تحرير المرأة التنوير أية علاقة؟.....11



محمد الحنفي
2017 / 1 / 22

الإهداء إلى:

ـ الأستاذة الفاضلة: خديجة كرومي.
ـ السيد مدير ثانوية السلام التأهيلية.
ـ تلميذات وتلاميذ ثانوية السلام التأهيلية.
ـ من أجل التمرس على تحرير المرأة.
ـ من أجل المساهمة في تنوير عقول الناشئة.
ـ من أجل تكريم الإنسان فينا وفي واقع متخلف.

محمد الحنفي

والتحرير، في عمقه، لا يعني إلا إتاحة الفرصة أمام الجميع: مجتمعا، ونساء، ورجالا، من أجل التمتع بكافة الحقوق الإنسانية، على أساس المساواة بين النساء والرجال.

فتحرير المجتمع، لا يتم إلا بتحريره من كافة القيود، التي تحول دون تقدمه، وتطوره، بما في ذلك قيود العبودية، والفساد، والاستبداد، والاستغلال، وامتهان الكرامة الإنسانية، وقيود أدلجة الدين الإسلامي، التي تجعل كل المفاهيم محكومة في الأذهان، وقيود العادات، والتقاليد، والأعراف الجامدة.

فالتحرير من قيود العبودية، يقتضي العمل على التخلص من الاستعباد.

وقيود الفساد، والاستبداد، تقتضي تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب.

وقيد الاستغلال، يمكن التخلص منه بالعدالة الاجتماعية.

وقيد امتهان الكرامة الإنسانية، يمكن تجاوزه بضمان كافة الحقوق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وقيد أدلجة الدين الإسلامي، يقتضي مواجهة التضليل الذي تنتجه، وتوعية الناس بخطورة هذه الأدلجة، وما يترتب عنها، في أفق المواجهة الجماعية لمؤدلجي الدين الإسلامي.

وقيود العادات، والتقاليد، والأعراف، يمكن تجاوزها، بإحداث تحول عميق في العادات، والتقاليد، والأعراف، مما يجعلها هي نفسها وسيلة للتحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، التي تضمن جميعها تحرير المجتمع، وتحرير المرأة، وتحرير الرجل، في نفس الوقت.

وتحرير المرأة، يقتضي بالإضافة إلى ما ذكرنا، إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، التي تضمن تمتيع المرأة بكافة الحقوق الخاصة، التي تميزها عن الرجل: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، خاصة، وأن التمييز ضد المرأة، أصبح جزءا لا يتجزأ من العادات، والتقاليد، والأعراف، وأن أدلجة الدين الإسلامي، في خطابها الذي لا يتوقف في النسيج الاجتماعي، لا تنتج إلا التمييز ضد المرأة، إلى درجة، أن تطبيق {الشريعة الإسلامية}، يشمل جزء كبير منه، تنظيم العلاقة مع المرأة، التي تعتبر، في نظر مؤدلجي الدين الإسلامي، مجرد عورة، مما يؤدي، بالضرورة، إلى تكريس دونيتها، وإلى تعميق تلك الدونية، وكأن الرجل غير معني بغض البصر، وكأنه مجرد حيوان مفترس، يفترس ضحاياه في الشارع العام، كلما واتته الفرصة.

وقد كان المفروض، أن يتم توعية النساء، والرجال على السواء، بكل الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وباتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وبالتربية على المضامين المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تتحقق المساواة، بصفة تلقائية، بين النساء، والرجال.

فتحرير المرأة، إذن، يعتبر جزءا لا يتجزأ من تحرير المجتمع، وتحرير المرأة، كذلك، يقتضي تحرير الرجل من عقلية التخلف، ومن كل العقد النفسية، التي تتملكه، تجاه المرأة.

وتحرير المجتمع، وتحرير المرأة، والرجل معا، يقتضي الانعتاق من أسر العبودية، ومن أسر أدلجة الدين الإسلامي، ومن أسر العادات، والتقاليد، والأعراف. والتحرير، في عمقه، لا يعني إلا إتاحة الفرصة أمام الجميع، مجتمعا، ونساء، ورجالا، من أجل التمتع بكافة الحقوق الإنسانية، على أساس المساواة الكاملة، بين النساء، والرجال، بالإضافة إلى أن تحرير المرأة، لا يمكن أن يكتمل إلا بإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة في المجتمع، وفي كل مجالات الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير المساواة بين النساء، والرجال، مسألة مبدئية، لا تحتاج منا إلى بذل مجهود يذكر.