانسان وقدسيته ويجب الاهتمام والحذر في هذا الجانب لان عملية البناء ليست تقليدية وانها نوعية وليست كنيةوتتطلب التشبع بثقافة حضاريةيكتسبه الافراد في هذا المجتمع من الرجال والنساء حتى يكون البناء المشيد قائما على اسس سليمة وارضية صلبة ان عملية بناء الاسرة يبدأ من اصغر لبنة فيه من الناحية القيمية والتربوية وقطعا هذه المهمةهي من مسؤولية الرجل والمرأة على حد سواء وان هذا البناء القيمي والتربوي يفترض ان يتم وفق آلية ومفاهيم العصر وقيمه الانسانية التي تربي في الانسان المواطنة والكرامة ومن هنا اهمية تزود الرجل والمراة بثقافة رفيعة منفتحة على روح العصرلان بدون ذلك لاتتم عملية البناء الديمقراطي شكل صحيح ان اهمية الديمقراطية تنبع من كونها تساعد على جعل المجتمع مفتوح وذو اخلاق مفتوحة على حد تعبير المفكر الفرنسي هنري برجسون والمقصود انه في ظل المجتمع الذي يتبنى الديمقراطية تجري عملية ممارسة حية لشتى اشكال سلوكيات الحياة خلال الممارسة اليومية لنشاطات الحياة لكلا الرجل والمراة والذي من شانه ان يرتقي بالانسان الى درجة اكثر شفافية لان هذا التجريب يعطي للانسان فرصة تجربة كل السلوكيات وبالتالي التوصل الى افضل سلوكيات واخلاقيات الحياة ان المجتمع الذي يتمثل القيم الديمقراطية هو المجتمع المؤهل لايجاد حياة عصرية ومتماسكة يسمح من خلال انفتاحه على قيم العصر على تزويد الافراد بمعاني وسمات تعزز عوامل الثقةبالنفس وكونها اتت عن طريقالاختيار القائم على التجربة وليس عن طريق التلقين الذي هو حال المجتمعات المنكفأة على ذاتها وتعاني امراضا اجتماعية وبنيوية كثيرة والتي تعاني من تأزمات مستمرة في حياتها وكون المجتمع مغلق لاامل في التخلص من هذه تاتأزمات ومن هنا فضياة النظام الديمقراطي والمجتمعات التي تتمثل قيمه الحضارية وعلى رأي احد علماء الاجتماع الانثروبولوجيين الذي درسوا عادات الكثير من المجتمعات انه من الصحيح ان النظام الديمقراطي نظام رائع ولكن قد تنابه بعض عوامل الضعف كونه افضل نظام انتجته البشرية في تاريخها وليس في افضل نظام في الكون ولايوجد افضل منه وكونه يتيح التخلص من الازمات بهدوء وسلام وهو مع هذا افضل من نظام المجتمعات التأخرة والمغلقة والتي تكون المشاكل الاجتماعية لاتعد ولاتحصى ولايمكن معالجتها بشكل هادى وسليم وكونه لايشجع على المبادرة الفردية وبالتالي تبقى الاوضاع على حالها الساكن التأزم بينما في الجتمعات الديمقراطية والمفتوحة على باقي تجارب العالم وتتواصل معه يسمح للمبادرة الفردية سواؤ صادرة من رجل او امراة في الافصاح عن مشاعرهم وافكارهم وكيفية بناء المجتمعوتحويل افكارهم من مجرد افكار الى ولقع حياتي ملموس اكتسب بالتجربة الحية الذي من شأنه ان يشيع مناخ جديد وايجابي وتنتشر بالتالي قيم الخير العام مما يساعد على تعزيز المسيرة الديمقراطية في المجتمع والتي ان انتشرت قيمها يتصاعد الخط البياني في تعزيز الامل وتغيير وضع الانسان من رجل او امراة الى وضع اكثر انسانية ومدنية وبالنسبة لعراقنا الديمقراطي الجديد ومجتمعه المتآخي الكل مصممون على السير قدما في المسيرة الديمقراطية ولكل ابنائه من الشمال الى الجنوب وخلق مجتمع حضاري للرجل والمرأة ينعمون فيه بكل القيم الحضارية التي تعزز وجوجد الانسان وكينونته