قائدة ثورة جهاد النكاح ...!!



قاسم حسن محاجنة
2016 / 12 / 17


لم يجد أحد "قادة" الحزب الشيوعي الاسرائيلي ، طريقا للتحاور مع رفيقة في نفس الحزب ، سوى طريق الشتائم.. عبر شبكة التواصل الاجتماعي .
الخلافُ بينهما وكما يبدو، هو على خلفية الحرب الشرسة الدائرة في سوريا وخصوصا "سقوط" حلب في أيدي الجيش السوري ، كما يعتقد البعض ، أو "تحرير" حلب على أيدي الجيش السوري ، كما يعتقد البعض الآخر .
وقد كنتُ شاهداً منذ يومين على نقاش حامي الوطيس بين مجموعتين من الأصدقاء في أحد المقاهي حول التعريف الإصطلاحي لما جرى في حلب ، فقسم يرى بأنه "تحرير"، بينما يرى المعارضون بأن ما جرى لم يكن سوى "سقوط " حلب المحررة بأيدي الغزاة ..!!
وللحقيقة فهذا نقاش مشروع، ولكل شريك في هذا النقاش وجهة نظر تستحق التأمل فيها .
لكن "القائد" الشيوعي والذي يدعم النظام والدولة السورية، وهذا حقه الطبيعي ، لم يجد ما يرد به على رفيقته في نفس الحزب ، والتي تختلف معه في تقييم الوضع السوري ، وهذا حقها طبعاً ، لم يجد وسيلة للرد عليها سوى ، كلمات بذيئة ، من شاكلة "..يؤهلك لكي تكوني قائدة ثورة جهاد النكاح " !!
فقط ومن أجل إحقاق الحق ، فقد كان رد فعل الحزب الشيوعي على هذه البذاءة وهذا السلوك، سريعا وحاسما.. فقد قام الحزب بتجريد هذا القائد من كل صلاحياته ..
وبعيداً عن البذاءة والتي تحمل في ثناياها ، موقفا ذكوريا من المرأة، والذي لا يرى من المرأة سوى "فرجها"، بعيدا عن كل هذا، ما لفتَ انتباهي هو موقف "الثوريين"، من المرأة بشكل عام .
صحيح، بأن هؤلاء "الثوريين" ، يتشدقون وبملء أفواههم عن حقوق المرأة ومساواتها في كافة المجالات ، إلا أن نظرة سريعة على واقعهم تُثبتُ العكس تماما..
فلو نظرنا إلى نسبة تمثيل النساء في مؤسسات هؤلاء" الثوريين" ، على إختلاف مسمياتهم وتنظيماتهم ، سنكتشف بأنها لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، بل وقد تصل نسبة التمثيل في القيادات العليا الى الصفر.
إنهم يتبنون ، وربما بشكل غير واع، التنظيرات السلفية للمرأة ، بأنها ضلع قاصر، يجب ان تمكث في بيتها لتربية الأولاد والقيام على راحة القائد "الثوري " الملهم ... !! ناهيك عن اشباع رغباته الجنسية ..
الفكر والمُمارسة الذكوريان، لا يُمكن حصرهما وبشكل حصري، لدى المجتمعات التقليدية وفي الفكر السلفي ... فحاملي الفكر الذكوري ، لا يختلفون فيما بينهم ، سواء كان انتماؤهم "ثوريا" أو سلفيا ..