مستقبل المرأة الايزيدية في مرحلة ما بعد تحرير الموصل



سناء طباني
2016 / 12 / 20

مستقبل المرأة الايزيدية في مرحلة ما بعد تحرير الموصل
سناء طباني

ليس من السهولة رسم صورة زاهية عن مستقبل المرأة الايزيدية في مرحلة ما بعد داعش كيف لنا أن نتصور مستقبل لنساء تعرضن إلى أبشع الجرائم الإنسانية؟ ما حال تلك المختطفة التي لا تزال تئن تحت رحمة الكفار, والمرأة النازحة إلا يوجد لها ظرف خاص هي الأخرى؟ كيف الحال بتلك الناجية التي كسرت قيدها هل تنسى ما حدث معها من أحداث مؤلمة؟ ومن أصبح لها روح أخرى تنبض بقربها, طفل من أب اغتصبها هل بإمكانها تجاهل نبضات قلب طفلها؟
أسئلة عديدة لا إجابات لها حول مستقبل المرأة الايزيدية بعد تحرير الموصل فإذا كان المستقبل غامض وداكن للأسرة الايزيدية فكيف يكون الحال لمستقبل المرأة التي غالبا ما تعتبر جزء غير مستقل من هذه الأسرة.
وبرغم أسوء الظروف التي مرت بها تلك المرأة إلا أنها اجتهدت لتثبت وجودها وتنقذ ما تبقى من هذه المرأة ليلتفت إليها العالم اجمع وخير مثال على ذلك عدد النساء الايزيديات الاتي تم تكريمهن دوليا عربيا وعالميا بالقياس لعدد النساء بصورة عامة . ولكن هل كان هذا التكريم بمستوى الخسارة التي لحقت بالمرأة الايزيدية؟ لتتحدث الحقوقية والناشطة (زيادة مادو) بشيء من التشاؤم حول ذلك فهي تعتقد بوجود اهتمامات بالمرأة الايزيدية من قبل الحكومة العراقية أو الأوربية لكن أن تم إعطاء حقوق لها وتعويض المتضررة من الإبادة لا يساوي مثقال ذرة من استحقاقها المعنوي والمادي والأكثر تكون ترقيعي وسطحي تقريبا .
الناجية( ايفانا ) كان لها رأي في مستقبل المرأة الايزيدية في سنجار ؟ فهي تتحدث كفتاة ايزيدية ناجية من الاختطاف بصعوبة الحياة مرة أخرى في شنكال خاصة للمرأة (لأنني وجميعهن مثلي فقدنا أغلى ما لدينا وتعرضن لأبشع أنواع العنف الجسدي) فهي لا تطمح للعودة إلى سنجار أبدا (فانا امتلك ذكريات أحاول نسيانها لكنها تقتلني كل يوم) وتضيف قد تعود الثقة للناس في سنجار قليلا عندما يحررن المختطفات جميعا أما الأرض فباعتقادها لا تعني شيئا وليست ضرورية بقدر ضرورة تحرير جميع المختطفات تضيف الناجية( ايفانا ) ان المجتمع الايزيدي عامة فقد الثقة بالحياة في شنكال بسبب الخيانة التي تعرضوا لها من جميع الجهات وبسبب الإبادات التي حدثت على تلك الارض حيث تجد إن الأسرة هناك قد فقدت الكثير من أبناءها بالإضافة للأقارب والجيران فمن سيعيد الثقة لهم بان ذلك لن يتكرر مستقبلا .

ولكن هل وقفت الناجية من الاختطاف عند حدود مخاوفها ؟ أم تجاوزت مأساة فقدان استقرارها الأسري والنفسي لتقف أمام العالم اجمع تتحدث عن ما كانت تخشى الحديث عنه حتى مع أفراد أسرتها لتخبر العالم عن وحشية داعش في التعامل مع النساء الايزيديات وأصبحت الشجاعة والمثابرة هو عنوان المرأة الايزيدية الناجية بل أحدثت طفرة في المجتمع الايزيدي فتلك الفتاة التي كانت تعيش بجو عشائري قروي صغير أصبحت آلان من المدافعات عن حقوق الإنسان بعد أن كانت هي الضحية وسبب هذا التحول هو الواقع المظلم الذي فرض على المرأة الايزيدية وقدرة المرأة على تحدي أصعب الظروف ولا ننسى الدور الأهم لأسرة الناجية من الاختطاف فهي من تقدم الدعم والمساندة الناجية.
الناشطة (نارين شمو) تحدثت عن وضع المرأة الايزيدية لتضيف( اود في بداية حديثي ان ااكد ان المرأة الايزيدية لم تخلق لتكون ضحية بل خلقت لتصبح رمزاً للتضحية لأجل أهلها ورمزاً للتمرد على الظلم ومطرقة للعدالة.
ومن هذا المنطلق انظر للمرأة الايزيدية على انها محرك اساسي لقضية شعبها،
فلدينا الكثير من الامثلة التي تجعل من المرأة محل فخر لقومها، وبدأ العالم كله يلتمس شجاعة المرأة الايزيدية وقدرتها على تحدي اوجاعها وماتعرضت له لتلقن نساء العالم الشجاعة والكفاح.
رؤيتي تفاؤولية بمستقبل المرأة الايزيدية رغم ما نمر به من فترة صعبة وحرجة من واقع غده غامض).
ولا تختلف وجهة نظر الناشطة (عروبة بايزيد) حول مستقبل المرأة الايزيدية عن غيرها من المتابعين للشأن الايزيدي والحديث لها (لعبت المرأة الايزيديه دورا محوريا مهما ووقفت بصلابة لم أكن أنا نفسي كامرأة ايزيديه أن اصدق بان سيكون لنسائنا يوما هذا الدور الفعال المشرف, لقد أثبتت المرأة الايزيديه للجميع إن الموت لا يعني شيء أمام الكرامة وإنها كالرجل صامدة قوية متمسكة بعقيدتها حتى لقد وجدناها تقف في أروقة البرلمانات العالمية وكانت في الصف الأول من التظاهرات التي عمت كل دول العالم تنديدا لما يجري للايزيديه بسبب المعتقد ووجدناها في الأعلام واللقاءات والمقابلات والتصريحات ....وعلى هذا أتوقع أن مستقبل المرأة الايزيديه سيكون قوي في مرحلة ما بعد داعش وستأخذ مكانا مهما وستفتح بنفسها أبواب كانت قد أغلقت بوجهها سابقا ... أنا جدا سعيدة ومتفائلة بالنساء الايزيديات على قوتهن وشجاعتهن وإصرارهن على التحدي في مواجهة إجرام الدواعش) ..
. أخيرا تتمنى السيدة عروبة أن يحدث تغييرا حقيقيا بين الايزيدية لمرحلة ما بعد داعش والتغيير باعتقادها يبدأ من اعلي الهرم ( بيت الاماره ) والمجلس الروحاني وصولا إلى القاعدة الشعبية.
الناشطة(نازك شمدين) كان لها رأي حول مستقبل المرأة الايزيدية في مرحلة ما بعد داعش اذ تعتقد ان المستقبل سيكون جيد للمرأة الايزيدية ما بعد التحرير لأنها بعد المعاناة والوجع ستثبت للأخرين انها الاقوى.
أراء مختلفة للناشطات ولكن الجميع متفق على شجاعة وبسالة المرأة الايزيدية فتلك المرأة لم تنتظر ان يأتي الاخرين ليدافع عنها ولكنها بكل شجاعة وبسالة وقفت الى جانب المقاتلين الابطال أيضا على جبل سنجار لتدافع عن نفسها وارضها والاخرين,وهذا لا يعني تقليل الشأن للمرأة التي كانت في مواجهة اصعب الظروف المادية والمعيشية والانسانية واختارت ان يكون لها الدور الاساسي في دفع عجلة الاسرة الى الامام في ظل ظروف النزوح الصعبة لتجمع الاسرة وتوفر كل مستلزمات المعيشة الصعبة كانت الام والمعلمة والمربية في أن واحد .
الناشطة (لازمة يوسف) تتحدث عن معاناة المرأة السنجارية في ظل هذه الاحداث فالمرأة برأيها عانت الامرين فهي ضحية داعش الاولى من كل هذه الاحداث والان تفقد كل مقومات الحياة الضرورية في ظل النزوح وحياة المخيمات التي تفتقد لأبسط المقومات الضرورية للاستمرار بالحياة ...(مستقبلها لا يبدو افضل من حاضرها في ظل قلة الاهتمام وخاصة من الجانب النفسي والاجتماعي...المرأة الايزيدية لمرحلة ما بعد تحرير الموصل بحاجة للدعم النفسي والمعنوي وبرغم كل المواقف والصعوبات التي تواجهها المرأة الايزيدية وما زالت تدافع عن نفسها ومستمرة بالحياة)
أي شجاعة وبسالة تملك هذه المرأة لتواجه اصعب الظروف وتستمر بالحياة, ليس فقط تستمر بالحياة بل تكون هي محور للأحداث على مستوى العالم, ان شعب يملك نساء مثل (نادية, لمياء, هناء, نوفه, ايفانا, سناء, فريال, شيرين وبازي) لا بد ان يستمر بالحياة .