الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد



حسين عجمية
2006 / 1 / 12

جميع المفاهيم المتوارثة متنحية عن مفهوم الحقيقة المتوازنة لارتباطها المتعمد بالتضليل والتأويل والتقليد , لأن الأفعال الناشئة في سياق تاريخي تظل مرتبطة ومستمرة في بنية العقل التاريخي وكأن العقل البشري غير قادر على الخروج من معطياته السكونية والثابتة , فالعمليات الجارية لتصحيح المسار المرتبط بالمفاهيم يتصرف بطريقة إدعائية أو دعائية ناشئة عن الضعف في مستوى التحليل الجاري لإخراج الواقع من أزمة مرتبطة بالوجود الإنساني ومتعمقة في بنيته الأساسية . قائمة على الاتهام المباشر ليأخذ الدفاع المباشر مواقع ملتزمة بقواعده الدفاعية والتمسك بالأساسيات المرتبطة بالتملك الجائر للمفاهيم والأعراف والتقاليد وقواعد السلوك المحلية , والشكل الإجمالي لبنيوية المجتمعات مدرك لأهمية إخراج الواقع الأنثوي من الاستلاب التاريخي بالرغم من وجود مفاهيم تراجعية غايتها إحباط التقدم في الوحدة الحقوقية للنساء والرجال وصد الوعي التحرري للنساء لأن القدرة النسائية كوعي منبثق عن الطبيعة الأنثوية يتخذ بنية معارضة وأحياناً متعارضة تؤدي لخسارة متزايدة لمواقع مرتبطة بحياة النساء بينما يجب التركيز على توحيد المعايير البشرية للطبيعة الإنسانية , فالمرأة والرجل مرتبطان في طبيعة واحدة من حيث المحتوى الضمني لطبيعة الوجود وهم ملتزمين فيها لاإرادياً لتأمين الاستمرار والبقاء بقاء مرتبط بالهزائم والسيطرة والضغط ويفتقر إلى الحد الأدنى من الحيوية والتوافق , يقوم على إنتاج أجيال مرتبطة عقلياً وملتزمة بالأفكار الصادرة عن هذا الارتباط دون تغيير في المهام الوظيفية والفكرية الناتجة عن التواصل بين الأجيال .
فالجهود المبذولة للإبقاء على فنون السيادة والتبعية والارتهان أكبر من طاقة الرفض والتحمل لمجمل الفاعلية النسائية عبر التاريخ ,لأن التكوين المتفق عليه مع التتابع المتراكم للوجود التاريخي أدى إلى توحيد الأعراف والتقاليد والمفاهيم في بنية متداخلة مع الأحكام الصادرة عن الأديان السماوية مما أكسب واقع الذكور ارتباطاً بها وتصويرها على أنها إرادة كلية خارجة عن طاقة تفوق التصور ومرسلة من إله رحيم .
حتى مفهوم الرحمة تم استيعابه على أنه مخصص وكأن الخصوصية قادمة من تفرد تاريخي
بدون أن يدرك الإنسان التاريخي بأنه لافردية في الوجود الثنائي فالثنائية في بنية تشكيلنا الوراثي وجميع صفاتنا قادمة من الثنائية والعزل ليس من طبيعة الحياة العضوية , فأي موقف يستمر في فهم الخصوصية الفردية على أنها نظام مترفع وفوقي يضع نفسه خارج الوجود الإنساني . فالإنسانية كنظام طبيعي لحياة البشر تشكل وحدة متكاملة بين الذكورة والأنوثة
ولا يمكن الفصل الجغرافي والعضوي بين الجنسين وجميع الأعمال والبرامج المرتبطة بعزل النساء ناتجة عن شهوانية مفرطة في حب النساء لأن الالتصاق بالنساء إلى حدود الهلوسة الجنونية يقود إلى سلوك منافٍ للسوية الإنسانية بحيث يعمل على ربط النساء وبقوة فائقة بالرجال خوفاً من هروب الحياة من الأعضاء الذكرية وبالتالي يتم تخصيص النساء كمقابر للأعراس الذكرية وأي حرية مفتوحة المجال وغير مقيدة للنساء يمكن أن يؤدي إلى هروب التواصل بين الجنسين .
فالنزعة نحو الامتلاك مرتبطة بشبقية غريبة ونظام إحاطة وربط بالتابع ألذكوري المدرك لأهمية أنانيته في سجن النساء وتطويق عقولهن بالوهم والجهل ليتمكن من الربط العضوي بالطريقة التي تفرضها عليه شهوانيته المفرطة في اللذة الأحادية الجانب لأن الضعف الجاري على طبيعة الأفكار الذكرية يقودها إلى حرمان النساء من التمتع في إبراز طاقاتهن بحرية لتبقى المرأة ألعوبة ساذجة بين أيدي الرجال .
الحقيقة أهم من ذلك بكثير لأن الارتباط الواعي يقودنا باتجاه الإبداع , إبداع الحياة وإبداع الوعي بما يمكننا من التفوق في كافة المجالات . فالارتباط الصادق مع المرأة الحرة الواعية المتفهمة لقضايا الوجود الإنساني بكل أبعاده الثقافية يخلق وحدة كاملة ومتفهمة بين الجنسين قادرة على استيعاب المستجدات والإحاطة الروحية والجسدية بما يستجد عليهما من مهام تعمق التواصل الجنسي وصولاً إلى غايته المتسامية , فالعقلية المنفتحة قادرة على إخراج الكوامن الداخلية من بنيتها بدون إحراج وتكون قادرة على فهم ما يصدر عن الآخرين من ردود وأفعال
تستوعب كامل المفاهيم والمواقف الصادرة عن الجنسين . فالحب في محتواه الضمني ليس مجرد انجذاب آني وعشوائي نحو الجنس الأخر , إنه انجذاب متفهم لأهمية الجنس في بناء الحياة والتواصل يمكن العمل من خلاله على رفع السوية السلوكية والفكرية للجنسين نظراً للمهام الموحدة للوجود المشترك , من أجل الارتقاء بالعلاقات الإنسانية نحو جوهرها الطبيعي .